أبلغت السعودية منظمة أوبك أنها خفضت الإنتاج بمقدار 408 آلاف برميل يومياً في شهر أغسطس، وسط دلائل على وجود فائض العرض، الذي قام بدفع الأسعار إلى أدنى مستوى لها منذ 16 شهرا. وجاء الخفض السعودي في الوقت الذي قال فيه أعضاء آخرون مثل نيجيرياوالكويت: إنهم زادوا الإنتاج، في التقارير المقدمة إلى منظمة الدول المصدرة للنفط، وفقاً لتقرير سوق النفط الشهري التابع للمجموعة، الذي صدر قبل يومين. وأظهر التقرير أن إجمالي الإنتاج من قبل البلدان الأعضاء ال 12 للمجموعة ارتفع بمقدار 231 ألف برميل ليصبح 30.347 مليون الشهر الماضي، بناء على مصادر ثانوية. وقال مايك ويتنر، رئيس أبحاث أسواق النفط في بنك سوسيتيه جنرال، في مكالمة من نيويورك: «إن هذا يوضح بالتأكيد عدم الرغبة في زيادة العرض في السوق، وإنما يوضح أنهم يدافعون بنشاط عن سعر 100 دولار للبرميل». وأضاف: «إن جزءاً كبيراً من ذلك الانخفاض البالغ 400 ألف برميل ربما كان في صادرات النفط الخام، والتي هي داعمة بوضوح للأسعار». وهبط خام برنت دون 100 دولار للبرميل هذا الأسبوع، حيث انتعشت الإمدادات من ليبيا، ووسط تكهنات بوفرة المعروض. وقالت البنوك بما في ذلك سيتي جروب وبنك يو بي إس: إن انخفاض السعر يزيد من فرص السعودية في كبح جماح الإمدادات. وقال ويتنر من سوسيتيه جنرال: «ليس هناك تغير كبير عندما يذهب السعر من 100 دولار إلى 99 دولاراً». وأضاف: «إنها أرضية ناعمة. عندما يرون فترة من الضعف المستمر، وعندما يكون هناك فائض مادي من الخام الخفيف الحلو في حوض الأطلسي، سيقوم السعوديون بمحاولة لتحقيق التوازن في السوق». طفرة النفط الصخري تجد أوبك نفسها في وجه ارتفاع إنتاج الخام في أمريكا الشمالية، الذي قلص الحاجة إلى الواردات الخارجية. وقال آدم سيمنسكي، مدير إدارة معلومات الطاقة في بيان قبل يومين: إن من المتوقع ارتفاع إنتاج الخام الأمريكي بمقدار مليون برميل يومياً ليصل إلى 9.53 مليون برميل في العام المقبل، وهو أكبر ارتفاع منذ عام 1970. وقال سيمنسكي: «ارتفاع إنتاج النفط الخام شهرياً، والذي سوف يقترب من 10 ملايين برميل يومياً في أواخر عام 2015، سيساعد الولاياتالمتحدة على خفض واردات الوقود لتصل فقط إلى 21% من الطلب المحلي، وهو أدنى مستوى منذ عام 1968». وتراجُع النفط السعودي يعتبر أكبر انخفاض شهري في الإنتاج منذ ديسمبر 2012، وفقاً لبيانات بلومبيرج. ومن مراجعة تقديرات أخرى جمعتها منظمة أوبك، استناداً إلى مصادر ثانوية، تظهر أن المملكة خفضت إنتاجها بمقدار 55200 برميل ليصل إلى 9.86 مليون يومياً في الشهر الماضي. وقال جوليان لي، المحلل الاستراتيجي المختص بالنفط في بلومبيرج: إن السعودية ستخفض الإنتاج بنحو نصف مليون برميل يومياً في الربع الرابع، وسوف تقدم المزيد من الانخفاض إذا ما انزلقت الأسعار لما هو أبعد من ذلك. وارتفع إنتاج النفط الخام النيجيري بمعدل 153 ألف برميل يومياً ليصل الإنتاج إلى 1.801 مليون في شهر أغسطس، بناء على بيانات قدمتها نيجيريا إلى أوبك. وارتفع إنتاج الكويت بمعدل 30 ألف برميل يومياً ليصل المجموع إلى 2.88 مليون. وذكرت الإكوادور وإيران والعراق والإمارات العربية المتحدة أيضا أنها ضخت مزيداً من الخام الشهر الماضي مما كانت عليه الحال في تموز (يوليو). وقالت السيدة نوال الفزيع، محافظة دولة الكويت في مجلس محافظي أوبك، للصحفيين في الكويت: إن من المتوقع أن تنتعش أسعار النفط الخام فوق 100 دولار في الأشهر القليلة المقبلة مع ارتفاع الطلب الصيني. وقال ثامر الغضبان، كبير مستشاري الحكومة العراقية ووزير النفط السابق، في مقابلة عبر الهاتف يوم 8 سبتمبر: إنه ليست هناك حاجة لأوبك لخفض الانتاج لأن الأسعار سوف تتعافى بمجرد تزايد الطلب على الوقود في فصل الشتاء. وليس لدى كل أعضاء أوبك الموارد النقدية التي تمتلكها السعودية ودول الخليج العربية الأخرى لتحمل انخفاض أسعار النفط الخام. وقال محمد الحريري، المتحدث باسم شركة النفط الوطنية، في اتصال هاتفي من طرابلس يوم 8 سبتمبر: إن ليبيا تعتبر «متأثرة بشكل سلبي» بسبب انخفاض أسعار النفط، ويجب على أوبك اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف التدهور. وقال: «من المهم للدول الزميلة لأوبك مثل السعودية أن تتخذ تدابير للحفاظ على سعر البرميل». واحتفظ وزراء أوبك بإنتاجهم المستهدف دون تغيير عند 30 مليون برميل يوميا في 11 حزيران (يونيو) في فيينا. ومن المقرر للوزراء أن يعقدوا اجتماعهم التالي في السابع والعشرين من نوفمبر. وقال وزير النفط الايراني بيجان زنجانة: إنه ليست هناك حاجة لعقد اجتماع طارئ، وفقاً لتصريحات تم نقلها من قبل وكالة أنباء مهر التي تديرها الدولة. وستقوم المجموعة ربما بالامتناع عن إجراء تخفيضات ما لم ينخفض النفط الخام دون 90 دولاراً للبرميل، وفقا لمؤسسة JBC للطاقة، وهي شركة استشارية مقرها فيينا. وقالت المؤسسة في تقرير مرسل بالبريد الإلكتروني: إن السعودية ربما «أصبحت إلى حد ما أقل شعوراً بالتوتر» حول الأسعار التي يجري تداولها دون مستوى 100 دولار للبرميل لمدة بضعة أشهر. يشار إلى أن أوبك قلصت آفاق الطلب على الخام من البلدان الأعضاء في السنة القادمة بحدود 200 ألف برميل في اليوم، حيث بررت ذلك بتوسع الإمدادات من البلدان غير الأعضاء في المنظمة، مع تراجع آفاق الطلب. وقال ميسوين ماهيش، وهو محلل لدى بنك باركليز في لندن، في معرض تعليقه على التخفيض الذي قامت به السعودية: «هذا يعد علامة على سيناريو الطلب الذي شهدناه في أغسطس»، وأضاف: إن البيانات المباشرة التي تقدمها السعودية إلى أوبك تعتبر بيانات موثوقة في الغالب. وقال: «تستمر السعودية في تقديم ما هو مطلوب منها».