اكد الدكتور أسعد الذكير الخبير في البيئة البحرية ورئيس قسم الكيمياء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ان نفوق الأسماك بكميات كبيرة بين شاطىء الدمام وسيهات مؤخرا كان على الأرجح بسبب عمليات الدفن والردم وعمليات جرف التربة البحرية والقضاء على البقية الباقية من نباتات القرم التي تعتبر الملاذ ومكان وضع البيض والتكاثر للأسماك والربيان مستبعدا بذلك ما قيل سابقا عن تأثير الحرب في العراق على الحياة البحرية ومشيرا الى ان جرف التربة البحرية القريبة من الشواطىء وتجفيفها يسبب اضرار كبيرة للبيئة البحرية وتأثير سلبي على مخزون الثروة السمكية. واضاف الدكتور الذكير في تصريح ل(اليوم الاقتصادي) ان من يقوم بدفن وجرف التربة البحرية يكاد لا يدرك مخاطر ذلك على البيئة بشكل عام والبيئة البحرية بشكل خاص لانه يفعل ذلك حتى بدون التنسيق مع اصحاب الخبرة والتخصص في هذا المجال, والهدف دائما من عملية الجرف والدفن هو الحصول على أراض جديدة كانت ضمن اراضي البحر. واشار الدكتور الذكير الى ان منطقة البيئة الطبيعية ومناطق التبويض والتوالد للأسماك تكونت على مدى عشرات او مئات السنين وتضم طبقات تتضمن مواد عضوية جاذبة للأكسجين الذي تتنفس منه الأسماك والأحياء البحرية ويوفر البيئة المناسبة للتكاثر. والتي تتركز فيها اهم المركبات العضوية اللازمة للحياة البحرية ويشكل جرفها وتغيير تركيبتها اختناقا للأكثرية من الاحياء البحرية ومنها الاسماك الصغيرة التي لا تستطيع الوصول الى مناطق بعيدة عن الشاطىء وكذلك بعض انواع الاسماك الكبيرة التي تعيش بطبعها بمناطق قرب الشاطىء وكذلك مختلف انواع الربيان والأحياء التي تعيش في المناطق الضحلة. ولا يستبعد الدكتور الذكير ان تزيد كميات الاسماك والاحياء البحرية النافقة مع تزايد عمليات جرف ودفن تربة البحر وعمليات شفط مياه البحر في المناطق المجروفة ورفع التربة الصالحة لتكاثر الأسماك الى الأعلى وتزايد تصريف مياه المجاري الى البحر. وكانت تقارير صدرت مؤخرا قد عزت نفوق الاسماك في بعض مناطق الخليج الى التسرب النفطي لمياه الخليج والذي جاء كأحد تداعيات الحرب على العراق اضافة الى بعض الاشعاعات الصادرة من بعض الأسلحة والقنابل ومن بينها من يستخدم فيه اليورانيوم المخصب.