عبر النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في مداخلة له أمس الاول أمام مجلس الامة الكويتي عن معان مهمة غابت عمن دأبوا على مهاجمة الكويت موخرا ألا وهي أن الكويت تعتز بعروبتها ولن تنسلخ عن جلدها. وخاطب الشيخ صباح نوابا كويتيين في الجانب العلني من جلسة مجلس الامة طالبوا بمواقف ازاء دول اعتبروا أنها أساءت الى الكويت مؤكدا: عندنا حلفاء لكننا ويعني الكويت والكويتيين عرب لا نسلخ جلدنا. وأكد ان الكويت دولة عربية ولا تستطيع ان تعزل نفسها عن عالمها العربي بغض النظر عن سياسات بعض الدول. وأكد الشيخ صباح مجددا أن الكويت خير من يشعر بالشعب العراقي وأكثر المتعاطفين معه حيث عبر خلال مكالمة هاتفية مع رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية المعارض في العراق محمد باقر الحكيم عن تعاطفه وألمه لما يحل بالشعب العراقي من مصائب. كما نقل عنه المركز الاعلامي للمجلس الاعلى في بيان قوله للحكيم الذي اتصل به مستنكرا اطلاق نظام بغداد لصواريخ على الكويت ان محنة الشعب العراقي الحالية هي محنة الشعب الكويتي ومعاناتهم هي معاناتنا التي نعيشها ونتقاسمها معا. ويدلل هذا التعبير من مسؤول كويتي بحجم الشيخ صباح أن الموقف الرسمي الكويتي وان لم يكن يخفي عتبه على تبني البعض لحملة ظالمة بحق الكويت فانه يبقى حريصا على وحدة الصف العربي ويواصل دعم القضايا العربية العادلة. وكان مجلس الوزراء قد أكد في جلسته الاسبوعية يوم الاحد الماضي أن دولة الكويت ترفض الحملات الظالمة التى تشنها بعض وسائل الاعلام والمواقف غير المسؤولة لبعض الدول التى أملتها دوافع ومصالح ضيقة وتؤكد رفضها كذلك لأي تشكيك بالمواقف القومية لدولة الكويت. كما أكد مجلس الوزراء اعتزاز الكويت بعروبتها ودورها التاريخى فى مناصرة كافة القضايا العربية وتحمل التضحيات الكبيرة جراءها انطلاقا من ايمان راسخ بقدرها وبانتمائها العربى الذى تعمل دوما على ترسيخه وتجسيده وتعزيزه. وليس الموقف الشعبي الكويتي بأقل من ذلك فالكويتيون يواصلون مد يد العون والمساعدة للاشقاء العراقيين في محنتهم التي جرها عليهم نظامه الظالم والمعتدي. ويأتي الرد الكويتي مهذبا دائما أمام ذلك الهباء من البذاءات التي يقذفها الرسميون العراقيون والتي منها ما كان على مسمع ومرأى من قادة العرب وممثليهم في قمة الدوحة الاخيرة. ففي الوقت الذي كان يفترض على العراق الحصول على دعم عربي واسلامي لتجنب احتمال شن حملة عسكرية امريكية بريطانية ضده وجه شتائمه الى الكويت مجددا اتهاماته ومزاعمه لها. والمؤسف أن البعض تبنى بذاءات نظام متهالك يفني شعبه في سبيل البقاء لمواقف عبرت عنها حملات ظالمة بحق الكويت منذ اليوم الاول لانطلاق حملة التحالف لتحرير العراق بقيادة الولاياتالمتحدة. وعلى الرغم من تأكيد الكويت بأنها ليست طرفا في هذا النزاع الا أن نظام بغداد دأب منذ اليوم الاول لانطلاق العمليات بارسال صواريخه والاعتداء على حرمة جارته العربية المسلمة التي كانت في نفس الوقت ترسل شحنات من التعاطف والانسانية لشعبه وآخرها مد انبوب من المياه العذبة الصالحة للشرب الى جنوبالعراق. ان العقلانية والمنطق يقتضيان من الذين تبنوا موقفا ضد دولة الكويت أن يعيدوا النظر فيما يسببونه من أذى للعروبة بخطيئة مساندة نظام زائل متهالك يزج بشعبه منذ أكثر من عقدين من الزمن في اتون حرب تلو اخرى. لقد فوت النظام العراقي الايل الى السقوط على الشعب العراقي فرصة العيش الكريم والحياة الطبيعية وشكل قلقا وتهديدا للمنطقة وشن عدوانا على جيرانه لذلك حان الوقت ليتنفس العراقيون الحرية وعلى العرب أن يعينوهم لا أن يخذلوهم. ولعل مذاق الحرية كان سيكون مختلفا عند العراقيين لو كان بنكهة عربية ولكن ليس بالامكان أفضل مما كان ومازالت الفرصة سانحة لانقاذ العراقيين ولو بكلمة الحق وذلك أبسط الايمان. مدخل مجلس الأمة الكويتي