يجيب عن هذه الفتاوى/ فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في المملكة. @ ما حكم الصلاة في بيت فيه صور ومجلات؟ أفيدونا بارك الله فيكم؟ * معلوم من دين الاسلام تحريم الصور، وتحريم التصوير، وتحريم اقتناء الصور، لما جاء في ذلك من النهي الشديد في أحاديث متعددة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم وما في ذلك من الوعيد الشديد الذي يدل على ان التصوير من كبائر الذنوب، وأنه محرم شديد التحريم لما يجر اليه من محاذير خطيرة منها ما يلي: اولا: فيه مضاهاة لخلق الله عز وجل، وادعاء المشاركة لله في خلقه الذي اختص به، فانه هو الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى. ثانيا: ان التصوير وسيلة من وسائل الشرك، فأول ماحدث الشرك في الارض كان بسبب التصوير، لما صور قوم نوح رجالا صالحين ماتوا في عام واحد، فتأسفوا عليهم فجاء الشيطان اليهم والقى اليهم ان يصوروا تصاويرهم وينصبوها على مجالسهم حتى يتذكروا بها العبادة، ففعلوا ذلك ولما مات هذا الجيل جاء الشيطان الى من بعدهم، وقال: ان آباءكم ما نصبوا هذه الصور الا ليسقوا بها المطر وليعبدوها، فعبدوها من دون الله عز وجل، ومن ثم حدث الشرك في الارض بسبب التصوير. وكذلك قوم ابراهيم كانوا يعبدون التماثيل، كما قال تعالى حكاية عن ابراهيم انه قال لقومه: (ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين) الأنبياء 52 - 53. وكذلك اليهود عبدوا صورة العجل الذي صنعه لهم السامري: (فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي) طه 88. وكذلك كان المشركون من العرب يستعملون الصور في دينهم، حتى ان الصور وضعت في الكعبة المشرفة الى ان جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأزالها. ففتنة التصوير وفتنة التماثيل فتنة قديمة، وهي فتنة خطيرة. ثالثا: ومن محاذير التصوير انه ربما يكون سببا في فساد الأخلاق، وذلك اذا صورت الفتيات الجميلات والنساء العاريات في المجلات والصحف او صورت للذكريات او ما اشبه ذلك فان هذا يجر الى الافتتان بتلك الصور وبالتالي يوقع في القلب المرض والشهوة ولهذا اتخذ المفسدون التصوير مطية ووسيلة لافساد الاخلاق بتصوير النساء الجميلات الفاتنات على المجلات وعلى غيرها وفي الافلام وغيرها من انواع الصور التي تعرض للفتنة، فلا يجوز للمسلم ان يقتني الصور في بيته والا يحتفظ الا بالصور الضرورية التي يحتاجها الانسان، كصورة حفيظة النفوس، وجواز السفر واثبات الشخصية فهذه اصبحت ضرورية وهي لاتتخذ من باب محبة التصوير، وانما تتخذ للضوررة والحاجة اما ما عدا ذلك من الصور فلا يجوز الاحتفاظ به لا للذكريات ولا للاطلاع عليها وما اشبه ذلك، فيجب على الانسان ان يتلف الصور وان يخلي بيته منها مهما امكنه ذلك، واذا كان في منزل صور معلقة على الحيطان او منصوبة سواء كانت تماثيل او كانت رسوما على اوراق من صور ذوات الارواح كالبهائم والطيور والآدميين، وكذلك كل ما فيه روح فانه تجب ازالتها، فقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم حينما رأى سترا وضعته عائشة رضي الله عنها على الجدار وفيه تصاوير، فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم وأبى ان يدخل البيت التي هي فيه حتى هتكت وحولت، فدل على ان التصاوير لا يجوز الاحتفاظ بها ونصبها او الصاقها على الجدران، او وضعها في براويز او الاحتفاظ بها في صناديق للذكريات، كل هذا من الفتنة ومن المحرمات.