بخطوة جريئة ومتطورة قامت إدارة كلية الآداب للبنات بالدمام وعلى رأسها د. أميرة الجعفري بتأسيس مكتب التوجيه والارشاد في الكلية في العام المنصرم 1423/1422ه. وقد عينت الاستاذة شيخة الشريف رئيسة للمكتب. وقد اخترت ان أكون مرشدة لطالبات الفرقة الرابعة للعام المنصرم والعام الحالي. في بداية التجربة واجهت صعوبة جمة كاستاذ جامعي مهتم بالشؤون التعليمية والأكاديمية ان يتحول تواصلي واحتكاكي بطالباتي في شؤون اخرى تتعدى مهامي الأكاديمية.ولم يكن هذا شعوري الخاص فقد شاركني في ذلك البعض من أعضاء الهيئة التعليمية المشاركة في البرنامج واستجابت رئيسة المكتب وعمادة الكلية بكل رحابة صدر, فأقامت لنا دورات ارشادية شارك بها كثير من مكاتب التوجيه والارشاد في الوزارة, وسعدوا كثيرا لهذه الخطوة التي شعروا انها ضرورية لطلبات الكلية في هذه المرحلة المهمة من حياتهم. وهروبا من الروتين والمحاضرات المفرغة من أي مضمون, حاولنا ان نفعل هذه المحاضرات باستضافة شخصيات كان لها دورها ونجاحاتها في المجتمع حتى تقدم لطالباتنا التي قارب رحيلهن عنا خبراتها في الحياة لتساعدهن على الانطلاق في معترك الحياة والاندماج الناجح والفعال في المجتمع. وقد تجاوبت معي الاستاذة شيخة الشريف بكل عملية ورحابة صدر وتشجيع وقد كنت ممتنة لها كثيرا باعفائنا من الاجراءات الروتينية المملة في حالة رغبتنا باستضافة أي عضو من خارج الكلية مما ساعدني كثيرا على التحرك بسرعة وخفة بين شرائح المجتمع ليتسنى لنا التواصل معهن, وفي خلال السنتين الماضيتين استطعت ان اعيش احلام طالباتي واشارك كل الضيوف الذين استدعيناهم. كنت استمع في كل لقاء كالطفل الذي يستمع لقصة أمه قبل النوم, بكل شغف وسعادة. أشكر كل سيدة قصدت برنامجنا وجعله الله في ميزان اعمالها لانها قدمت شيئا رائعا لبناتنا وهم على أبواب الحياة الحقيقية. أشكر سيدة الأعمال نهال العمري صاحبة محلات التي اعطتنا تجربتها في مجال المال والأعمال. كذلك د. آنا ماري العامودي موجهة اللغة الانجليزية في مدارس الظهران الأهلية عن محاضرتها لطالباتنا في المهارات الدراسية, وكلا من الاستاذة زينب بيلا, والاستاذة عائشة الضبيب, وهما من مكتب التدريب في شركة أرامكو السعودية, فالاستاذة زينب تحدثت عن الأسباب التي جعلتها تختار الأسرة بدلا من اتمام دراستها لمرحلة الدكتوراه في الكلية, اما السيدة عائشة وهي سيدة امريكية مسلمة متزوجة من سعودي فتحدثت عن عالمها الخاص, فهي استاذة في لغة الإشارة كونها عاشت في منزل لوالدين من الصم, وكيف جعلتها نقطة ايجابية رائعة جعلتها تنطلق للحياة. كذلك اود ان أشكر د. عبدالعزيز الملحم الذي تحدث عن الطب النفسي واحتياجات الطالبة الجامعية فكانت محاضرة روحانية رائعة. كما أود ان أشكر د. موزة الكعبي الزميلة والصديقة التي شاركت طالباتي تجربتها الخاصة في مجال التحقيق في الكلية والمشاكل والأسباب التي دفعت بعض الطالبات للوقوع في بعض الحماقات. أخيرا ولا يفوتني ان أشكر النسمة الرائعة والحضور المتميز للاستاذة نورة الشهيل من مكتب التوجيه بالخبر, والتي قدمت لنا محاضرة روحانية حياتية عن الطموح والنظرة الايجابية للحياة, كذلك شكر خاص للاستاذة/ نادية المغربي التي حدثتنا عن تجربتها الخاصة في التعلم الذاتي بعيدا عن الدراسة الأكاديمية, وحلم مدرسة تحفيظ القرآن الخيرية الذي أصبح اليوم واقعا ثابتا أرجو ألا أكون قد فوت على نفسي أحدا عن مشاركتي في رحلتي مع مكتب التوجيه والارشاد دون ان أشكره. وان نسيت فأرجو ان يكون لديه الصدر الواسع للسماح. لقد اعطتني هذه التجربة أكثر مما اخذت مني, لكنني اعترف ايضا بصعوبات اخرى لا بد من ذكرها حتى أكون موضوعية في هذا المجال, وهو عزوف أغلبية طالباتنا عن أي أنشطة لا تتعلق بالدراسة والمذاكرة. هذا العزوف يؤلمنا كثيرا, لانه يفوت عليهن خبرة حياتية لا تقل أهمية عن الأمور الأكاديمية ان لم يكن يناهزها. مع تمنياتي ودعائي لكل القائمين على هذا البرنامج بالنجاح والتقدم فيما يخدم طالباتنا واخواتنا في مجال الحياة.