أعرب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية عن أمل المملكة في أن تكون الحرب الأخيرة على العراق هي آخر حرب في المنطقة.. وفي الواقع فإن سمو وزير الخارجية يعبر تعبيراً صادقاً ودقيقاً عن المشاعر العربية وموقف الشعوب العربية التي انهكت الحروب والمغامرات سكانها وثرواتها.. سواء مغامرات نظام صدام حسين الذي انتهى، أو المغامرات الاسرائيلية اليومية المستمرة. ولكي تكون الحرب على العراق حرباً قصيرة ومستجيبة لآمال العراقيين والعرب، ولكي تكون هي آخر الحروب ومناهج الدمار في الشرق الأوسط، فإنه يتعين على الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تسرع في تسليم العراق إلى حكومة انتقالية عراقية منتخبة لكي تبدأ في تضميد الجراح المستمرة منذ 30 عاماً وزادتها القنابل والصواريخ الأمريكية ولا مبالاة الجنود الأمريكيين إزاء الفوضى والنهب والهجوم على متاحف العراق ومكتباته العامة في خطوة لا بد من تفسيرها على أنها محاولة لطمس الهوية وتاريخ العراق عبر حقب التاريخ. ولا بد للولايات المتحدةالأمريكية ألا تستهين باستفزاز المشاعر العربية والإسلامية، حينما يتجول جنودها، كمحتلين وسادة، في عاصمة الخلافة الإسلامية، وفي مدينة تتمثل بصورة خلابة في أذهان المسلمين في كل زاوية من أطراف الأرض. ويمكن للولايات المتحدة أن تنجز مهامها بسرعة، وأن تحافظ على صورة المحرر بالنسبة للعراقيين قبل أن تتحول إلى قوة محتلة تخطط لأهداف أبعد من مجرد تحرير العراقيين أو البحث عن أسلحة الدمار الشامل. وأيضاً قبل أن يبدأ العراقيون برفع السلاح في وجه الجنود الأمريكيين. فإن حدث ذلك فإن العراق سوف يتحول إلى مستنقع لا تستطيع الولاياتالمتحدة تجاوزه باليسر الذي يدور بأذهان مخططي البنتاغون أو رئيس المدبرين لهذا الاحتلال الوزير رامسفيلد الذي طلب من الناس ألا يصدقوا أعمال النهب في بغداد بينما كان كل ما في بغداد يستباح أمام أعين الجنود الأمريكيين وكاميرات التلفزيون.ويبدو أن البلدان المحيطة في العراق لا تطلب من قوى الاحتلال الأمريكي سوى مطالب ممكنة وتنسجم مع الشعارات الأمريكية، وهي الرحيل السريع للقوات الأمريكية. وجعل العراقيين يختارون حكومتهم بحرية وأن يتصرف العراقيون بثروات بلادهم دون ضغط أو تدخلات أو محاولات للاستئثار بالكعكة، خاصة أن الأمريكيين قالوا ان مهمتهم الوحيدة هي تدمير أسلحة الدمار الشامل في العراق. ولا يبدو أن الأمريكيين سوف يجدون أية أسلحة محظورة، وربما كان مخططو الحرب في البنتاغون كانوا يعلمون ذلك. ولكن يتعين عليهم الآن ألا يستمروا في الخطأ الذي ربما لن تتيسر له الأمور كما تيسرت في العراق.