اكد بيتر سادزلاند رئيس منظمة التجارة العالمية الاسبق والرئيس الحالي لكل من شركة بي بي النفطية العملاقة ومؤسسة غولدمان ساكس الاستشارية العالمية ان على دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي تسعى إلى استقطاب الاستثمارات المباشرة ان تتجنب التعارض فيما بينها وان تشجع التنافس البناء وتبتعد عن سياسات الحماية التي تعوق عملية النمو الاقتصادي. وقال ساذرلاند في تصريح له بمناسبة مشاركته في منتدى الاستثمار الدولي الذي سيعقد في دبي في شهر مايو القادم انه يتعين على الحكومات الاقليمية تحرير اقتصادياتها والعمل على تشريع قوانين الاصلاحات الاقتصادية الداخلية التي تجاوزتها بقية دول العالم. واضاف ساذرلاند بالقول: تلعب العوامل الداخلية دورا اكبر من الدور الذي تلعبه العوامل الخارجية في تحقيق النمو الاقتصادي كما ان فتح الاسواق وازالة العقبات التنظيمية المحلية يظل يلعب دورا حيويا في تأمين الازدهار المستقبلي مشيرا الى دور الحكومات الذي لا يجب ان يكون موجها لادارة الاقتصاد بشكل مباشر بل يجب ان يركز على عملية تأسيس بنى تحتية متينة بما في ذلك تطوير الموارد البشرية ومحاربة الفساد والاساليب التقليدية. واضاف قائلا طالما ظلت الدول تنفرد بوسائل الانتاج وتطلق ادعاءاتها بتشجيع سوق المنافسة فان كل ذلك لن ينجح حيث لابد من وجود تنافس حقيقي في مختلف القطاعات الخدمية والانتاجية بما يعطي حافزا لمزيد من الفعالية والابتكار والنمو. ويعد الرئيس الاسبق لمنظمة التجارة العالمية احد ابرز المتحدثين في منتدى هيئة دبي للاستثمار الذي يقام تحت رعاية الفريق اول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع رئيس هيئة دبي للاستثمار والتطوير ويشارك في المنتدى متحدثون بارزون من بينهم مسئولون حكوميون ورؤساء شركات ومستثمرون واكاديميون وسيبحث المنتدى عددا من القضايا المتعلقة بالاستثمارات طويلة الاجل في دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. السيد ساذرلاند قال انه سيركز في الكلمة التي سيلقيها امام المنتدى على اهمية الاصلاحات الاقتصادية في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا على الرغم من التأثيرات والتطورات السياسية والاجتماعية التي تؤثر على خطط وتصورات المستثمرين وذلك لان الفشل في تحقيق اصلاحات اقتصادية له تأثير كبير على الاستثمارات المباشرة. كما اكد ان سياسات الحماية التجارية هي سياسات غير ناجحة ولا تعبر عن وجود خبرات اقتصادية واسعة مشيرا الى ان تدفق الاستثمارات المباشرة إلى الدول النامية هو اهم السبل التي يمكن ان تحفز عملية النمو واشار بوضوح الى نموذج الصين والاتحاد الاوروبي اللذين استطاعا تحقيق اصلاحات اقتصادية وحذر من وضع قيود على العملية التنافسية او اعتماد سياسات تمنع الدخول في مجال الصناعات الخدمية مثل المصارف والنقل والاتصالات لان ذلك سيؤدي الى رفع تكاليف هذه الخدمات والتقليل من جودتها وتنوعها مشيرا الى ان حرمان هذه القطاعات وغيرها من المنافسة الاجنبية يعد تجاهلا لتطور مستوى المستهلك ولفعاليةالاقتصاد المحلي الذي يعتمد على المنافسة. واشار ساذرلاند الى ان الاداء الاقتصادي للعديد من دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا خلال السنوات الخمسين الماضية اثر على بعض المناطق الاخرى نتيجة الفشل في الاندماج مع الاقتصاد العالمي عن طريق الاستثمارات الاقليمية وتجارة الخدمات والبضائع بخلاف النفط ومنتجاته. تجدر الاشارة الى ان تنظيم المنتدى الدولي للاستثمار يتزامن مع المتغيرات الاقتصادية التي شهدها العالم في ظل النظام العالمي الجديد وسيناقش المنتدى الاجراءات الواجب اتخاذها من قبل دول المنطقة لمواجهة هذه المتغيرات من اجل النهوض بدول المنطقة الى وضع اقتصادي فاعل في النظام الاقتصادي العالمي كما سيشهد المنتدى مناقشات صريحة وحوارات مفتوحة بين المشاركين والحضور ليتيح بذلك مجالا واسعا لتبادل الخبرات والافكار.