يكشف الدكتور عبدالمحسن محمد العلوان استشاري طب الأسرة والمجتمع ومنسق البرنامج الوطني لمكافحة الدرن بالمنطقة الشرقية جوانب من خطة الشئون الصحية لمكافحة هذا الداء الخطير حيث اعتبر في حوار (اليوم) معه ان مشاركة المملكة دول العالم في التذكير كل عام بهذه المناسبة من خلال ما تقوم به وزارة الصحة على المستوى المركزي ومديريات الشئون الصحية وما يتبعها من مستشفيات ومراكز صحية في المناطق على المستوى الفرعي وبالتنسيق مع الجهات الصحية الاخرى الحكومية والخاصة بفعاليات وانشطة توعوية تهدف الى التعريف بهذا المرض وطرق انتشاره وطرق الوقاية منه وامكانية الشفاء والعوامل المهمة في تحقيق ذلك وتتمثل هذه الفعاليات والانشطة في طباعة وتوزيع عدد من الكتيبات والملصقات والنشرات التوعوية وعقد اللقاءات والندوات العلمية داخل المراكز الصحية والمستشفيات وكتابة المقالات العلمية الهادفة والاستفادة من وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لتحقيق اكبر تغطية ممكنه لهذه المناسبة ورغم اختلاف الفعاليات كما وكيفا الا انها تبقى موحدة الهدف الذي يدور حول شعار هذه المناسبة ويحقق اكبر قدر ممكن من الفائدة, اما على مستوى المنطقة الشرقية فتقوم المديرية العامة للشؤون الصحية ومن خلال اللجنة المركزية لمكافحة الدرن برئاسة المدير العام الدكتور عقيل بن جمعان الغامدي والقائمين على هذا البرنامج وبالتنسيق مع الجهات الصحية الاخرى الحكومية والخاصة بتنفيذ عدد من الانشطة والفعاليات وبصور مختلفة جماعية وفردية مع اعطاء القطاعات الصحية المختلفة التابعة للمديرية الخيار في تبني الأنشطة والابتكار فيها والتنسيق مع الجهات الصحية الاخرى كل في قطاعه حسب الامكانيات. نحن الأكثر عرضة للاصابة @ ما الجهود التي تبذلها وزارة الصحة للقضاء على مرض الدرن او الحد من انتشاره؟ * يدخل المملكة سنويا الآلاف من الوافدين لغرض العمل او الحج او العمرة او الزيارة, وهم من جنسيات عديدة مما يجعل مواطنيها اكثر عرضة للاصابة بهذا المرض, لذا فانها حريصة اشد الحرص على الاخذ بزمام المبادرة في هذا المجال, وقد بادرت الى تبني هذه الاستراتيجية منذ الربع الرابع لعام 1998م, لتكون الآلية التي ينفذ من خلالها البرنامج الوطني لمكافحة الدرن بالمملكة, والذي بدأ منذ السبعينات الميلادية في 8 مناطق بالمملكة, بينما تمت تغطية جميع المناطق بهذه الاستراتيجية بحلول عام 2000م, واليوم فان المملكة تطمح الى تحقيق هدفها المحدد في هذا المجال وهو خفض معدل الاصابة بهذا المرض الى حالة واحدة لكل 100 الف من السكان بحلول عام 2010م, وقد بذلت حكومتنا الرشيدة ولاتزال تبذل ومن خلال وزارة الصحة كل غال ونفيس في هذا المجال ادراكا منها ان المجتمع السليم المعافى هو القادر على بناء حاضر هذه الأمة ومستقبلها. احصائيات مخيفة @ ما سبب الاهتمام بمرض الدرن عالميا. وهل عاد للظهور كوباء؟ * بالرغم من اكتشاف العلاج لهذا المرض قبل حوالي 50 عاما, إلا أنه مازال يتسبب بوفاة 3 ملايين شخص كل عام ويؤدي الى اصابة 9 ملايين شخص بالمرض سنويا واكثرهم من الشباب البالغين, وقد حدا ذلك بمنظمة الصحة العالمية ان تعلن عام 1993م بان الدرن يشكل خطرا على البشرية, ودعت جميع دول العالم للتدخل السريع لمنع انتشار هذا المرض, حيث اثبتت الدراسات عام 1995م. وجود 50 مليون حالة درن في العالم ويمكن ان يصاب 90 مليون شخص بالعدوى خلال السنوات العشر القادمة. وقد اخذت منظمة الصحة العالمية بزمام المبادرة في العديد من الدراسات بحثا عن الآلية التي يمكن من خلالها معالجة وتصحيح هذا الوضع, وما الشعارات التي تطلقها المنظمة في هذه المناسبات من كل عام الا تجسيد لتلمس كل ما هو مفيد وفعال لنجاح هذه الآلية. وضمن هذا التوجه يأتي اليوم العالمي للدرن هذا العام تحت شعار (المعالجة تحت الاشراف المباشر حققت لي الشفاء.. وسوف تحققه لكم ايضا) بإذن الله تعالى, ليؤكد عدة حقائق مهمة الاولى تدق ناقوس الخطر القادم بعودة هذا المرض وضرورة تضافر الجهود للقضاء عليه والثانية تؤكد فعالية استراتيجية المعالجة قصيرة الامد تحت الاشراف المباشر في تحقيق الشفاء من هذا المرض - بإذن الله - والثالثة تقرن نتيجة ما تحقق بقصر مدة العلاج نسبيا وبالاشراف المباشر على اخذ المريض للعلاج, والرابعة تشجع المرضى على الاخذ بزمام المبادرة في طلب العلاج والالتزام به والخامسة ضرورة الاكتشاف المبكر للحالات وتحقيق اكبر نسبة شفاء بين المرضى وهذا ما يبرزه هذا الشعار بكل وضوح. هكذا نحاربه @ ما آلية عمل البرنامج الوطني لمكافحة الدرن من خلال استراتيجية المعالجة القصيرة الامد تحت الاشراف المباشرة؟ * آلية العمل لدينا في المنطقة الشرقية كغيرها من مناطق المملكة - تعتمد على وجود كوادر مؤهلة ومدربة من منسقين وأطباء وفنيين, والخطوة الاولى هي احتفاظ الاطباء في جميع المنشآت الصحية بمستوى عال من الاشتباه بهذا المرض بين مراجعيهم ممن لديهم الحد الادنى من الاعراض او علامات المرض. وترتكز استراتيجية هذا البرنامج في التشخيص على الفحص المجهري المباشر لبصاق الحالات المشتبة بها ومن تثبت اصابته بالمرض يبلغ المكتب الوقائي بالمنطقة بذلك للقيام بالاجراءات الوقائية للمخالطين للحالة. وبفضل هذه الجهود فان هذا البرنامج اليوم في طريقه للوصول للاهداف الوطنية المتمثلة في اكتشاف ما لا يقل عن 70% من حالات الدرن وتحقيق الشفاء فيما لا يقل عن 85% منهم, وهذا هو الهدف العالمي أيضا. نكتشف 80% من الاصابات @ ما نتيجة اتباع استراتيجية العلاج تحت الاشراف الطبي؟ * بفضل الله تعالى ثم بفضل هذه الاستراتيجية تمكنت المنطقة من تحقيق معدل شفاء بين حالات الدرن الرئوي موجبة القشع (البصاق) والتي تم اكتشافها وانهاء معالجتها بنهاية عام 2002م بنسبة تجاوزت 80% ومن المؤمل ان تصل المنطقة الى الهدف الوطني المعلن بانتهاء الحالات تحت المعالجة لعام 2003م وهو 85%.احصائيات @ هل لديكم احصائيات عن نسبة وجود المرض في المملكة والمنطقة الشرقية؟ وما نسبة اصابة العمالة الوافدة بالمرض؟ * ان الاحصائيات الخاصة بهذا المرض في المملكة باعتبارها احدى اقل دول اقليم شرق المتوسط في معدلات الحدوث, والتي تقدر ب (اقل من 20 حالة) لكل مئة الف من السكان مقارنة بالاقاليم الاخرى حسب تقسيم منظمة الصحة العالمية والتي تقدر فيها هذه المعدلات ب (اكثر من 100 حالة) بكل 100 الف من السكان. اما في المنطقة فتشير هذه المعدلات الى ان الغالبية العظمى من الحالات المسجلة هي بين العمالة الوافدة من مواطني دول جنوب شرق آسيا والقارة الهندية وافريقيا وتقدر ب (3ر77) حالة لكل مئة الف نسمة وهذا لا يختلف عما تسجله الاحصائيات الاقليمية والعالمية المشار اليها في هذا المجال. اما معدلات حدوثه بين المواطنين فتبقى محدودة 96ر9 حالة لكل 100 الف من السكان. هؤلاء هم المعرضون @ اي الفئات العمرية هي الاكثر اصابة بين المواطنين وهل تشكل وباء؟ * تمثل شريحة الشباب الذكور البالغين ممن تتراوح اعمارهم بين (15 - 45) سنة الفئة العمرية الاكثر اصابة بالمرض وتقل معدلات الاصابة بين فئة الاطفال اقل من خمس سنوات بسبب النسب العالية للتغطية بلقاح ال (B.C.G) عند الولادة وتبدأ هذه المعدلات في الارتفاع مرة اخرى في الفئات العمرية الاكثر من 60 سنة بسبب عوامل السن وما يصاحبها من امراض وضعف في مناعة الجسم يساعد على نشاط عصيات الدرن الكامنة, وفي كل الاحوال تبقى هذه المعدلات وبشكل عام دون المستوى الوبائي وفي حدود السيطرة والتحكم. مستشفى الصدر @ ما سبب انتقال مستشفى الصدر الى مبنى المستشفى المركزي بالدمام؟ وهل سيكون الانتقال بصفة دائمة ام مؤقتة؟ * تم اغلاق مستشفى الصدر السابق لتصدع مبانيه وهو الآن في موقعه المؤقت داخل حرم مستشفى الدمام المركزي, ويمكن لهذا المركز استيعاب جميع الحالات المحولة له من جميع القطاعات الصحية ومجهز لعزل الحالات موجبة البصاق ومزود بالوسائل والتجهيزات اللازمة للوقاية من هذا المرض بين العاملين والزوار, وهنا تجدر الاشارة الى انه جار اعتماد مستشفى للصدر بالمنطقة الشرقية وبسعة 100 سرير, سيكون نواة اساسية لمركز الدرن, ومن المؤمل ان تتضمنه الميزانية القادمة لوزارة الصحة. هكذا نقضي عليه @ ما التوصيات للقضاء على المرض؟ * لتحقيق الاهداف المرسومة للحد من عدوى المرض والسيطرة عليه وصولا الى تحقيق الصحة للجميع إن شاء الله وانطلاقا من الحكمة الشهيرة (درهم وقاية خير من قنطار علاج) انصح بما يلي: * المراجعة الفورية للطبيب عند الشعور باي عرض او علامة من علامات المرض لدى المريض او من يعرفه من الاقارب والاصدقاء. * الالتزام الدقيق والامين باخذ العلاج والاستمرار فيه مع اتباع ارشادات الطبيب المعالج حتى الشفاء التام. * استشارة الطبيب من قبل المخالطين لمرضى الدرن للتعرف على انسب الطرق للوقاية وتطبيق ذلك حسب نوع الحالة وشدتها. * تطعيم الاطفال عند الولادة بلقاح (B.C.G) يساهم بشكل كبير في وقايتهم من المرض. * الاخذ باسباب التغذية السليمة والبيئة الصحية. * دعم المواطن لمريض الدرن ليس بالتعاطف معه فقط بل بالمشاركة الفعالة في دعم الجهود المقدمة له سواء كانت معنوية او اجتماعية او وقائية او علاجية. * يجب التذكر بان استراتيجية المعالجة قصيرة الامد تحت الاشراف المباشر قد حققت الشفاء للكثيرين وسوف تحققه لكل مريض بإذن الله. * ينبغي المسارعة بفحص العمالة المستقدمة لاسيما الخدم والسائقين لاكتشاف الحالة مبكرا وعلاجها مبكرا مما يحد من انتشار المرض ويساعد في الوصول به الى معدلات الاصابة المستهدفة وفي التاريخ المحدد لتحقيقها وهو ثلاث حالات او اقل لكل مئة الف من السكان بحلول عام (2005)م وحالة واحدة او اقل لكل مئة الف من السكان بحلول عام (2010)م.