في الأيام القليلة الماضية، كان معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة في زيارة للمنطقة الشرقية. وقد كانت زيارته جامعة لجولات ولقاءات مثمرة ومتنوعة، منها اجتماع وحديث مع أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، وكذلك زيارة ميدانية، بالإضافة إلى لقاء مع رجال الأعمال والصناعيين في الغرفة التجارية. ومن المعلوم ان المنطقة الشرقية تتمتع بأفضل بيئة، من الممكن أن تجمع بين الصناعة والسياحة. فالسياحة التي يكون فيها العامل الصناعي كبيرا، يكون تأثيرها على الأجيال الناشئة كبيرا. فلا زلت أذكر في طفولتي الرحلات التي أعتبرها سياحية بكل معنى الكلمة، حيث نستقل الباص في الصباح الباكر لزيارة معرض ارامكو في الظهران، في الوقت الحالي تتمتع المنطقة الشرقية بمصانع ومعامل بتروكيماويات، تعتبر الأكبر على مستوى العالم، وبالإمكان أن تكون تلك الإمكانيات وجهة سياحية وتثقيفية، لجميع العوائل من جميع مناطق المملكة والدول المجاورة ومن ثم نقوم بزيارة لفرضة تحميل النفط برأس تنورة. وكنا بعد هذه الرحلات نعرف معلومات كثيرة رغم صغر سننا، ونتذكر أسماء الناقلات، مثل الناقلة طوكيو مورو، بعد رؤيتها على الطبيعة وهي تقوم بتحميل النفط من الفرضة، ونقرأ عنها في نشرات ارامكو، مثل قافلة الزيت. فهذا يعني أن الرحلات الصناعية السياحية، من الممكن أن يكون لها مردود ثقافي ومادي وإعلامي. وهذا ما يحدث في الدول الغربية. فمدينة هيرشي بولاية بنسلفانيا أنشئت بسبب مصنع للشوكولاتة. ومن ثم تطور الوضع بعد أن قامت الشركة بوضع رحلات يومية للمصنع لرؤية كيفية صنع الشوكولاتة. وكذلك لا ننسى قديما مصنع الكندا دراي في الرياض، والذي كان يفتح ابوابه للمواطنين؛ للاطلاع على طريقة تعبئة قوارير المشروبات الغازية. وفي الاحساء كانت هناك رحلات منتظمة للصفوف الابتدائية لمصنع محمد العرفج للتمور؛ لمعرفة كيفية تعبئة التمور. وفي الرحلات التثقيفية، فإن المعلومات تترسخ في عقول الأطفال. وفي الوقت الحالي تتمتع المنطقة الشرقية بمصانع ومعامل بتروكيماويات، تعتبر الأكبر على مستوى العالم، وبالإمكان أن تكون تلك الإمكانيات وجهة سياحية وتثقيفية لجميع العوائل من جميع مناطق المملكة والدول المجاورة. وفي عصرنا الحالي أصبحت السياحة من أهم الصناعات التي لها مردود اقتصادي وإعلامي للكثير من الدول. فالمناطق الصناعية عادة تكون لديها مقومات سياحية كبيرة. والمنطقة الشرقية لها خصائص كثيرة، فهي تقع قريبة من دول الخليج وكذلك لديها شواطئ وكورنيشات بحرية جميلة. وفي الأحساء والقطيف مساحات خضراء طبيعية وآثار تاريخية، وحفر الباطن بها إمكانيات جذب صحراوية طبيعية، وبها أحد اكبر أسواق الأغنام في العالم. وفي الختام، فإن المنطقة الشرقية لديها أكبر مصانع العالم، التي لها تأثير على حياة كل من على هذا الكوكب. @mulhim12