أثار نفوق كميات كبيرة من الأسماك والكائنات البحرية في شواطئ المنطقة الشرقية، مخاوف الصيادين من خطر جديد يهدد الثروة السمكية التي تعد أهم مصادر الدخل للعديد من الأسر بالمنطقة الشرقية، وعزا صيادون نفوق الأسماك إلى موجة الحر الأخيرة، فيما أرجعها آخرون لعمليات الردم التي طالت عددا من سواحل المنطقة. وذكر الصياد «علي سعيد» أن كميات الأسماك النافقة وحجمها هذا العام مختلفة عن الأعوام الماضية: «أغلب الأسماك النافقة صغيرة الحجم، أما هذا العام فلوحظ نفوق عدد من الأسماك متوسطة الحجم، إضافة إلى الصغيرة»، مضيفا أن النفوق شمل كائنات بحرية مهددة أصلا بالانقراض، كالسلاحف البحرية التي تعد هذه الفترة فترة فقس بيضها ودخولها للبحر. وأشار إلى أن أغلب الأسماك النافقة على ساحل القطيف من نوع «الوحر» وهو سمك يعيش في المياه الضحلة ويختبئ في الطين، وربما كان ذلك سببا لتعرضه للنفوق خصوصا أن عددا من شواطئ القطيف يعاني الردم، ما أدى لتغير نوعية المياه فيها وتغير المد والجزر، ما تسبب في هجرة أنواع عديدة من الأسماك ونفوق أخرى اعتادت العيش في هذه المناطق خلال هذه الفترة من العام، مضيفا أن الصيادين يعانون هذا النفوق ويتخوفون من استمراره، خصوصا أنه تكرر طوال شهر رمضان. أما الصياد «محمد عوني» فيرى أن نفوق الأسماك مختلف ومتفاوت من شاطئ لآخر، فشواطئ الدمام طالها النفوق بسبب عمليات الردم المستمرة منذ أكثر من عامين وتتسبب بين فترة وأخرى بتغيير لون مياه البحر، إضافة إلى الحرارة الشديدة، أما في الشواطئ العميقة التي لم يطلها الردم كشاطئ الجعيمة، فالحرارة هي غالبا السبب الرئيسي لنفوق الأسماك وغالبا ما تكون من الأسماك صغيرة الحجم. ويرى الباحث في الشؤون البيئية عبدالهو العبد رب النبي أن نفوق الأسماك وقلة كميات الصيد التي يشتكي منها الصيادون، عائدة لتدمير البيئة البحرية بعمليات الردم غير المدروس والجائر، لمناطق كبيرة من السواحل، إضافة إلى تغير طبيعة الكثير من السواحل بعد دفن سواحلها الطينية، مضيفا أن عمليات سحب الروبيان بما يعرف بالجراف تتسبب في تدمير وهدم الأقواع والحواف والمرجان وتقليب الأرض، ما يسبب زيادة العوالق الضارة التي بدورها تقلل من وصول أشعة الشمس إلى الطحالب والعوالق الخضراء لإتمام عملية التمثيل الضوئي وإنتاج الأوكسجين، بسبب الطمي الذي يغير من لون المياه. وإلى ذلك أكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الطحالب البنية التي تظهر بسبب سخونة المياه وتغير درجة الحرارة، وراء نفوق الأسماك التي ظهرت ببعض شواطئ المنطقة، وقالت: إن تلك الطحالب تؤثر على كمية الأوكسجين الموجودة في مياه البحر، مشيرة إلى أن هذه الحالة طبيعية جدا ولا تستدعي خوف المستهلكين للأسماك، واستبعدت وجود تلوث بحري تسبب في حالات النفوق، لافتة إلى أنه تم أخذ عينات من تلك الأسماك لإجراء فحوص مخبرية ليتم التأكد بشكل نهائي عن طريق مركز أبحاث الثروة السمكية بالمنطقة الشرقية. وكان مركز أبحاث الثروة السمكية بالمنطقة الشرقية أشار إلى أن الأسماك الميتة ظاهرة سنوية تشهدها شواطئ المنطقة مع موسم التكاثر لهذه الأسماك، وأشار المركز إلى أخذه عينات من الأسماك الموجودة على الشاطئ للتأكد بشكل أكبر من عدم وجود تلوث في المياه .