تناول العدد الاخير من مجلة البناء العمارة في المنطقة الشرقية من خلال طرح الافكار حول معمارها القديم والحديث بدءا بسوق القيصرية قلب الهفوف النابض مرورا بمخطط المدينة الجامعية بالاحساء وتطوير الواجهة البحرية للدمام والميدان العام لمدينة القطيف ومدينة الرمال بحقل الشيبة وانتهاء بمجمعاتها التجارية والادارية الحديثة. وقد تناول مقال رئيس التحرير تعثر المسابقات المعمارية فقال يبدو ان ظاهرة اخفاق المسابقات المعمارية في الوصول الى الهدف المنشود الذي غالبا ما يصبو الى تحفيز الابتكارات المعمارية لم ولن يتحقق في ظل الظروف التي نعيشها نحن المشتغلين بمهنة العمارة ففي غضون فترة قصيرة جدا وكما هو المتوقع عصفت رياح الاخفاق بمسابقتين معماريتين كبيرتين. حيث لم تستطع اللجنة المنظمة اختيار المشروع الحائز على الجائزة الاولى على الرغم من وجود كافة عوامل نجاح تلكما المسابقتين من الناحية النظرية سواء كان من ناحية الاستعداد المبكر او التنظيم، مما يجعلنا نقف وقفة امعان واستغراب فلماذا حدث ذلك وهل هناك امكانية تلافي ماحدث في المستقبل. فمسابقة جامعة الملك خالد بابها لم تستطع هيئة التحكيم اختيار مشروع الفائز الاول واكتفت بحجب الجائزة، بينما مسابقة المقر الجديد لوزارة الصحة لم يتقدم لها سوى اربعة مشاريع وهذا دليل على الاخفاق في التنظيم منذ البداية ومؤشر على ان الجائزة لم تكن مقنعة حتى يتقدم لها مشاريع اكثر.. وبشكل عام يؤكد هذا على وجود مشاكل في تنظيم المسابقات المعمارية وليس في جدوى المسابقات نفسها.. فلا يمكن ان يختلف اثنان على ان نظام المسابقات هو الآلية السليمة والملائمة والتي يمكن من خلالها اختيار احسن التصاميم المعمارية.. لذلك فانه من غير المجدي عمل مسابقات وبعد ذلك لاتعطي جائزة اولى.. ان الاخفاق في اتخاذ قرار بشأن الفائزين قد لايشكل عقبةلاصحاب المشاريع كونهم يسعون لاختيار افضل العروض، اما الجانب الآخر وهم لجان التحكيم فان الاخفاق في اختيار الفائزين يمثل حجر عثرة لهم اذا اخذنا في الاعتبار تلك الاموال التي تبذل من اجل اخراج المشروع.. اضافة الى الجهد الذي يبذل في مرحلة الاعداد لتلك المسابقات خاصة إذا اخذنا في الاعتبار ان هذه المسابقات من الحجم الكبير والتي تصرف عليها مئآت الالوف من الريالات من قبل شرائح المتسابقين.. ونحن لانريد ان نضع انفسنا في هذا المنعطف الصعب الذي يواجهه كل متسابق خاصة عندما يعود صاحب المشروع ويطلب من المتسابقين العمل على اعداد عرض جديد للمشاركة في تظاهرة تنافسية اخرى.. وبدون ادنى شك يمكن القول ان ذلك يقود الى مضاعفة الخسائر التي تلحق بالمتسابقين من ناحية اخرى، مع ان هناك بعض الجهات تحاول تخصيص جوائز للفائزين الاوائل والبعض الآخر يحاول تعويض كل المتسابقين الا ان ذلك لا يمثل بأية حال من الاحوال تعويضا حقيقيا وعادلا للمتسابقين.