دعا وزير الخارجية الامريكي السابق جيمس بيكر الرئيس الامريكي جورج بوش الى عدم التصرف من طرف واحد لتغيير النظام في العراق. وكتب بيكر الذي يعتبر حليفا استراتيجيا للرئيس الامريكي، في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز أمس الاحد: مع ان الولاياتالمتحدة تحظى بفرصة كبيرة لتحقيق النصر، علينا ان نبذل اقصى جهودنا لتجنب القيام بهذا التحرك وحيدين. وعلى الرئيس ان يرفض نصائح اولئك الذين يدعونه الى التصرف على هذا النحو. وعين بيكر على رأس وزارة الخارجية الامريكية بين كانون الثاني/ يناير 1989 واب/ اغسطس 1992 خلال ولاية جورج بوش الاب واثناء حرب الخليج التي شنها ائتلاف من الدول المتحالفة مع الولاياتالمتحدة على العراق. وشدد بيكر على مخاطر مثل هذه العملية وكلفتها على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري في آن، قائلا انه يجدر بالرئيس ان يحيط نفسه بائتلاف دولي لدعم جهوده الرامية الى احداث تغيير سياسي في العراق. وتابع بيكر ان الطريقة الوحيدة الواقعية لتغيير النظام تكون عبر شن عملية عسكرية واسعة النطاق تتضمن احتلال بغداد وتشكيل حكومة تحل محل نظام صدام حسين. ورأى ان الافضل ان تطلب الولاياتالمتحدة من مجلس الامن اصدار قرار جديد يرغم العراق على استقبال مفتشين في اي وقت للتحقق مما اذا كان هذا البلد يملك اسلحة دمار شامل. غير ان رئيس المفتشين الدوليين لنزع الاسلحة في الاممالمتحدة هانس بليكس اعتبر امس ان مثل هذا القرار غير ضروري. وقال لشبكة إن، بي، سي: فيما يتعلق بعمليات التفتيش، فاننا نفعل ما يطلبه منا مجلس الامن. ولسنا بحاجة الى (قرار) آخر. وأقر بليكس بأن عمليات التفتيش الدولية السابقة في العراق لم تتوقف بسبب الجانب العراقي. وقال: صحيح ان العراق لم يكن هو الذي طلب من المفتشين الرحيل، مشيرا الى ان القرار صدر عن ريتشارد باتلر الذي كان يرأس بعثات التفتيش آنذاك، وبعد أن رحل المفتشون حينئذ لم يسمح لهم العراقيون بالعودة. وسئل بليكس عما اذا كان العراق يمتلك بنظره اسلحة دمار شامل، فقال ان هناك اسئلة بقيت بلا اجوبة، لكننا لا نملك دليلا.