طيلة مراحل التاريخ الرياضي، هناك عدد قليل من الرياضيين عانوا ألم الهزيمة، ولكن معاناة لاعبي منتخب العراق لكرة القدم تفوق الوصف، فالاتصالات الهاتفية التي تسبق المباريات من عدي صدام حسين كانت بمثابة نصائح تطغى عليها التهديدات الفجة والتحذيرات بأنهم اذا خسروا فسوف يلقون في السجن. ويواجهون التعذيب. وقال اللاعب السابق الذي تحول الى مدرب مشهور في الوطن العربي عما نويل بابا الذي بات ملقبا ب(عمو بابا): يبدأ اللاعبون في البكاء ويرتجفون من الخوف وعند خروجهم من السجن يأتون إلي ويرفعون قمصانهم لاطلاعي على الخطوط الحمراء على ظهورهم، فقد كانوا يضربون بأسلاك معدنية سميكة، وكان الحراس يصبون على جراحهم الماء المالح وذلك حتى تبقى آثارها مدى الحياة. ويضيف قائلا: أما الآن، وبعد سقوط نظام صدام، فإن عدي لم يعد يسيطر على الرياضة في العراق، ويتم الاعداد لمركز رياضي جديد يضم اتحادا لكرة القدم، ومنظمة عامة للرياضة في مبنى اللجنة الاولمبية المحروق، وهومبنى اللجنة الأولمبية الوحيد في العالم الذي يحتوي على سجن خاص به. وقال ليث حسين قائد المنتخب العراقي وأحد نجوم الكرة العراقية: فكرت مرات عدة في ترك كرة القدم، ولكن لم أستطع ذلك لأنني كنت أخشى ما قد يفعله عدي بي وباسرتي، وكنت أجلس وأبكي عندما أكون وحدي، فقد كنت أرغب في لعب الكرة لحبي لها، ولشعب العراق، وليس لعدي. ماجد أبو خير كان حارس مرمى في فريق الكرخ عندما اختير للعب مع منتخب العراق المشارك في منافسة دولية في تايلاند عام 1999، قال ان عدي اتصل بهم قبل المباريات وابلغ المدرب ان العقاب ينتظرهم اذا خسروا، وأكد بقوله: تذكروا ذلك.. سوف ترسلون الى السجن وبسبب الضغوط النفسية قدم المنتخب العراقي عروضا سيئة فخسر امام اليابان 2/4 وأمام كوريا الجنوبية صفر/3، ويقول زميله مازن جابر: لم أستطع اللعب فقد كان ذهني مشوشا وأشعر بالخوف. ويضيف أبوخير: بعد عودتنا الى بغداد كانت هناك حافلة في انتظارنا في المطار لكي تنقل اللاعبين والمدرب الى مبنى اللجنة الأولمبية، وقال لنا أحد أعوان عدي: لن تروا أسركم مرةأخرى، وبدأ الجميع يبكي ويرتجف، ولكن بدلا من أخذنا الى السجن، نقلونا إلى مزرعة خارج بغداد يملكها عدي، وظل جميع أعضاء الفريق يعملون في المزرعة من 6 صباحا الى 6 مساء، ينظفون المزرعة، ويعلفون الحيوانات، كما كانوا ينامون في (زريبة) كبيرة للأبقار، وبعد مضي 25 يوما أصاب المرض كافة أعضاء المجموعة تقريبا، وتم اطلاق سراحهم. وتشير كافة الروايات، إلى أن الرياضة في العراق تحولت إلى الأسوأ في عام 1984 عندما بدأ عدي في التدخل فيها، فقد أصبح هو وأفراد اسرته رعاة الفرق الرياضية، وعند وصولهم الى الملاعب لحضور المباريات كان المشجعون يصفقون لهم. والرياضيون المنتمون لفرق محلية لم يلفتوا انتباه عدي الذي كان يختار اللاعبين ووظائفهم في المنتخب العراقي الأول. منتخب العراق