يؤكد بيتر ساذر لاند رئيس منظمة التجارة العالمية الاسبق والرئيس الحالي لكل من شركة بي بي النفطية العملاقة ومؤسسة غولدمان ساكس الاستشارية العالمية على ان دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي تسعى الى استقطاب الاستثمارات المباشرة ان تتجنب التعارض فيما بينها وان تشجع التنافس البناء وتبتعد عن سياسات الحماية التي تعوق عملية النمو الاقتصادي. ويضع ساذر لاند وصفة العلاج فيقول انه يتعين على الحكومات الاقليمية تحرير اقتصادياتها والعمل على تشريع قوانين الاصلاحات الاقتصادية الداخلية التي تجاوزتها بقية دول العالم. واضاف ان العوامل الداخلية تلعب دورا اكبر من الدور الذي تلعبه العوامل الخارجية في تحقيق النمو الاقتصادي. كما ان فتح الاسواق وازالة العقبات التنظيمية المحلية يظل يلعب دورا حيويا في تأمين الازدهار المستقبلي، مشيرا الى دور الحكومات الذي لا يجب ان يكون موجها لادارة الاقتصاد بشكل مباشر بل يجب ان يركز على عملية تأسيس بنى تحتية متينة بما في ذلك تطوير الموارد البشرية ومحاربة الفساد والاساليب التقليدية. ويتابع قائلا: انه طالما ظلت الدول تنفرد بوسائل الانتاج وتطلق ادعاءاتها بتشجيع سوق المنافسة فان كل ذلك لن ينجح حيث لا بد من وجود تنافس حقيقي في مختلف القطاعات الخدمية والانتاجية بما يعطي حافزا لمزيد من الفعالية والابتكار والنمو. ويؤكد ان سياسات الحماية التجارية هي سياسات غير ناجحة ولا تعبر عن وجود خبرات اقتصادية واسعة، مشيرا الى ان تدفق الاستثمارات المباشرة الى الدول النامية هو اهم السبل التي يمكن ان تحفز عملية النمو. ويشير بوضوح الى نموذج الصين والاتحاد الاوروبي اللتين استطاعتا تحقيق اصلاحات اقتصادية، وحذر من وضع قيود على العملية التنافسية، او اعتماد سياسات تمنع الدخول في مجال الصناعات الخدمية مثل المصارف والنقل والاتصالات لان ذلك سيؤدي الى رفع تكاليف هذه الخدمات والتقليل من جودتها وتنوعها، مشيرا الى ان حرمان هذه القطاعات وغيرها من المنافسة الاجنبية يعد تجاهلا لتطور مستوى المستهلك ولفعالية الاقتصاد المحلي الذي يعتمد على المنافسة. واشار ساذر لاند الى ان الاداء الاقتصادي للعديد من دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا خلال السنوات الخمسين الماضية اثر على بعض المناطق الاخرى نتيجة الفشل في الاندماج مع الاقتصاد العالمي عن طريق الاستثمارات الاقليمية وتجارة الخدمات والبضائع بخلاف النفط ومنتجاته.