جاء الحكم الرائع علي المطلق لاستاد الملك فهد الدولي مرتاح البال واثقا من نفسه متأكدا من انه سينجح في مهمته رغم صعوبتها وهذا الذي حدث. فقد قدم المطلق المستوى المطلوب ونال اعجاب الجميع رغم الفوز الهلالي والخسارة الأهلاوية. وان دل هذا على شيء فإنما يدل على التحضر الذي اتصفت به ادارتا الناديين والسلوك والمثالية التي يتمتع بها نجوم الفريقين. فلم نسمع قبل المباراة تصريحا فيه اساءة أو تهديدا أو وعيدا، ولم نلحظ أثناء المباراة ردات فعل (شاذة) كما يحدث أحيانا من بعض الاداريين الذين ابتلانا الله بهم، ولم يخرج أي لاعب من الفريقين عن الروح الرياضية رغم حساسية اللقاء وخطورة الأحداث وسخونة الأجواء.. بل حتى بعد المباراة ورغم مرارة الخسارة لدى رئيس وأعضاء النادي الأهلي الا انهم تحدثوا بلغة متحضرة راقية تعكس ما بداخلهم من اخلاقيات وأدب جم وثقافة سلوك وتربية قبل ان تكون ثقافة علم وجامعات.. ورغم ان الأهلاويين كانوا يمنون أنفسهم بركلة جزاء على الخثران إلا أنهم لم يبحثوا عن شماعة يعلقون عليها اخفاقهم كما يفعل غيرهم، بل كانوا واقعيين وهم يؤكدون أحقية الزعيم بالبطولة ويلمحون إلى أخطاء مدربهم الذي لم يحسن توظيف عناصر فريقه. واذا كان الكثير من الكتاب قد تناول أو أنه سيتناول البطولة من زاوية انجاز الزعيم وهو حق مشروع، فانني اريد ان اتناول هذا الحدث من جانب المثالية التي ظهر عليها المعسكران الأزرق والأخضر لسبب بسيط هو الحاجة لتشجيع هذه التصرفات بعد (الغثاء) الذي سيطر على الوسط الرياضي السعودي طيلة الأسابيع الماضية والتي كان فيها من الاساءات ما يكفي للنيل من هذا الوسط بعد أن ساهم بعض وسائل الاعلام وللأسف الشديد في نشر هذه الاساءات من باب الاثارة بينما هي لا تعدو ان تكون نوعا من انواع (الحقارة) أي تحقير الناس والاستخفاف بهم. ولهذا فمن المنطق ان نشيد بمثالية الاهلاويين والهلاليين والتركيز عليها لأن في ذلك تأثيرا كبيرا على جماهيرنا الرياضية ولعلكم تابعتم كيف تصرفت جماهير الزعيم والقلعة قبل وأثناء وبعد المباراة. فلقد انعكست مثالية الادارتين على الجماهير فارتاح الجميع وخرجت المباراة في اجمل صورها التي كنا نتمناها لأي نهائي سعودي. انها رسالة واضحة لأولئك الذين يريدون فرض آرائهم على الآخرين دون النظر الى ان الله خلق للناس عيونا وآذانا يرون ويسمعون من خلالها وقبل ذلك خلق لهم عقولا يميزون بها بين الصواب والخطأ وبين الواقع والجنون. ان المثالية حدث لابد أن نحتفل به ونشجع من يجعله شعارا له. ولكم تحياتي