عزيزي رئيس التحرير في مثل هذه الأزمات الطاحنة، والاوقات العصيبة، والملمات الخطيرة تنبرى ألسن سليطة وأنفس مريضة، وعقول فارغة، وأجساد بالية، قد أخذ منها الحقد والبغض والكراهية والمكر والخديعة مأخذه، تصطاد في المياه العكره، تلوح بالقول وتميط اللثام عن دناءتها وخستها وانعدام مروءتها وضعف دينها، تزبد وترغي وتهرف بما لا تعلم، وتنقل الحدث والخبر وتضخمه، تثير البلابل والقلاقل والفتن تدس السم الزعاف، تنطق بالباطل لتخفي الحق. في مثل هذه الأوقات الحاسمة والصارمة تمثل الشائعة خطرا عظيما وجسيم على الأمة وأفرادها وجماعاتها ومسئوليها وولاتها، ينبري المرجفون والمخربون الناكرون للمعروف والباغين ليظهروا أنفسهم على الملأ، يأخذون من النساء والمراهقين وضعاف النفس والعقل والدين جنودا مجندة، ويرسلون إليهم القول المعسول، ويحسبون كل صيحة عليهم هم العدو. يبثون سمومهم وأفكارهم المنحرفة وأراجيفهم وافتراءاتهم، يضخمون ويبالغون في القول والوصف، ويتربصون بالأمة يريدون فصلها عن دينها وكيانها يتربصون بولاتها يريدون لهم الهلاك، يتربصون بافرادها وجماعاتها يريدون بينهم الفرقة والأضغان والأحقاد والاقتتال والمنازعات، يشتتون الأفراد عن الجماعات، يقوضون السلطات، ويريدون الانحرافات والاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والأمنية، غايتهم الخبث وطريقهم المكر وأسلوبهم الخديعة والوقيعة، يأخذون من المنابر وأجهزة الإعلام والقنوات الفضائية وشبكات الانترنت مجالس وأبواقا ومنتديات يتفكهون فيها، ويتندرون على الخلق والأمة، يقبضون ثمن أحقادهم، يسيل لعابهم، يبحثون عن الفتن أنى وجدت، يتراقصون طربا وفرحا أن وقع تحت أيديهم امر ما ليحولوا منه قضية القضايا. في مثل هذا الوقت الأمة وأفرادها وجماعاتها ومسئولوها وولاتها ووسائل أعلامها هم أحوج ما يكون إلى التكاتف والتعاضد والتنام الصف والوحدة والكلمة. هم أحوج ما يكون إلى الكلمة الطيبة والقول الحق، هم أحوج ما يكون إلى منابر تظهر الحقائق وتدحض الشائعات والمكائد والافتراءات، وترد الكيد لنحور أصحابه.اننا اليوم أحوج ما نكون إلى الارتقاء بالوعي والفكر واللجوء إلى الله تعالى وتقوية الوازع الديني ومواجهة الأشرار سواء كانوا أفرادا أم جماعات أم وسائل أعلام مغرضة وموجهة . والله تعالى قد حذر المرجفين والكاذبين والناقلين للكلام بين الناس بالغيبة والنميمة والبهتان من مصير ينتظرهم وعذاب مخز ومذل لهم. فليعتبر المقصر، ولينتبه الغافل، وليتعظ المعتبر، وليستبصر المستنير، فالله الله أخوتي الكرام وأهلي ومجتمعي في الكلمة الطيبة ودحض الباطل وازهاقه، الله الله في الدعاء لولاة الأمر بالعز والتمكين والنصر وللوطن بالأمن والسلامة، وللمجتمع بالوحدة والمحبة والالتئام على قلب رجل واحد. وفق الله تعالى المجتمع إلى ما يحب ويرضى . ناصر بن عبد الله آل فرحان الرياض