شكك معارض عراقي في المعلومات التي أوردها زعيم المؤتمر الوطني العراقي الدكتور أحمد الجلبي، حول رؤية الرئيس العراقي السابق صدام حسين أو أحد أنجاله في شوارع بغداد.. الذي قال: ان لديه معلومات مؤكدة عن وجود صدام داخل العراق، انه مختف في أحد أوكاره داخل بغداد، وهي كثيرة. صدام في الوكر وأضاف أمين عام الجبهة الوطنية الإسلامية في العراق أزهر الخفاجي في اتصال هاتفي مع (اليوم): كانت رموز النظام العراقي السابق ابان سيطرتها على الحكم في العراق تتحرك بسرية شديدة، خوفاً من عمليات الاغتيال التي قد تنفذها المعارضة، كما جرى لنجل الرئيس العراقي عدي صدام حسين، وهي العملية التي تسببت في إصابته بالشلل، ونفذتها إحدى فصائل المعارضة العراقية أواخر الثمانينات.. مضيفاً: إذا كان الوضع كذلك وهم يحكمون العراق فكيف يمكن ان يظهروا للعلن، وفي شوارع الأعظمية (في إشارة إلى ما تردد حول مشاهدة قصي صدام هناك).. ورجح المعارض العراقي ان تكون عملية القبض على جمال سلطان (صهر الرئيس العراقي السابق) وشقيقه تمت بالتنسيق بين الحكومة السورية والقوات الأمريكية في العراق، وليس كما ذكر المؤتمر الوطني العراقي، من ان قوات المؤتمر ألقت القبض عليه. بقايا النظام السابق الخفاجي الذي كان يتحدث من المقر المؤقت للجبهة في العاصمة الإيرانية (طهران)، قال وهو يستعد للعودة إلى وطنه بعد قرابة ربع قرن من المنفى: نخشى من تحركات مريبة لبقايا النظام العراقي البائد، فبقايا الحرس الجمهوري وفدائيي صدام والأجهزة الأمنية (المخابرات والاستخبارات) قد تلجأ إلى تنفيذ بعض عمليات التفجير في بعض المدن العراقية، بهدف إثارة النعرات الدينية أو الطائفية أو القومية.. مشيراً إلى ضبط أحد عناصر هذه الأجهزة في مدينة كربلاء (180 كم جنوب شرق بغداد)، يوم أمس الأول، وبحوزته عبوة ناسفة، كان يخطط لتفجيرها في الجموع التي توافدت على المدينة لأحياء بعض الشعائر الدينية، الخاصة بالطائفة الشيعية.. وقدر عدد من توافدوا على المدينة بأكثر من 5 ملايين شخص.. وقال: كانت الطرق الموصلة إلى مدينة كربلاء من كل من بغداد والنجف وبابل طوال يوم أمس الأول وأمس (الثلاثاء) مكتظة بالعراقيين, المتوجهين إلى كربلاء.. مضيفاً: ان هذا التجمع من الطبيعي ان يثير شهية بقايا النظام السابق لاختلاق مشاكل أمنية.. إلا أنه أكد ان الوضع الأمني في المدينة تحت سيطرة أبناء المدينة، الذين شكلوا لجانا أهلية لتسيير الوضع في المدينة. القبض على المدرسي وعما حدث للمرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي زعيم منظمة العمل الإسلامي في العراق، مساء أمس الأول خلال عودته، حيث ترددت أنباء حول إلقاء القبض عليه، قال الخفاجي: غادر سماحة السيد طهران، بدون تنسيق مع أي أحد (في إشارة إلى الإيرانيين أو الأمريكيين)، إلا أنه كان في وداعه آلاف العراقيين المنفيين في طهران (يقدر عددهم بمليون لاجئ)، وبعد دخوله الأراضي العراقية، مع عدد من أعضاء المكتب السياسي للمنظمة، بينهم أمين عام المنظمة الدكتور إبراهيم المطيري، وكانوا يستقلون حافلتين، انقطع الاتصال به، وقيل انه ألقي القبض عليه من قبل عناصر من مجاهدي خلق (جماعة إيرانية معارضة، تقيم على الحدود العراقية الإيرانية)، ومن ثم سلم إلى القوات الأمريكية، وهذا ما أكده الناطق باسم الجماعة في باريس. إلا أن الأمريكيين أفرجوا عن سماحته فيما بعد، وهو في طريقه إلى مدينة كربلاء (وصل فيما بعد). مؤتمر بغداد وحول مستقبل الحكم في العراق قال الخفاجي: سيعقد يوم السبت القادم في بغداد اجتماع موسع، تحضره كافة فصائل المعارضة العراقية، للتباحث حول مستقبل نظام الحكم في العراق ما بعد صدام، كما ستناقش خلاله الحكومة المؤقتة، والدعوة لانتخاب جمعية تأسيسية، تناقش مسودة الدستور الذي أعده مجموعة من الخبراء الدستوريين والمشرعيين العراقيين، الذين كانوا يعيشون خلال الفترة الماضية في المنفى، والذين عقدوا خلال الأشهر الماضية عدة اجتماعات في عدة عواصم بينها روما ولندن وواشنطن، لصياغة مسودة الدستور.. مشيراً إلى أنهم كانوا يمثلون واحدة من اللجان التي أفرزتها كافة فصائل المعارضة العراقية.. إلا ان الخفاجي أكد ان ما أعد لا يعدو ان يكون مسودة دستور، سيناقش في الجمعية التأسيسية المنتخبة، ومن ثم سيعرض للاستفتاء العام من قبل الشعب العراقي، الذي سيحدد نظام الحكم الأنسب له. كما أشار إلى ان اجتماع بغداد سيتباحث حول تحديد موعد لانتخاب برلمان. ورفض الخفاجي أي شكل من أشكال الحكم التي ستفرض على العراق، سواء من قبل الأمريكيين، أو حتى من فصائل المعارضة العراقية.. وأعاد التأكيد على ان شكل نظام الحكم في العراق يحدده أبناء العراق وحدهم.. وقال: طرح البعض المحاصصة الطائفية، ولكن الشعب العراقي بكافة قومياته ومذاهبه وطوائفه يرفض هذا النموذج، ولا يقبل بغير عراق ديمقراطي انتخابي تعددي. كما شدد على ان المعارضة العراقية وفي كافة اجتماعاتها التي عُقدت خلال الفترة الماضية لم تبحث أو يكون على جدول أعمالها العلاقة مع إسرائيل.. موضحاً ان الجنرال الأمريكي المتقاعد جي جارنر ليس رئيس حكومة مؤقتة، بل مجرد مسئول عن بعض الجوانب الخدمية، متمنياً الا يطول بقاؤه في العراق.