كنت أقرأ في كتاب ألفه الاستاذ ابو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري تحت عنوان (كيف يموت العشاق) من فصوله: عشاق يموتون بشهقة, وفصل: عشاق يطاولهم الضنى فيموتون جلدا على عظم. ومن الذين ماتوا بشهقة (اعاذني الله واياكم منها) فتى حمله فتية من بني عذرة وأوقفوه بين يدي ابن عباس رضي الله عنهما ثم قالوا له استشف له يا بن عم رسول الله فقال: ومابه؟ قالوا: العشق. فترنم الفتى بصوت ضعيف لا يكاد يبين: ==1== بنا من جوى الاحزان والحب لوعة==0== ==0==تكاد لها نفس الشفيق تذوب ولكنما ابقى الحشاشة مقول==0== ==0==على ما به عود هناك صليب وماعجبي موت المحب من الهوى==0== ==0==ولكن بقاء العاشقين عجيب ==2== ثم شهق شهقة فمات!! وآخر كان قد طلب من احد رواد البصرة ان ينادي في حي منها: ياهلال ياهلال لتخرج له جارية جميلة وينشدها قوله: ==1== لقد كنت اهوى ان تكون منيتي==0== ==0==بعينيك حتى تنظري ميت الحب ==2== شعر وعندما فعل سألته الجارية وماصنع؟ قال: مات فخرت مكانها ميتة!! والله ان الامر لعجيب ولا ادري لو ان اولئك الصرعى بشهقة الحب عاشوا في زماننا هل حل بهم ماحل؟! وهل كان الامر مقصورا عليهم ام ان لعصرهم شأنا في ذلك؟ حيث كان الحب وجبة دسمة يموت بسببها من يموت الذين ذاقوها والذين حرموا منها اما نحن فقد اصبح الحب في عصرنا وجبة خفيفة يسهل تناولها ويسهل التخلي عنها فيحل محلها للمعالجة حبوب الجنسنغ والرويال جيلي ومضادات الاكتئاب (ومشي حالك) ولهذا لا يمكن ان يصل بنا الحال الى ماوصل بهم ولله الحمد والمنة لعله الفراغ يا اعزائي القراء ألا تشاطرونني الرأي في ذلك فبعد ان ينهي احدهم عمله هذا ان كان له عمل ماذا لديه ليفعل سوى ان يحب (ويقصد) وهم بذلك على الاقل قدموا لنا حكايات ممتعة نسمعها ونقرأ عنها فنعجب فلو عاش أولئك العشاق في عصرنا هذا لنسي كل منهم ليلاه لانه سينشغل عنها برازانات وأليسات وشاكيرات كثر يتغنى بهن ولن يجد وقتا ليشهق شهقة محترمة منفردة صادقة تودي به الى الموت لأن شهقته ستكون على مدار 24 على 24 ساعة بثا يوميا وسيتحول الموت الى اغان هابطة من الدرجة الثالثة تنبئك ان الحب لا يؤثر في احد ويوصله الى الموت الا بمزاجه مثل قول احداهن: (أطعنى حتت انا ملك ايديك) ومعها حق الم يقل الشاعر القديم:(أفني جسمي واجعل الدمع دما) فما الفرق؟ سوى انها تطلب الموت على (وحده ونص) ويطلبه هو ويالخيبته!! مدنفا صادقا. وقاكم الله شر (التأطيع) والغناء بالحب.