قال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد الاسبوع الماضي ان شحنات من العتاد العسكري تعبر الحدود الى العراق من سوريا وقال ان الولايات المتحدة ستحمل الحكومة السورية المسؤولية عن هذا العمل العدائي. ويوم الاحد حث كولن باول وزير الخارجية الامريكي سوريا على ما اسماه "التخلي عن دعمها للجماعات الارهابية وللقيادة العراقية" وكان باول يتحدث امام اجتماع لجماعة يهودية نافذه في السياسة الامريكية في واشنطن قائلا: سوريا..تواجه الان خيارا حاسما. وامس نشرت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية خبرا جاء فيه ان يوسف فرانشسكى وزيرالبنى التحتية الاسرائيلى يدرس فكرة اعادة تشغيل خط انبوب النفط العراقى بين مدينة الموصل العراقية ومدينة حيفا بشمال فلسطينالمحتلة عام 1948 حيث تقع مصفاة البترول. وقال: هاارتس ان فرانشسكى طلب من الجهات الفنية المختصة جمع كافة المعطيات المتعلقة بهذا الانبوب باعتبار ان اعادة تشغيله ستوفر لاسرائيل النفقات العالية المترتبة على استيراد النفط من روسيا بواسطة ناقلات النفط وأشارت الصحيفة الى ان هذا الخط كان قد توقف بعد اقامة دولة اسرائيل عام 1948 وتوجه بدلا من ذلك من العراق الى ساحل لبنان عبر سوريا. هل توجد أي علاقة بين هذه التصريحات والحرب الدائرة حاليا في العراق والاستراتيجيات المتداولة لمستقبل المنطقة؟ لنقرأ معا في ما يلي بعض الخطوط العريض لهذه الاستراتيجية السياسة الصهيونية كما تمارس عمليا وعلى الارض وننقلها هنا مترجمة عن موقع معهد ادليد AdelaideInstitute وقد نشرت تحت عنوان المرتكزات التي تقوم عليها السياسة الصهيونية : اثارة الاضطرابات والاحتواء واعادة رسم الحدود وتغيير الانظمة Zionist Realpolitik: Destabilisation, Encirclement, Boundary Adjustment, Regime Changes ونقالا عن هذا الموقع فان المعلومات التالية والتي نترجمها كما وردت مقتطفة من ورقة عمل بعنوان اختراق نظيف Clean Break قدمتها جماعة ضغط صهيونية معروفة ومن بين التوصيات التي وردت في تلك الورقة اعتماد خطاب سياسي من نوع ذلك الذي استخدم اثناء الحرب الباردة لتسويق اسرائيل في الولايات المتحدة الامريكية على انها حصن وترس للديمقراطية والقيم الغربية في الشرق الاوسط. وانهاالقوة القادرة على كبت واسكات المنافسين بين العرب. والقادرة على التخليص من زعامة عرفات وصدام حسين وان ذلك يشكل مقدمة ومدخلا لاحتواء وغزو سوريا. وتعتمد المجموعة " استراتيجية تمزيق" تقوم على تصعيد الاضطرابات في منطقة الشرق الاوسط بينما يفتح الباب لتفوق وتجاوز اسرائيل لجيرانها العرب. ورقة العمل صيغت عام 1996 لدعم حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو وقد اعتمدت حكومة الجنرال شارون بعض تلك المقترحات.وكانت قد اعدتها مجموعة مكلفة بوضع استراتيجية جديدة لاسرائيل يتم تطبيقها حتى عام الفين. مجموعة الضغط الصهيونية Zionist think tank, ومعهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية المتقدمة ومقرهما في القدس هي التي اختارت معدي الدراسة وقد وصفوا بانهم من صناع الرأي المرموقين وهم : ريتشارد بيرل من امريكان انتربراز انستيتيوت رئيس فريق الدراسة جيمس كولبرت من المعهد اليهودي لشئون الامن القومي شارلس فيربانكس من جامعة جونز هوبكنز دوجلاس فيث من مؤسسة فيث وزيل روبرت لوينبيرج رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية المتقدمة جوناثان توروب من معهد واشنطن لسياسات الشرق الادني ديفد وورمسر من معهد الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية المتقدمة ميراف وورمسر من جامعة جونز هوبكنز ومن الملاحظ ان عددا من هذه الشخصيات الهامة موجود حاليا في ادارة الرئيس بوش وهم في مقدمة الذين يدفعون بالحرب ضد العراق. وبصفة خاصة ريتشارد بيرل الذي استقال مؤخرا من رئاسة هيئة سياسات البنتاجون وابقاه صديقه وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ضمن المجموعة الاستشارية.كما ان دوجلاس فيث يتولى منصب نائب وزير الدفاع للشئون السياسية في البنتاجون وديفد وورمسر المساعد الخاص لجون بولتون كبير المستشارين السياسيين وهو من الصهاينة المعروفين في ما يلي نقدم مقتطفات من تلك الوثيقة كما اوردها الموقع بامكان اسرائيل صياعة بيئتها الاستراتيجية من خلال التعاون مع تركياوالاردن واضعاف واحتواء سوريا ولو تطلب الامر دفعها الى الخلف.وهذا العمل يمكن ان يركز على ازالة صدام حسين من السلطة في العراق وهو حق اسرائيلي بالغ الاهمية كهدف استراتيجي موضوعي لاجهاض تطلعات واطماع سوريا الاقليمية. اثارة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ولسنوات قادمة خدمة لمصالح اسرائيل .فالهدف هو اقامة اسرائيل الكبرى الممتدة من النيل لنهر الفرات وهو وعد الرب صDeed of Covenant' الذي جاء في سفر التكوين وهو واجب على كل صهيوني ان يعمل لتحقيقه ولا يستطيع رفضه. ولعلنا نذكر هنا ان شعار حركة ارغون في الاربعينات من القرن العشرين وشعار حزب هيروت الذي شكلته بعد ذلك واصبح القاعدة العريضة لحزب الليكود الحاكم اليوم هو خريطة اسرائيل الكبرى وتضم في داخلها الاردن كما تمتد من النيل الى الفرات وقد جاءت الخطوط العريضة لتلك الاستراتيجية التي تتطلب تدمير سوريا والعراق. في مؤتمر السلام الذي عقد في باريس عام 1919 قدمت الحركة الصهيونية اقتراحا لاقامة دولة اسرائيل. ولكنها لم تشر الى هذه الطموحات الامبراطورية من النيل الى الفرات. وان لم تخف الطموحات الصهيونية. فالمنطقة التي كان يفكر فيها الوفد الصهيوني في ذلك المؤتمر شملت فقط فلسطين وجنوب لبنان : صور وسيدون اضافة الى منابع نهر الاردن على جبل حرمون والجزء الجنوبي من نهر الليطاني ومن سوريا مرتفعات الجولان بما فيها مدينة القنيطرة ونهر اليرموك وينابيع حيما الحارة ومن الاردن جميع غور الاردن والبحر الميت والمرتفعات الشرقية حتى اطراف عمان ثم تتجه جنوبا مع مسار طريق سكك حديد الحجاز حتى خليج العقبة وبالنسبة لمصر من العريش على ساحل البحر الابيض حتى خليج العقبة التكتل الصهيوني حول الرئيس بوش The Zionist Cabal Around Bush ريتشارد بيرل كبير المؤيدين لاسرائيل هو الذي قاد وضع ورقة الصهيونية عن الشرق الاوسط وكان يعمل لصالح شركة سولتام الاسرائيلية لانتاج الاسلحة وقد طرد من منصبه في السبعينات بعد اتهامه بتسريب وثائق حساسة للسفارة الاسرائيلية. اما دوجلاس فيث فقد عمل مع بيرل في جماعة الضغط الصهيونية وهو حاليا نائب وزير الدفاع للشئون الدفاعية كما انه عضو المنظمة الصهيونية الامريكية ورئيس مجموعة فيث وزيل وهي مؤسسة تمثل منتجي الاسلحة الاسرائيليين. ووفقا لما جاء في موقعها على الانترنت فان ديفد وورمسر عمل في مجموعة الضغط الصهيونية مع بيرل وفيث وهو يعمل حاليا مساعد خاص لجون بولتون كبير المستشارين السياسيين في البيت الابيض وهناك باول وولفويتز نائب وزير الدفاع الذي تربطه علاقات قوية مع بيرل كواحد من فريق دعاة الحرب وجون بولتون كبير المستشارين السياسيين كان مدير حملة بوش للانتخابات الرئاسية وسبق ان عمل نائبا لرئيس المجموعة المصرفية العالمية جولدمان ساشيز. ومن هذه المجموعة ميل سيمبلر السفير الامريكي في ايطاليا والذي سبق ان رأس اللجنة المالية في الحزب الجمهوري اثناء حملة بوش في الانتخابات الرئاسية. وهناك التحالف اليهودي في واشنطن المكون من روبرت ساتلوف المدير السابق لمجموعة الضغط الصهيونية Zionist think وروبرت زوليك البرلماني الجمهوري وديفد فروم كاتب خطابات البيت الابيض وهو واضع مصطلح "محور الشر" الذي يستخده الرئيس بوش بكثرة لوصف عدد من الدول المستهدفة واليوت ابرامس في مستشارية الامن القومي الذي سبق ان تورط في قضية تسليح الكونترا في عهد ريجان وصدر ضده حكم بالسجن وتم العفو عنه في عهد الرئيس بوش ومن هؤلاء اري فليشر السكرتير الصحفي للبيت الابيض. روبرت زوليك- ديفد فروم