أوضح فضيلة رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ببريده الشيخ الدكتور علي بن إبراهيم اليحيى أن الهجمات التي يتعرض لها القرآن الكريم من قبل أعدائه ليست هي المرة الأولى ولا الأخيرة، وعليه فإن دور الجمعيات يكمن في الحرص على زيادة أعداد الحفاظ وتربية الجيل على هذا المنهج لهم، وقد نوه القرآن عن خطط الأعداء والقرآن لم يترك شاردة ولا واردة في بيان خطط الأعداء على الأنبياء والمصلحين ومناهجهم الربانية لصد العالم عنهم، ولكن الله ناصر دينه فما علينا إلا أن نقوم بدورنا في تفهيم الناشئة للمنهج الرباني في صد هجمات الأعداء. * وقال فضيلته في حديث صحفي: ان دور الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في تحصين الشباب من الغلو والتطرف والأفكار الجافية لما عليه سلف الأمة وذلك بتوفير العلم المؤهل الذي يستطيع التعامل مع تحديات العصر وفق المعطيات والعمليات التي يتلقاها الشباب أثناء دراستهم في الحلق والدورات التي تقدم لهم، وقد نجحنا بفضل الله ثم بتوجيهات المسؤولين في توفير العالم السعودي في جميع الحلق التي تزيد على (350) حلقة للبنين و(50) حلقة للبنات. * وأضاف فضيلته ان لدى الجمعيات الخيرية استراتيجيات وآليات واضحة لجذب الناشئة لحفظ كتاب الله في ظل تعدد وسائل اللهو واللغو مرهون بالبرامج التي تقدم للطالب فمن البرامج التي تقدمها إيجاد استراحات ومنتزهات يتلقى فيها الطالب قراءة القرآن ومراجعته مع بعض المناشط التي تعود عليه بالخير، ومن البرامج المطروحة وضع مكاتب في الجمعيات تتبنى برامج تربية تتوافق مع منهج السلف الصالح ولا نزال نطمح أن يتفهم المسؤولون أن حضور الشباب- وخاصة المرحلة الثانوية والجامعية- للحلق تأثره فيها وصده عن الشر يتطلب مزيداً من التفكير في إيجاد المحاضن التربوية والترفيهية التي تلبي رغبة وحاجة الشاب في هذا العمر وتمتص حماسه وطاقته المتدفقة بقوة مما يعود على دينه وبلاده بالخير. وبين الدكتور اليحيى أن حضور حلقة القرآن لمدة ساعة في اليوم يتلو أو يسمع دون شرح أو توجيه من خلال الآيات فهذه الطريقة سببت ابتعاد عدد من الشباب عن الحلق في هذا السن، والزمن هذا لم يعد كالسابق يتنافس الطلاب على المعرفة فهذا الزمن الذي كثرت فيه المغريات يحتاج الشباب أن يجروا إلى الجنة بالسلاسل، فلابد من توفير مراكز ترفيهية يرتبط بها طلاب الحلق يقضون أوقاتهم فيها تحت رعاية وتوجيه من أيد أمينة ومن خلال ذلك يرتبطون بتوجيهات القرآن الكريم ومعانيه حتى يتمثلوا خلق القرآن عن رغبة وقناعة علنا نحافظ على بعض شبابنا قبل أن تجرفهم التيارات . وحول تركيز الجمعيات على جانب التحفيظ بدرجة أكبر من جانب التدبر في الآيات والتأمل في هداياتها قال: هذا هو الظاهر ولكن في جمعيتنا جمعية تحفيظ القرآن الكريم في بريدة أقر تدريس الطالب في المرحلة الأولى من دراسته في الجمعية لقراءة القرآن نظرا لتصويب الأخطاء وأخذ القدر الكافي من أحكام التجويد مع عدم الإثقال بحفظ القرآن إلا حسب المستوى المناسب للدارسين. وعن اعتماد الجمعيات الخيرية على الدعم الحكومي والهيئات أبان فضيلته : ان الدعم الحكومي والهبات مهم جدا سواء كان ماديا أو معنويا وعلى الجمعيات أن تبني مشاريع تكون رصيدا في مستقبل أمرها , مشيرا إلى أن الجمعية في بريدة تتبنى الموقف وهو من الموارد المهمة للجمعية , منوها ، في هذا الصدد بدور المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وهو دور إشرافي راسم للسياسات الاستراتيجية للجمعيات. وأكد فضيلة الدكتور على اليحيى على أهمية الاستفادة من ثورة الاتصال وشبكة الإنترنت بل انها مهمة في تأدية رسالة تحفيظ القرآن الكريم ولذا فنحن بصدد إنشاء موقع لجمعية القرآن الكريم في بريدة. ووصف رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ببريدة دور الجمعيات الاجتماعي بالمهم وهي متعلقة بالمجتمع أساسا وأما عن تفعيله بشكل أكبر فهذا أمر جيد لو تم ذلك , مشيدا بقرار خادم الحرمين الشريفين بتخفيف عقوبة السجن لمن يحفظ أجزاء من القرآن بأن هذا القرار قرارا صائب وخصوصا بآثاره على السجين فالقرآن له تأثير عجيب في نفوس البشر وتغيير سلوكهم , وجمعية تحفيظ القرآن الكريم ببريدة تتبنى هذا الأمر في سجن بريدة العام بشكل جيد. وأكد فضيلته على أهمية دور المسابقات القرآنية في تحفيز جمعيات تحفيظ القرآن الكريم: وقال مما هو معلوم ان المحفزات أمر ضروري خصوصا في هذا الوقت الذي كثرت فيه الملهيات وسهل الحصول عليها وكانت هذه المسابقات مبادرة جميلة تدفع الشباب والشابات إلى الإقبال على كتاب الله وتدفع الفتور الذي ينشأ بين فترة وأخرى، موضحاً أن القرآن الكريم يعتبر في حد ذاته حلا لكثير من مشاكلنا ومنها الأمية ولا يخفى أثر تعلم القرآن قديماً أو حديثا على محو هذه الظاهرة السلبية . ونبه فضيلته إلى أن هناك العديد من المعوقات التي تعترض مناشط الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تؤثر سلباً على أداء واجباتها، ومن أهم المعوقات العائق المادي الذي يشكل حجر عثرة في طريق الخير ودعمه فنفقات الجمعيات كبيرة ووارداتها الثابتة لا توازي هذه النفقات ومن هنا ينشأ العجز الذي يقلق الجمعيات وهذا لن يتغلب عليه إلا بتوفير الموارد الثابتة . وحول الأثر الإيجابي لحفظ القرآن الكريم في سلوك وتفكير وتعامل الحافظ، أضاف الشيخ اليحيى قائلا: عن القرآن كلام الله شفاء لما في الصدور وشفاء لكثير من السلوكيات والأخلاقيات الخاطئة وكذلك فهو يصفي الذهن ويصقل الفكر والموهبة وهذا مشاهد ملموس لكل صاحب عقل مجرب، أما عن تأثيره على تحصيل الطلاب العلمي فالذي نلمسه أن الكثير من أبنائنا في الحلق من أوائل المتميزين في المنطقة ولم يؤثر عليهم علمياً . وعن كيفية الاستفادة من حفظة كتاب الله في تعليم علوم القرآن وتحفيظ الأجيال أو إمامة المصلين في الجوامع والمساجد، قال فضيلته: هذا هو الحاصل فالعديد منهم من مدرسي الحلق في المنطقة أو في المناطق الأخرى من المملكة .