في الوقت الذي يترك فيه كثير من الناس الزراعة، بحكم توجههم لأعمال أخرى، تدر عليهم ربحاً أكبراً، إلا ان أحمد عبدالله الهميان وفي كل يوم يمر عليه يزداد ارتباطه بالزراعة أكثر فأكثر. بدأت علاقة الهميان بالزراعة منذ كان في الثامنة من عمره، حين كان يعمل مع والده في الفلاحة، وهو اليوم يبلغ 53 عاماً، أي انه أمضى في هذه المهنة 45 عاماً. بدأ (كداداً) أي يعمل بالأجرة اليومية، غير أنه اليوم يدير مجموعة كبيرة من الفلاحين، الذين يعملون أيضاً بالأجرة اليومية، كما أنه يملك عدداً من المزارع بالإضافة إلى استئجاره لعدد من المزارع. يقول: أمارس كثيرا من الأعمال في الزراعة، مثل البطاطة (قطع سعف النخيل اليابس)، التنجيب (إزالة الأشواك من السعف الرطب والأخضر)، السقي، صرام التمور، عمار النخيل، خراف (جني) الرطب، إزالة الحشائش والبرسيم، التنبيت (تلقيح النخيل). في عمله يستخدم الهميان السخين، الكر (آلة صعود النخلة)، المنجل، المحش، الساطور، العكفة، الزبيل، المخرف، القدوم، الهيب. 33 مزرعة ويتولى الهميان مسئولية رعاية 33 مزرعة، يملك منها 8 مزارع بالإيجار، بنظام الكدادة، بعد الاتفاق مع المالك، لعدد معين من السنوات، وهناك مزارع أخرى يقوم برعايتها بعد ان يتفق مع أصحابها، وهم في العادة من وجهاء وأعيان الأحساء. يبدأ برنامجه يومياً من بعد صلاة الفجر، حيث يقوم بتحميل الأيدي العاملة من الفلاحين السعوديين، الذين يعملون معه بالأجر اليومي، ويوصلهم إلى المزارع التي يوجد بها عمل، ثم يتوجه إلى المزارع الخاصة به، حيث يوجه عماله لما يتطلبه العمل من أعمال. ويستمر كذلك إلى صلاة الظهر، حيث يعيد الفلاحين إلى منازلهم، ويعطيهم الأجرة. عن الأجرة يقول: تتراوح بين 40 و70 ريالاً، أما بالنسبة للبطاطة فالأجرة تكون 200 ريال، فقطع السعف اليابس يحتاج إلى مجهود كبير وغير عادي، وسواعد قوية قادرة على قطع السعف. أجرة عينية لا يعطي الهميان مالكي المزارع التي يستأجرها أجرة من المال، ولكنه يعطيهم مقابلا عينيا، فهو يعطي لكل صاحب مزرعة منين من تمر الخلاص، و3 أمنان رزيز، وجميعها تكون 20 مرحلة، وتختلف الكمية باختلاف مساحة وموقع المزرعة، فبعضها يقع في الشراع، أو العيون، أو السحامية أو البطالية. وفي المقابل هو لا يستلم راتبا محددا على رعايته للمزارع التي يديرها، بل أجرا على الأعمال التي يقوم بها. مشكلة الري يواجه الهميان مشكلة مع ري المزارع التي يستأجرها، وهي قلة المياه، فهناك عين واحدة تسقي المزارع التي يستأجرها، أما المزارع التي يديرها فهناك 4 عيون تسقيها، والباقي تسقى عن طريق قنوات مشروع الري والصرف بالأحساء، يقول: رغم نقص الماء، الا ان الله يطرح فيه الخير والبركة، وإدارة المشروع لا تقصر معنا، فإذا احتجنا إلى المال يوفرونه لنا إلى ان نكتفي. ويبدي الهميان تذمره من قلة الأيدي العاملة المحلية، في مقابل كثرة الأجنبية، كما يبدي عدم ارتياحه إلى تحويل المزارع إلى استراحات للترفيه عن النفس وإقامة حفلات الأفراح فيها.