في الوقت الذي تئن فيه بغداد تحت ضربات القصف المتواصل.. وفي الوقت الذي يدفع الأبرياء ، والأبرياء وحدهم ثمناً فادحاً لخطايا عديدة تراكمت عبر سنوات "عجاف" .. يخرج بعض الجنرالات من جحورهم التي يتحصنون بها في قلب عاصمة الرشيد ، فيما تسيل دماء وتُزهق أرواح وتُدمّر ممتلكات الله وحده أعلم بنوع المأساة وحجمها! @ @ @ "تمثال من الشمع لجنرال من القش" .. هكذا قال أحد الكتاب واصفاً الواقع المؤلم دون أن يدري أنه يشخص حالة مأساوية نعيشها كعرب في الوقت الراهن.. جنرال القش الأخير، يخرج من مخبئه ليردد على الفضائيات ما يناقض الواقع، ويبدو أنه صدق عصا الماريشالية لمجرد أن ارتدى الزي العسكري فيما كان الأجدر به أن يجيب عن أسئلة الأبرياء من الأطفال والنساء والعجائز .. لماذا؟ لم نكن ندري أننا في المملكة سنكون يوما "هدفا" رخيصا لبوق "الجنرال" الذي أضاف للخطايا أكثر من خطيئة ..العالم ما زال يذكر "جوبلز" ومازال يقرأ ويسمع عن مصيره ومصير كل الآلة النازية التي تهاوت تحت سقف الأكاذيب التي روجتها ثم صدقتها حتى كانت النهاية الموت بالرصاص أو بتجرع السم. ماريشال "العلوج" لم يجد شيئا يرد به على اقتراب القوات الأمريكية البريطانية من بغداد وبدء تحول الرأي العام الداخلي في العراق ضد جنرالاته سوى محاولة النيل من المملكة والإساءة إليها والتشكيك الرخيص في مواقفها قيادة وشعبا وتاريخا لا يقبل التشكيك في وطنيته وعروبته وإسلامه. كنا نتمنى من "الماريشال" الذي يتشدق بالعبارات الرنانة والشعارات المزيفة أن يخرج من مخبئه، وينظر حوله، ليتأكد من حجم المصيبة التي تسبب فيها جنرالات أمثاله وجاءت بصواريخ وقنابل من آخر الدنيا ليسدد أبناء العراق وشعبه فاتورة لفاجعة لم يختاروها .. بالأمس تحدثنا عن "قاموس الحرب" دون أن ندري أن مواصفات البذاءة القياسية مرسومة على مقاس "جنرال القش"، وكنا نأمل في أن يفرز لنا شيئا جديدا غير الأكاذيب والافتراءات والحديث عن انتصارات لا توجد حتى في كهوف الخيال المريضة. بالأمس ، تحدثنا، ولا بأس، اليوم من أن نتأكد فعلا من أن المصائب كما قال أجدادنا لا تأتي فرادى!! اليوم