أثبت الفريق الجزائري مرة أخرى للعالم أنه «فريق المهمات الصعبة»، حيث استطاع محاربو الصحراء أن يحرزوا الهدف المنشود الذي كان يحلم به الجزائريون في الدقيقة التاسعة والأربعين، وهو ما مكنهم من خطف بطاقة التأهل العربية الأولى والوحيدة، التي ستمنحهم فرصة المشاركة في نهائيات كأس العالم التي ستقام في البرازيل العام المقبل، وكان فوزه في مباراته الحاسمة ضد فريق بوركينافاسو الثلاثاء الماضي، بمثابة هدية ثمينة أدخلت الفرح على قلوب كل الجزائريين، الذين نزلوا بالآلاف الى الشوارع حاملين الأعلام وهاتفين باسم الجزائر، ليحولوا ليل مدنها إلى عرس كبير ملون ومضيء، تمتزج فيه الأرواح والأحلام والهتافات والتهاني. بدأت استعدادات الجزائر للتأهل على مستوى، حيث وجه رئيس دولة الجزائر، عبدالعزيز بوتفليقة، قبل المباراة رسالة فجرت طاقات اللاعبين، وجعلت الجماهير تتواجد قبل المباراة ب 8 ساعات حيث قال في رسالته: «ستخوضون المقابلة الفاصلة والحاسمة التي يرجى أن تتأهلوا فيها -بعون الله- لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل». وأضاف: «فوزكم سيثلج قلوب كافة الجزائريين خاصة المناصرين منهم، الذين استحوذت هذه المقابلة على اهتمامهم، وكانت شغلهم الشاغل طيلة شهور، إذ ما فتئوا يتتبعون أخباركم، ويترصدون خطواتكم، ويتقصون أحوالكم لدرجة كادوا يحصون فيها أنفاسكم، ووضعوا أملهم وثقتهم الكاملة فيكم وفي الطاقم التدريبي». وتابع: «ما من شك في أنكم لن تخيبوا أملهم فيكم، وستفوزون -بإذن الله- وسيكون تأهلكم الثمين للاستحقاق العالمي القادم، عرسا رياضيا بهيجا تتعانق فيه هتافات الرجال، وزغاريد النساء مع الأعلام الوطنية التي سترفرف عاليا، وترفرف معها القلوب فرحا». ومن خلال هذه الرسالة التي أتت قبل المباراة ب 24ساعة، والتي وصفت من قبل رياضيي الجزائر بأنها روشتة التأهل وأنها هي ما أجبر الجميع على التواجد في الملعب مبكراً، وهي التي جعلت الجماهير تهتف منذ الصباح الباكر يوم المباراة. احتفل برنامج صدى الملاعب الذي يبث عبر قناة ال MBC بتأهل الجزائر للمرة الثانية على التوالي، والرابعة في تاريخها وكممثل وحيد للعرب، ورصد البرنامج مظاهر الفرح العارمة التي عمت أرجاء الجزائر مما جعل تلك المظاهر التي اختلط فيها الفرح بالدموع منظراً جمالياً أسعد جميع متابعي كرة القدم في العالم العربي. وعبر مدرب الجزائر خليلودزيتش عن فرحته بقوله: «أنا في قمة السرور، تأهلنا مستحق، لا يمكنني إلا أن أشكر اللاعبين الذين كانوا رجالا، وأدوا مباراة رائعة بامتياز». وأضاف المدرب البوسني أن الجمهور ساعده كثيرا بعد إخفاق الجزائر في كأس الأمم الأفريقية في يناير2013، فرغم الخروج من الدور الأول، إلا أنه تلقى الدعم الهائل من المشجعين. وستحمل الجزائر من جديد راية العرب بمفردها في البرازيل، بعدما أخفقت كل المنتخبات الأخرى سواء من آسيا أو أفريقيا في حجز بطاقة الظهور في كأس العالم 2014 بالبرازيل.