تحظى صناعة السياحة في المملكة خلال السنوات الاخيرة باهتمام كبير من قبل الدولة. لذلك قامت الهيئة العليا للسياحة بإعداد برامج وتصورات مختلفة لتساهم في فتح مجالات واسعة لخدمة قضية صناعة السياحة الوطنية خاصة مع تواجد كم هائل من الآثار والمنتجعات والتكوينات الصخرية والجبال والمناخات المتعددة المزايا. وكما هو معروف تتعدد أغراض السياحة فهناك سياحة الشواطئ والآثار وسياحة الاستجمام والتمشية وسياحة التسوق والسياحة الشتوية، حيث تكثر الرحلات الى المناطق الدافئة في الشريطين الغربي والشرقي الأمر الذي يتطلب من الجهات المسؤولة عن السياحة في هذه المناطق اعداد البرامج والفعاليات العديدة لاستقطاب سياح الشتاء. وكقضية يشاهدها الجميع نجد أن الكثير من لجان السياحة في المناطق اختصرت جهودها بشكل مباشر على موسم الصيف لأسباب مقنعة إلا أن صناعة السياحة وكما هو مشاهد في بعض الدول المجاورة تضع برامج طوال أيام العام فليس كل الموظفين يجازون فقط في الصيف، لا شك أن نسبة اجازات الصيف أكبر وأكثر إلا أن هناك فئات عديدة لا تتمتع بإجازاتها الا في فترة الشتاء. ومن الجميل في بلادنا هي الاختلافات التضاريسية من رمال وجبال وأودية وسواحل وغيرها من المزايا التي تتيح الفرصة لازدهار صناعة السياحة طوال أشهر السنة والأماكن السياحية زاخرة بها بلادنا الا اننا لا نعطيها الاهتمام الحقيقي ولا نستثمرها طوال العام، حتى الشركات والمؤسسات الكبرى في بلادنا لا تعطي اهتماما فاعلا مع أن مسؤوليتها الوطنية تحتم عليها القيام بإعداد برامج زيارات لموظفيها العرب والأجانب اذا استثنينا بعض الشركات الكبرى خاصة ارامكو السعودية فهي الشركة الوحيدة تقريبا ومنذ عقود تقوم بإعداد برامج ورحلات وزيارات بعض الأماكن السياحية في المملكة. ومن المعروف ان بعض الموظفين الذين عملوا عقودا من السنوات في بلادنا يعود وهو لا يعرف الا المدينة السعودية التي يعمل بها ومستثنى من ذلك المسلم فهو يقوم بالعمرة أو الحج، وبالتالي يشاهد بعض المدن في المنطقة الغربية. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وفي هذه القضية لهذا اليوم لماذا لا تضع الشركات والمؤسسات والمصانع والبنوك ضمن تقديرها لموظفيها ومنسوبيها زيارات ورحلات الى مناطق مختلفة كل عام مما يجعل الموظف العربي القادم من مصر أو لبنان أو تونس مهما كانت جنسيته ينقل لأولاده صورة واضحة ومشرفة عن بلادنا لا من خلال مشاهدة صور او لقطات من التلفزيون، وهي ايضا صور وبرامج قليلة بالقياس لبرامج الرياضة أو التسلية.. مقيمة مصرية عاشت في المملكة اكثر من عشر سنوات تقول شاهدت برنامجا اعدته محطة خليجية عن احدى مناطق المملكة تقول: هناك تقصير في التعريف ببلادكم، لديكم كنوز من الجمال والطبيعة والأهم طيبة الناس هنا تجعل الجميع يشعر برغبة لزيارة المملكة انا متأكدة انه لو اضيف في كل سفارة للمملكة بالخارج ادارة خاصة بالسياحة كما تفعل الكثير من الدول لأقبل الملايين على زيارتكم،، فلديكم ثروة سياحية لا يستهان بها. ان مثل هذه الادارات أو حتى المكاتب السياحية في الخارج سوف تساهم كثيرا في رفد الاقتصاد السعودي. ان الطوابع الجديدة التي اصدرها البريد مؤخرا عن السياحة بادرة طيبة نحو تعزيز مفهوم السياحة الوطنية ونشر الوعي السياحي، ليس في المجتمع السعودي فحسب، وانما في مختلف المجتمعات، فالطابع الصغير سوف يكون خير سفير للمملكة في دول العالم، لأنه يحمل صورا عن جمال المملكة وطبيعتها وما تضمه من عوامل جذب سياحية مختلفة تساعد كثيرا في عطاء صورة مشرفة. ان من المهمات الكبيرة في مجال تعزيز صناعة السياحة في المجتمع السعودي هو الاهتمام أكثر بكل ما من شأنه ان يساعد على بلورة المفهوم العام للسياحة واذابة الحواجز التي قد تحول دون الاستثمار مع اهمية تشجيع كل ما له علاقة بالصناعة السياحية بدءا من البطاقات السياحية المصورة والمرسومة ومرورا بالأفلام السياحية.