بدأ طرفا النزاع القبرصي - القبارصة اليونانيون والأتراك - بحث خطة سلام معدّلة لتسوية النزاع سلمتها الاممالمتحدة ليبتا فيها قبيل القمة الاوروبية التي ستعقد في الاسبوع الحالي وناشدت الجانبين ألا يفوّتا(الموعد مع التاريخ). واستلم الرئيس القبرصي اليوناني جلافكوس كليريديس وزعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكتاش الخطة من ألفارو دي سوتو المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان. وقال دي سوتو للصحفيين بعد قليل من اجتماعه مع دنكتاش في نيقوسيا ان الصيغة المعدّلة للخطة هي (الصيغة المنقّحة) للمسودة الاصلية وأنه يأمل أن يوقع الزعيمان الاتفاق في أقرب وقت. وتظاهر أمس الأول معارضون للخطة في شطري نيقوسيا المقسمة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك ، وحاول متظاهرون من القبارصة اليونانيين التصدي للرئيس كي لا يخرج من قصر الرئاسة. وطلب عنان من الزعيمين أن يوليا الخطة المعدّلة (أقصى قدر من الاعتبار) بهدف التوصل إلى نتيجة حاسمة في الاسبوع الجاري بحيث يمكن أن تنضم قبرص موحّدة إلى الاتحاد الاوروبي. ولكن دنكتاش انتقد بشدة المسودة المعدّلة ووصفها بأنها (نفس الوثيقة القديمة) إلا أنه لم يستبعد الموافقة عليها كأساس للتفاوض. وقال دنكتاش مخاطبا اجتماع معارضة في نيقوسيا من خلال التليفون (إن شكوكنا وقلقنا بشأن وضعنا وسيادتنا ومساواتنا لا تزال قائمة). وقد طلب عنان من كلا الجانبين (الحضور إلى كوبنهاجن في نهاية الاسبوع الجاري إذا اقتضى الامر ذلك). وقال كليريديس أنه سيصطحب معه المجلس الاستشاري الوطني الذي يضم زعماء الاحزاب القبرصية اليونانية الكبرى. إلا أن الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكتاش لن يذهب إلى كوبنهاجن بسبب ضعف صحته إثر عملية جراحية في القلب أجريت له مؤخرا في الولاياتالمتحدة. وفي غضون ذلك ذكرت القناة الثانية بالتلفاز القبرصي اليوناني أنه سيتم إلحاق دنكتاش بأحد مستشفيات اسطنبول في القريب العاجل حيث أن حالته الصحية مازالت على غير ما يرام. ويتساءل بعض القبارصة اليونانيين عن سر إلحاق دنكتاش بمستشفى آخر بتركيا في هذا التوقيت بالذات وعقب عودته بأيام قلائل من رحلة علاج طويلة بنيويورك. وكررت القول زهوا بأن الاتحاد الاوروبي يعتبر قبرص على رأس قائمة الدول العشر المرشحة للانضمام للتجمع الغربي. وأضافت أن الامر لا يرتبط بضرورة التوصل إلى حل للمشكلة القبرصية قبل إعلان ذلك رسميا في قمة كوبنهاجن المرتقبة. ومن المتوقع الموافقة أيضا على انضمام تسع دول أخرى من شرق ووسط آسيا بالاضافة إلى جزيرة مالطا بحلول عام 2004. وقال عنان في رسالته (إن قبرص على موعد مع التاريخ. ولا ينبغي تفويته). والوقت ضيق أمام الزعيمين القبرصيين لعقد اتفاق قبل اجتماع دول الاتحاد الاوروبي اليوم الخميس في كوبنهاجن حيث من المتوقع استكمال إجراءات دعوة قبرص للانضمام إلى الاتحاد اعتبارا من عام 2004. وأعلن الاتحاد الاوروبي أنه سيوافق على انضمام الجانب القبرصي اليوناني من الجزيرة المقسّمة سواء حلت المشكلة القبرصية أم لم تحل مما يزيد من احتمال حدوث توترات جديدة بين اليونان وتركيا ويقلل من فرصة أنقرة لتلقي موعد للتفاوض بشأن انضمامها إلى الاتحاد. يذكر أن قبرص قسمت بين القبارصة اليونانيين في الجنوب والقبارصة الاتراك في الشمال منذ الغزو التركي للجزيرة عام 1974 ردا على محاولة انقلاب من جانب الجنرالات اليونانيين. وتدعو خطة السلام الاصلية إلى تسليم بعض الاراضي، بحيث يحتفظ القبارصة الاتراك بنسبة 5ر28 في المئة من الجزيرة المقسمة. وهم يسيطرون حاليا على 36 في المئة من قبرص. كما اقترحت عودة 85 ألفا من ضمن 162 ألف لاجىء يوناني قبرصي إلى ديارهم السابقة في عهد الادارة القبرصية اليونانية.واعترض القبارصة اليونانيون على أن الخطة لا تسمح لجميع اللاجئين بالعودة إلى ديارهم في الشمال وعلى تناوب الرئاسة. واشتكى القبارصة الاتراك من أن تنفيذ الخطة يترتب عليها أن يخسروا جزءا كبيرا من الارض بما في ذلك موارد مائية كبيرة.