العالم الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي يخالف المفكر عمارة تماماً، على رغم انتمائهما لمدرسة واحدة، إذ رأى أن الإسلام حرّم التماثيل في البيت الإسلامي، «أعني بها الصور المجسمة غير الممتهنة، وجعل وجود هذه التماثيل سبباً في أن تفر عنه الملائكة» مستشهداً بقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تماثيل». وذكر القرضاوي في كتابه «الحلال والحرام في الإسلام» أن الإسلام (بحسب رؤيته) حرم على المسلم أن يشتغل بصناعة التماثيل، وإن كان يعملها لغير المسلمين». وأوضح أن الحكمة من تحريم التماثيل، حماية التوحيد والبعد عن مشابهة الوثنيين في تصاويرهم وأوثانهم التي يصنعونها بأيديهم ثم يقدسونها ويقفون أمامها خاشعين، وأشار إلى أن المصور الذي ينحت تمثالاً يملؤه الغرور، حتى لكأنما أنشأ خلقاً من عدم. وأضاف: «إن الذين ينطلقون في هذا الفن إلى مداه لا يقفون عند حد، فيصورون النساء عاريات أو شبه عاريات، ويصورون الوثنية وشعائر الأديان الأخرى كالصليب والوثن وغير ذلك مما لا يجوز أن يقبله المسلم»، منوهاً إلى أن التماثيل من مظاهر أرباب الترف والتنعم التي يملؤون بها قصورهم، وقال: «ليس بعيداً على دين يحارب الترف في كل مظاهره وألوانه، من ذهب وفضة وحرير أن يحرم كل التماثيل في بيت المسلم».