كشفت مصادر مطلعة بوزارة العمل ل «اليوم» عن انتهاء لجنة مختصة تضم عددا من الوزارات ذات العلاقة من إعداد دراسة نصت على تعديل أوقات العمل في محلات التجزئة وقطاعات البيع في المملكة وإغلاقها عند الساعة التاسعة مساء باستثناء المطاعم والمقاهي، إضافة الى أسواق المواد الغذائية والصيدليات الحاصلة على ترخيص يسمح لها بالعمل 24 ساعة، ويتوقع رفعها قريبا للجهات العليا. وتضم اللجنة كلا من وزارة العمل ووزارة التجارة ووزارة الشؤن البلدية والقروية ووزارة الشؤن الاسلامية ووزارة الكهرباء وهيئة الامر بالمعروف حيث قدمت كل جهة العوائد المرجوه من القرار وأكد اقتصاديون أن قرار إغلاق محلات التجزئة وقطاعات البيع عند الساعة التاسعة مساء سينعكس إيجابا من ناحية زيادة نسب التوطين، ما يحد من التسرب الوظيفي في تلك القطاعات التي ستسهم في توظيف عدد كبير من الباحثين عن فرص عمل حقيقية. وقال رئيس غرفة الشرقية عبدالرحمن الراشد: إن وزارة العمل تسعى الى زيادة نسبة التوطين في قطاع التجزئة بتذليل بعض العقبات التي تواجه الشباب السعودي ومنها ساعات العمل. وأشار الراشد الى أن القرار في حال تطبيقه يشمل محلات قطاع التجزئة وقطاعات البيع كما هو المعمول به في معظم دول العالم، على أن تستثنى من الإغلاق خلال الإجازات الموسمية ومواسم التخفيضات. وأكد أنه لا بد من إعطاء المحلات التي سيتم تطبيق القرار عليها الوقت الكافي قبل البدء بتطبيقه، حتى تتمكن من إنهاء الترتيبات اللازمة لذلك. وقالت رئيسة لجنة المشاغل بغرفة الشرقية شعاع الدحيلان: إن القرار سينعكس إيجابا على محلات معينة، كمحال المستلزمات النسائية، ما يعالج المشاكل التي تواجه النساء العاملات من حيث ساعات العمل ومراعاة طبيعة المرأة، مضيفة: إنه سيحد من التسرب الوظيفي، وتصبح المرأة أكثر التزاما مع عائلتها.وأشارت الدحيلان الى أنه في الوقت الذي قد تنجم عنه أضرار تفوق الفوائد، فالعمل التجاري يتطلب منا جميعا حراكا فعليا وعملا بصورة دؤوبة بعيدا عن التراخي في بنود العمل، فالالتزام صفة جادة في العمل، والمواصلة والقدرة على تقديم الأفضل يرفع من مستوى أية منشأة، وهذا ما تطمح اليه المنشآت، فتحديد ساعات العمل قد يخفض من حركة النشاط التجاري التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالعادات اليومية للمتسوقين، التي تبدأ ساعاتهم الترفيهية من بعد الساعة الثامنة، تحديدا في عطلة نهاية الأسبوع، مبينة أن ذلك بالنسبة للمحال فرصة جذب لآلاف المتسوقين، من حيث طرح العروض، وتقديم أفضل الخدمات الحديثة والمنتجات الجديدة، ربما يحدث هذا التغيير، حركة تسوق ضعيفة، تنعكس سلبا على المستثمرين في المجمعات التجارية والمحال الأخرى، التي تتطلع إلى تحريك السوق خلال المواسم وفي ساعات محددة مرتبطة بحركة الناس. وأضافت الدحيلان: إن العادات اليومية الاجتماعية كثيرا ما تنعكس على الأداء الاقتصادي للمنشآت، وهذا الأمر بحسب كل مجتمع، ويندرج تحت ذلك، حركة البيع والشراء التي من المستحسن أن تحقق الأرباح المتوقعة، لتغطية النفقات التي يتوجب على المنشآت تحملها، فما نتطلع إليه هو الحفاظ على نشاط وحيوية السوق المحلي، من أجل تحقيق الأهداف التنموية وبقاء ديمومة العمل التجاري في اتجاهات تنعكس إيجابا في المستقبل. يشار الى أن الدراسة حددت مواعيد عمل محلات بيع التجزئة ما بين الساعة السادسة صباحا وحتى الساعة التاسعة مساء على أن تتخللها فترة راحة للموظف، ويشمل القرار المنتظر كافة المحلات التجارية بمسمياتها المختلفة والمنتشرة في الشوارع والطرق، وكذلك المحلات المتواجدة في الأسواق والمولات المغلقة بمختلف أحجامها.