نتيجة لتعاقب الايام وقدرات الفلاحين سميت كل عملية بمسمى, والقائم بالعمل ينسب اليها وقد يمارس الفلاح اكثر من مهارة, الا ان بعض العمليات تحتاج الى مهارات خاصة, كما ان بعضها يحتاج الى بنية قوية وسنعرض فيما يلي بعضا من المهن. @ البطاط: هو الذي يقوم بعملية قطع الجزء السفلي العريض (الكرب) من السعفة الملتصقة بجذع النخلة, وتسمى العملية بطاطة او بطاط, وتتم عادة في الشتاء, لتكون لينة في القطع, ويستعمل البطاط منجلا بشكل هلال, ويكون حادا جدا وله ذراع طويل, يصل طول المنجل الى 60 سم (مع الذراع), والممسك الحديدي ملفوف حوله حبال يقوم البطاط باعداد عدد من المناجل وسنها (توشيرها), وتحتاج عملية البطاط لمهارة فائقة, لانتظام القطع ودرجة الميل (وتقاس المهارة بعدم انتزاع الجزء المتبقي من جذع النخلة), ويتم البط (القطع) واحدة عن اليمين وواحدة عن الشمال مع اللف حول الجذع حتى اكتمال الدائرة, ثم تبدأ المرحلة الثانية من الاسفل الى الاعلى, وهكذا, كما يحتاج الى بنية جسدية قوية خاصة في الذراعين, لان اليدين تستخدمان لمسك المنجل اثناء العمل وايضا يستخدم الكر (اداة الصعود) اثناء العمل. وتعتبر البطاطة مهنة زراعية نادرة لذا يلزم الترتيب والجدولة لها في الموسم. ويحظى البطاط باحترام الفلاحين, وتكون العناية به اكثر من غيره, ويندر ان يعمل اثنان في مزرعة واحدة, ومهارة البطاط في البط (القطع) تكسب النخلة جمالا يستطيع الفلاحون تمييزه, ويعتبرون البطاط اما نظيفا او غير نظيف. وينتج من عملية البطاط الكرب الذي يستخدم وقودا منزليا او لحرق التربة, وايضا الليف, لانه من المعلوم ان بين كل سعفتين توجد ليفة, ويكون هذا الليف نظيفا, ويستخدم لاغراض متعددة, كما ينتج ايضا ساق الطلع المختفي, ويستخدم كوقود, وعندما تكون النخلة طويلة لا تتمتع السعفة بقوة تماسك كبيرة في جذع النخلة, لذا فهي لا تبط, وانما يتم تقليفها اي ازالة السعفة مع الكرب, وتسمى العملية قلافة. @ الشحاط: هو الذي يقوم بعملية قطع السعف من النخيل, ولما كان السعف جافا يستخدم له محش (منجل) على شكل هلال, وله يد (مقبض), يستخدم الشحاط الكر للصعود, واثناء العمل يستخدم اليد اليمنى للقطع واليسرى لثني السعفة قليلا ويكون مكان الثني بخبرة الشحاط دقيقا في منطقة التليل, لتتمدد جهة السعفة فيسهل عليه قطعها. ويدرك الشحاطون الفروقات بين النخيل, فبعضها سعفه اقسى من غيره وتتم عملية الشحاطة قبل البطاطة, ويستخدم معظم السعف الجاف في الطبخ, وايضا في حرق التربة و(الطباين). وتقاس جودة عمل الشحاطين بعدد السعفات التي يشحطها (يقطعها) في اليوم وان يكون العمل نظيفا بتساوي الطول المتبقي من قاعدة السعف. @ المسحت: هو الذي يقوم بعملية تهيئة النخلة لاستقبال الطلع (الهري), وتأبيره (تنبيته) لاحقا, لذا يقوم بازالة الاشواك في محيط دائرة النخلة من السعف من جانبي كل سعفة, كذلك من مهمات المسحت ازالة غلاف الطلع الجاف (القيقان), وربما يقوم كذلك بنزع بعض الليف من بين جذور السعف, في عملية تعرف (بالتمشيع), وربما ايضا يكلف بتجميع العقب, وهو الخوص وعادة يكون في اسفل السعفة بعد الشوك ويكون طويلا وقويا لاستخدامه في خياطة منتجات الخوص. والمسحت الجيد هو الذي لا يستخدم المحش اثناء العمل (إزالة الشوك), ويعتبر الفلاحون استخدام المحش دليل عدم قدرة, كما انه يؤثر على السعفة لذا فالاعتماد على الكفين مباشرة, وهي مهنة قاسية يتخشن معها باطن الكف, ويتكون ما يشبه الثفنات (نجلات), ويربط المسحت انتاجه من الشوك في حزم صغيرة, ويرميها الى الارض واثناء العمل يلزم المسحت الجلوس بين السعفات في اعلى النخلة. @ الصرام: هو الذي يقوم بعملية الصرام اي قطع العذوق ورميها ومهارة الصرام تنبع من كونه ذا بنية قوية, لرفع العذق والنظر الى اسفل من اعلى النخلة, حتى يتمكن من رميه على الخصفة (سفرة كبيرة) معدة لذلك, وتستلزم مهارته القطع, مع محاولته عدم هز العذق, حتى لا يتساقط التمر منه خارجا عن الخصفة, وتكمن ايضا الصعوبة في انه يلزم ان يدور ببعضها 180 درجة الى الجهة الاخرى, حيث الخصفة وسقوط التمر خارجها يعني عملا اضافيا لتجميعه وتتميز قدرة الصرام الجسدية على عدد النخيل التي يصعدها خلال اليوم الواحد, ومن مستلزمات عمله ايضا قطع السعف المتكسر الاخضر. وتبقى اجرة الصرام عالية مقارنة ببقية العاملين معه, لذا يعتبر موسم (صفرى) الصرام مناسبة جيدة لتعديل دخله. ويستخدم الصرام كلمات تدل على العمل منها ليفة فينادون تحته حفيفة اثناء سقوط السعف الاخضر, كما ينادي (هلل) للعاملين معه في الاسفل, فيقولون لا إله إلا الله عند سقوط آخر عذق.