تعيش الكويت هذه الايام، وفي ظروف حرب تحرير العراق، حالة يرثى لها. فالمواقف الرسمية والشعبية المناهضة للكويت من معظم حكومات الدول العربية وشعوبها جعلت الشعب الكويتي والكويت يعيشان حقا في عزلة سياسية وشعبية كبيرة. على صعيد الموقف الرسمي واجهت الكويت هجوما عنيفا من دول عربية صديقة شككت حتى في سيادتنا على ارضنا، كما التزمت دول شقيقة اخرى الصمت وعدم استنكار الصواريخ العراقية التي تسقط تباعا على ارض الكويت، وكأن الرسالة التي تريد ان تقولها لنا "هذا جزاء افعالك ومواقفك"! وعلى صعيد الموقف الشعبي تجتاح التظاهرات الدول العربية والاسلامية وغيرها. وكثيرا ما هوجمت دولة الكويت في هذه التظاهرات، واعتدي على سفارتها في لبنان والبحرين وليبيا، كما اعتدي على طلبتنا ومواطنينا في الاردن ومصر ولبنان والبحرين وغيرها. خلاصة القول ان الكويت والكويتيين اصبحوا مكروهين لدى شعوب الدول العربية والاسلامية بسبب مواقفهما من حرب تحرير العراق. قد يفهم احدهم انني اقول اننا يجب ان نغير موقفنا هذا! وهذا غير صحيح، فالكويت من حقها الدفاع عن نفسها وعن سيادتها وامنها ازاء نظام عدواني يهدد بقاءها على مدى الثلاثة عشر عاما الماضية. وان موقفنا من الحرب الدائرة هو لحمايتنا اولا، ولتحرير العراق وشعبه من المأساة الانسانية التي يعيشانها في ظل هذا النظام الجائر ثانيا. والمشكلة التي نعيشها الآن سببها الحملات الظالمة والمضللة التي تشنها بعض وسائل الاعلام، والمواقف غير المسؤولة التي املتها دوافع ومصالح ضيقة لبعض هذه الدول. هذه الازمة التي نعيشها تجعلنا نفكر ونعيد النظر في امور مهمة: اولها: هو السياسة الخارجية التي تتبعها الدولة مع الدول الاخرى، واعادة صياغتها بحيث تكون مرتبطة بالمصالح المتبادلة وسياسة المعاملة بالمثل واتباع مبدأ الجزرة والعصا. ثانيا: اعادة النظر في المساعدات والهبات والقروض المالية وصياغة دور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية واستخدامه كوسيلة للثواب والعقاب حسب مواقف الدول. ثالثا: اعادة النظر في السياسة الاعلامية، فالوضع الاعلامي الحالي الذي نعيشه يظهر بوضوح اخفاقنا اعلاميا، وعدم قدرتنا على توصيل رسالتنا وابراز قضايانا في صراع تنافسي اعلامي محموم. والله الموفق القبس الكويتية