بوصول المستشفى الميداني السعودي إلى بغداد تبدأ أولى المهام الإغاثبة السعودية ميدانياً في العاصمة العراقية. كما أن أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء جسر جوي لنقل المرضى العراقيين يشكل تحقيقاً لأشد ما يحتاج إليه الأخوة العراقيون هذه الأيام وهي الخدمات الطبية الصحية التي تحتاجها الأعداد الكبيرة من الجرحى العراقيين، وكذلك الأمراض التي نتجت من تكاثر النفايات والحرائق والأوضاع المأساوية التي خلفتها الحرب وشح الأدوية والرعاية الصحية. وأكثر ما يحتاج له العراقيون الآن هي الصحية الفورية التي من شأنها إنقاذ مئات وربما آلاف الأرواح التي تعاني الآن الآلام وتواجه مصيراً مفزعاً في ظل المماطلة الأمريكية الواضحة في تقديم الخدمات الصحية اللائقة بأناس أبرياء تعرضوا لهجمات بأشرس الأسلحة الحديثة. وبتقديم الخدمة الطبية ميدانياً في العراق تكمل المملكة جهودها الكبيرة التي بذلتها وتبذلها من أجل العراق الشقيق وشعبه الكريم منذ ما قبل اندلاع الحرب بفترة طويلة. فقبل قيام الحرب سعت المملكة سعياً حثيثاً لمنع وقوع الحرب، وطالبت نظام صدام حسين بضرورة التعامل مع الموقف بعقلانية ومسئولية لتجنيب العراق وشعبه المأساة. كما طالبت الجانب الأمريكي بضرورة إعطاء المفتشين الفرصة الكاملة للتأكد من وجود أسلحة دمار شامل في العراق. وحتى بعد أن قامت الحرب طالبت المملكة بأن يتم عمل سريع لمساندة الشعب العراقي وطالبت قوات الاحتلال لضمان الأمن والاستقرار في العراق وحماية الأرواح والممتلكات ووحدة العراق وفقاً لما تمليه اتفاقيات جنيف التي تحمل سلطات الاحتلال مسئولية الحفاظ على البلد المحتل وحماية مواطنيه. وقامت المملكة بالدعوة لعقد مؤتمر إقليمي لدول جوار العراق عقد في الرياض يوم الجمعة الماضي، في خطوة لإظهار دعم الدول المجاورة للعراق لوحدة أراضي هذا البلد وخيارات شعبه الحرة. كما هي رسالة للذين يسعون لتقسيم العراق سواء للأكراد أو غيرهم بأن دول الجوار سوف تعارض أية محاولة لتقسيم العراق أو المساس بوحدة ترابه. و المساعدات التي تقدمها المملكة هي جزء من موقف سعودي شامل لدعم العراق سياسياً واقتصادياً وصحياً. وذلك يعني أن المملكة تعمل على استقرار المنطقة ككل لكي يتيسر للمواطنين العرب الانتهاء من مشاكلهم الداخلية والتفرغ لتطوير أنفسهم ومسايرة العالم في التقدم والتنمية.