نوه وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في تقديم الدعم اللامحدود للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ماليا وسياسيا. وقال شعث في تصريح لوكالة الانباء السعودية ان المملكة العربية السعودية من الدول العربية القليلة التي التزمت بتنفيذ قرارات القمة العربية الاخيرة في بيروت بشأن تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية وصندوقى الانتفاضة والقدس. من ناحية اخرى أكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى التزام المملكة العربية السعودية بالدعمين المادي والسياسي للقضية الفلسطينية منوها بالتزام المملكة بسداد حصصها في موازنة السلطة الفلسطينية وفق مقررات القمة العربية ببيروت وما قرره مجلس وزراء الخارجية العرب بتمديد الدعم للسلطة الفلسطينية لمدة ستة اشهر اخرى حتى موعد انعقاد قمة البحرين مارس 2003م. وقال موسى في تصريح مماثل لوكالة الانباء السعودية ان المملكة من اوائل الدول العربية التي تساهم بشكل منتظم في دعم السلطة الفلسطينية موضحا انها قامت في هذا الصدد بتسديد مبلغ 4ر15 مليون دولار عن شهرى ديسمبر 2002م ويناير 2003م. الى ذلك ذكر تقرير صادر عن الجامعة العربية اعدته عن موقف الدول من سداد مساهماتها في موازنة السلطة الفلسطينية التي قررتها قمة بيروت بواقع 330 مليون دولار لمدة ستة اشهر ان المملكة العربية السعودية سددت كامل حصتها في الشهور الستة والبالغة 2ر46 مليون دولار بواقع 75ر7 مليون دولار شهريا. واضاف التقرير يقول ان الجامعة لم تتلق حتى اليوم سوى مبلغ 31 مليون دولار في موازنة السلطة الفلسطينية هى حصة المملكة العربية السعودية عن الشهور الاربعة وهي اكتوبر ونوفمبر وديسمبر ويناير المقبل اضافة الى تسديد كل من البحرين وتونس فقط حصتيهما في الموازنة. وأكد مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الجامعة العربية السفير فيصل بن حسن طراد ان القضية الفلسطينية شكلت القضية الاهم بالنسبة للامتين العربية والاسلامية على مدى هذا العصر فقد ظلت في القلب من الاهتمام على الصعيدين الشعبي والرسمي. وقال السفير طراد في تصريح لوكالة الانباء السعودية ان ارتباط المملكة العربية السعودية بالقضية الفلسطينية منذ نشأتها كان دوما أحد الثوابت التي ظلت على اجندة السياسة الخارجية للمملكة بحيث سعت بكل الجهود الممكنة السياسية والاقتصادية والعسكرية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني. ودلل المندوب الدائم على ذلك بقوله ان المملكة دأبت دوما على الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية حيث كانت مواقف الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله الثابتة والمساندة لهذه القضية تجسد اعلى درجات المسئولية انطلاقا من مسؤوليته عن الحرمين الشريفين وانتهاء بمسئوليته عن اولى القبلتين وثالث الحرمين المسجد الاقصى والقدس الشريف. وأضاف لقد وقف الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الى جانب عرب فلسطين يساندهم عندما شهدت الاراضى الفلسطينية عام 1355 ه 1936م الثورة الكبرى واتخذ الملك عبد العزيز موقفه المعروف انذاك حيث رفض قرار التقسيم عام 1937م/ 1356ه. وقال السفير طراد لقد واصل الملك عبدالعزيز رحمه الله جهده مع الحكومة البريطانية مبينا ان السياسة التي انتهجت من قبل بريطانيا تجاه هذا البلد العربى تتنافى مع الصداقة التي تنشدها مع المسلمين والعرب وتخالف عهودها ومواثيقها ولا تتفق مع الحق والعدل.. مؤكدا ان تأسيس دولة لليهود واغتصاب حق الاخرين يعد موقفا ضد مصالح العرب والبريطانيين في ان معا. وتابع طراد قائلا دأب الملك عبد العزيز على توسيع اتصالاته وتوسيع صلاته لتشمل القوى المؤثرة لاستعادة الحق الفلسطيني .. موضحا ان من اهم الاتصالات والمواقف تاريخيا في هذا الصدد اللقاء التاريخي مع الرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت عام 1945م 1363ه على متن الطراد كونيسي في البحيرات المرة بقناة السويس حيث كان لهذا الموقف الشجاع والصلب اكبر الاثر في الحصول على وعد من الرئيس روزفلت بان لا يتم اى اجراء في فلسطين الا بعد مشاورات مع العرب. ولفت المندوب الدائم للمملكة لدى الجامعة العربية الى ان الملك عبد العزيز رحمه الله رفض كل الاغراءات التي قدمت له في سبيل تهجير الفلسطينيين من فلسطين او القبول بقرار التقسيم قائلا ان الاخلاص نحو فلسطين مغروس في نفوس ابناء الملك عبد العزيز من بعده حتى عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولى عهده الامين. واضاف يقول انه لم يكن يخلو مؤتمر او قمة عربية او اسلامية تتعلق بالقضايا الفلسطينية الا وكان للمملكة موقف مؤثر وداعم لها بل وتمارس ضغوطا اقتصادية ضد بعض الدول الاوروبية والامريكية من اجل تخفيف دعم تلك الدول لليهود في فلسطين. وأكد طراد ان المملكة لم تدخر جهدا بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين في سبيل تعزيز القضية الفلسطينية مبينا انه في هذا الاطار قدم خادم الحرمين الشريفين ومن منطلق مسئولياته العربية والاسلامية تصورا للتسوية الشاملة والعادلة لمشكلة الشرق الاوسط وهو تصور من ثمانية مبادئ عرف بمشروع (الملك فهد للسلام) والذي تم تبنيه واقراره في مؤتمر القمة العربي الثاني عشر الذي عقد في مدينة فاس المغربية في سبتمبر 1982 م. واستطرد مندوب المملكة لدى الجامعة العربية يقول وفي مؤتمر القمة العربية الاستثنائي الذي عقد بالقاهرة في اكتوبر 2000م تبنى المؤتمر اقتراح المملكة العربية السعودية بانشاء صندوقين برأسمال قدره مليار دولار من اجل المحافظة على الهوية العربية والاسلامية للقدس ودعم الانتفاضة حيث اسهمت المملكة بمبلغ 250 مليون دولار أي بربع راس المال المعلن. واضاف قائلا لقد التزمت المملكة مؤخرا واستجابة لقرار مجلس الجامعة 118 على المستوى الوزارى بدعم صندوق الاقصى والانتفاضة بمبلغ 21 مليون دولار فيما التزمت المملكة بتسديد حصتها بانتظام في دعم موازنة السلطة الفلسطينية لعام 2001 و 2002م طبقا لقرارات قمتى عمان 2001 م وبيروت 2002م حيث قامت مؤخرا بدفع قسطي شهري ديسمبر 2002م ويناير 2002م وبقيمة خمسة عشر مليونا واربعمائة الف دولار امريكي. ولفت السفير فيصل طراد الى الجهود التي قدمتها المملكة على المستوى الشعبي موضحا أن ما قدمته اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس برئاسة صاحب السمو الملكى الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الى المتضررين والمستحقين من ابناء الشعب الفلسطيني داخل الاراضى المحتلة ما يزيد على 750 مليون ريال سعودي شملت بناء المساكن وعلاج المرضى وكفالة الايتام اضافة الى الغذاء والمعاقين والاسر المحتاجة وتشغيل العمال. وقال ان آخر الالتزامات في هذا الصدد كان دفعة سيارات اسعاف وصلت مؤخرا الى الحدود الفلسطينية المصرية برفح والمكونة من 12 سيارة علاوة على ان حكومة المملكة ارسلت في بدء الانتفاضة قافلة ضمت نحو 20 سيارة اسعاف ادخلت بالكامل الى الاراضى الفلسطينية اضافة الى وصول شاحنة تحمل مساعدات طبية مقدمة من المملكة تشتمل على اجهزة ومعدات طبية. وانتهى مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية في تصريحه الى التأكيد على ان المملكة لم تكتف بكل ذلك بل واصلت العمل الدؤوب على المستوى السياسى لنصرة القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة حيث اقرت قمة بيروت في عام 2002م المبادرة التي طرحها صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني لاحلال السلام لتصبح بذلك مبادرة عربية موضحا أن المبادرة تستند الى الشرعية الدولية وتؤكد على الحقوق العربية وتدعو الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضى العربية المحتلة منذ يونيو 1967م واقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس لتحقيق الامن والسلام والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة. وأكد المندوب الدائم لفلسطين لدى الجامعة العربية محمد صبيح في تصريح مماثل لوكالة الانباء السعودية ان المملكة العربية السعودية لم تلتزم فقط بتنفيذ كل ما ورد في قرارات القمة العربية سواء في بيروت او عمان او القاهرة بل تعدتها لتقديم الدعم الاضافي وبذل كل الجهود لتخفيف آلام الشعب الفلسطيني الذي يعاني من اثار التدمير من قبل قوات الاحتلال. واضاف صبيح قائلا ان خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين بل والشعب السعودي قدموا الى الشعب الفلسطيني كل دعم مادي ومالي. وثمن صبيح دور المملكة عاليا في دعم القضية الفلسطينية موضحا ان هذا الدعم لم يتوقف عند الدعم المادي بل تواصل الى الدعم السياسي في صورة المبادرة التي تقدم بها سمو الامير عبد الله بن عبد العزيز عن السلام في المنطقة الى قمة بيروت وتم اقرارها بالاجماع لتصبح مبادرة عربية جماعية. ولفت صبيح الى ان هذه المبادرة تلقى كل دعم عربي ودولي ما عدا اليمين الاسرائيلى المتشدد الذي يرفضها مؤكدا ان المبادرة ستمضي في طريقها لتحقيق السلام رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.