أعلنت اللجنة الانتخابية في كينيا امس الاحد ان المعارضة الكينية وزعيمها مواي كيباكي حققوا فوزا ساحقا وتاريخيا في الانتخابات التشريعية والرئاسية التي شهدتها البلاد الجمعة مما يضع حدا لهيمنة حزب الرئيس المنتهية ولايته دانيال اراب موي في الحياة السياسية الكينية على مدى 39 عاما. واوضح اوبويا اوبويا عضو اللجنة الانتخابية "بالنظر الى النتائج الجزئية الاخيرة، فان مواي كيباكي فاز بالانتخابات الرئاسية". واضاف "من خلال النتائج الجزئية التي وردتنا يتقدم مواي كيباكي بكثير اوهورو كينياتا (مرشح الحزب الحاكم) لاننا فرزنا اصوات الناخبين في اكثر من نصف الدوائر الانتخابية في البلاد البالغ عددها 210 دوائرة، والدوائر الباقية لا يمكنها ان تعدل النتيجة". وقال اوبويا ايضا "بالنظر الى النتائج الجزئية الاخيرة، فان الائتلاف الوطني -قوس قزح- يتقدم باشواط الاحزاب الاخرى كلها مجتمعة على صعيد المقاعد في البرلمان مما يعني انه ضمن من الان الغالبية المطلقة فيه". وسيخلف كيباكي تاليا دانيال اراب موي رئيس البلاد منذ العام 1978 الذي حظر عليه الدستور الترشح لهذه الانتخابات. ومع سيطرة التحالف الوطني -قوس قزح- على الجمعية الوطنية (البرلمان) ستشهد كينيا اول عملية تناوب سياسي في تاريخها الحديث اذ ان الاتحاد الوطني الافريقي الكيني يحكم البلاد منذ استقلال كينيا المستعمرة البريطانية السابقة في عام 1963. واكد موي السبت انه مستعد لتسليم السلطة الى كيباكي في حال انتخابه وطلب من الجيش احترام خيار الشعب الكيني. ودعا موي (78 عاما) كبار المسؤولين في الحكومة والجيش الى اجتماع عاجل للتحضير لتسليم السلطة الى خلفه الامر الذي قد يتم اعتبارا من اليوم الاثنين على ما افادت الرئاسة مساء السبت. ويعتبر كيباكي (71) من مخضرمي الحياة السياسية في كينيا وقد خسر الانتخابات الرئاسية مرتين في السابق. وخدم الحكم الحالي على مدى 25 عاما قبل الانتقال الى المعارضة عام 1991 مع اعتماد التعددية الحزبية. وفي مؤشر الى رفض نظام الحكم الحالي خسر نائب الرئيس موساليا مودافادي وتسعة وزراء مقاعدهم في البرلمان. وقد ترشح غالبية الوزراء ال28 في الحكومة للانتخابات التشريعية لكن لم تعرف بعد نتائج الاخرين. وكان الرئيس موي قد فرض على الحزب الحاكم ترشيح اوهورو كينياتا (42 عاما) الذي لا يتمتع بخبرة سياسية واسعة، للانتخابات الرئاسية. وادى هذا الخيار الى انشقاقات داخلية في الحزب واختار الكثير من كبار مسؤوليه الانتقال الى صفوف المعارضة والمشاركة في تشكيل الائتلاف الوطني -قوس قزح-. وخلافا لما حصل في انتخابات العام 1992 و1997 لم يسجل وقوع الكثير من اعمال العنف خلال الانتخابات الحالية. واعتبر رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي للانتخابات الكينية انديرز ويكمان ان هذه الانتخابات تعكس "صورة ايجابية" مستندا في تقديره على معلومات تتعلق بنصف مكاتب الاقتراع تقريبا. واعتبر المدير العام لمكتب الاممالمتحدة في نيروبي ان هذه الانتخابات "شكلت انتصارا للديموقراطية".