طالب رجب طيب اردوجان رئيس الحزب المكلف بتشكيل الحكومة التركية المقبلة اليوم بضرورة ضم تركياوقبرص معا الى الاتحاد الاوروبي اذا توصلت المجموعتان المتناحرتان في الجزيرة الى اتفاق. واعلن اردوجان زعيم حزب العدالة والتنمية للصحفيين في القسم الشمالي من قبرص ان خطة الاممالمتحدة التي سلمت الى الطرفين تنص على تقاسم سيادة دولة مؤلفة من كيانين. واضاف ما ان يتم تطبيق هذه الخطة، فان تركياوقبرص ينبغي ان تنضما معا الى الاتحاد الاوروبي. والا ستكون هناك مشاكل. ومن المتوقع ان توجه القمة الاوروبية في كوبنهاجن في ديسمبر دعوة الى قبرص للانضمام الى الاتحاد الاوروبي الموسع المقبل في عام 2004. وتركيا مرشحة الى الانضمام وتامل في تحديد موعد لها لبدء مفاوضات انضمامها. وقد عرض الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان على المسؤولين في المجموعتين القبرصيتين، اليونانية والتركية، خطة يجب ان تسمح باستئناف محادثات السلام بينهما. وقبرص مقسمة منذ 1974 الى شطرين، قبرصي يوناني في الجنوب وقبرصي تركي في الشمال، منذ تدخل الجيش التركي الذي احتل ثلث مساحة الجزيرة ردا على انقلاب قام به قبارصة يونانيون قوميون متشددون بهدف ضم الجزيرة المتوسطية الى اليونان. وفي أثيناصرح رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس بأن حكومة أثينا ستسعى للتوصل إلى اتفاق لتسوية النزاع القبرصي دون أي تأخير. وقال سيميتيس عقب مباحثاته مع الرئيس القبرصي اليوناني جلافكوس كليريديس نأمل في التوصل إلى اتفاق دون تأخير. وهذا يعتمد، في الوقت نفسه، على إرادة الطرف الآخر ونحن لن نوافق بأي حال من الاحوال على أمر لا يرضينا. وكانت الاممالمتحدة قد طرحت على زعيمي القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك خطة لتسوية القضية القبرصية في وقت سابق من الاسبوع الحالي، على أمل إنهاء مشكلة تقسيم الجزيرة التي مضى عليها 30 عاما، والتي تقع شرقي حوض البحر المتوسط. وطلب سكرتير عام الاممالمتحدة كوفي عنان من الزعيمين أن يحسما الامر خلال بضعة أسابيع إذا كانا يقبلان الخطة كأساس للتفاوض. وتقترح خطة السلام شراكة بين دولتين تعيشان على قدم المساواة تحت قيادة حكومة مشتركة وخفض عدد أي قوات أجنبية وقيام القبارصة الاتراك بالتخلي عن أراض، في إطار تلك الشراكة. وذكرت الاممالمتحدة أنها تتطلع إلى قيام الجانبين بالتصديق على الخطة في مطلع ديسمبر المقبل، قبل انعقاد قمة خاصة بالاتحاد الاوروبي التي ستعلن رسميا بدء مفاوضات الانضمام إلى عضوية هذا التكتل الغربي مع قبرص. كما شددت المنظمة الدولية أيضا على ضرورة إجراء جولة ثانية من المفاوضات بحلول 28 من فبراير الحالي والتصويت على الاتفاق في استفتاءين منفصلين بحلول30 من مارس من العام المقبل. وكان كليريديس قد وصل إلى أثينا مساء الجمعة لاجراء مباحثات مع الحكومة اليونانية تركز على الاستراتيجية التي يجب تبنيها في التعامل مع خطة السلام. وأعرب رئيس الوزراء اليوناني والرئيس القبرصي عن قبولهما الخطة باعتبارها أساسا لمفاوضات، لكنهما شددا على أن ثمة نقاطا معينة بالخطة تتطلب مفاوضات مكثفة بينما تحتاج جوانب أخرى منها إلى مزيد من الايضاحات. وقال سيميتيس يجب أن ننظر إلى الخطة ككل، وبمعنى آخر النظر إلى الغابة بأسرها وليس إلى شجرة واحدة منها. سنتخذ قرارنا بحيث تتواكب مع النتائج الكلية للمفاوضات. من جانبه، حذر كليريديس قائلا إذا لم يكن الحل عمليا، فإننا سنواجه توترا جديدا على الفور. وقال خبراء في اليونان إن آمال تركيا في الانضمام إلى عضوية الاتحاد الاوروبي ستتزايد بدرجة ملحوظة للغاية إذا تمت تسوية القضية القبرصية. وكان قد تم تقسيم قبرص منذ عام 1974 بعد انقلاب قام به قبارصة يونانيون بتخطيط من قبل الحكومة العسكرية في أثينا في ذلك الوقت. ورد الجانب التركي باجتياح الشطر الشمالي من قبرص لحماية السكان المنحدرين من أصل تركي هناك ويشكلون حوالي 18 في المائة من تعداد السكان بالجزيرة. وقبرص واحدة من بين عشر دول مدعوة إلى الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي في إطار عملية قادمة لتوسيع العضوية في التكتل الغربي. ودأبت تركيا على التهديد مرارا بضم منطقة القبارصة الاتراك إذا انضمت قبرص إلى الاتحاد الاوروبي دون تسوية قضية التقسيم السياسي للجزيرة. وفي غضون ذلك عقد طيب رجب أردوجان زعيم حزب العدالة والتنمية الذي حقق فوزا حاسما في الانتخابات العامة التي شهدتها تركيا مؤخرا جولة من المباحثات المتوازية مع زعماء القبارصة الاتراك بالشطر الشمالي من لبحث خطة الاممالمتحدة. وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين لدى وصوله إلى الشطر الشمالي من العاصمة المقسمة نيقوسيا، قال أردوجان نحن عاقدون العزم على التوصل إلى تسوية بقدر عزيمة (الطرف الآخر). إلا أنه أوضح المهلة التي منحها عنان للطرفين للرد على خطة المنظمة الدولية قصيرة للغاية في ضوء حقيقة أن زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكتاش كان قد أجريت له مؤخرا عملية جراحية في قلبه بينما لم يتم حتى الآن تشكيل حكومة جديدة في تركيا. غير أن بيان أردوجان الايجابي إزاء خطة الاممالمتحدة تناقض بشكل كبير مع تصريحات أعضاء الحكومة التركية المنتهية ولايتها، والذين كانوا قد أكدوا أنه من المستحيل قبول بعض جوانب الخطة. وفي بروكسل هنأ مفوض الاتحاد الاوربي للشئون الخارجية خافير سولانا رئيس وزراء تركيا الجديد عبد الله جول على توليه مهام منصبه اعتبارا من أمس الاول معبرا عن أمله في أن تقوم حكومته بانتهاز الفرصة للعمل البناء مع التجمع الغربي. وقال سولانا في تصريحه إن الحكومة التركية برئاسة رجل الاقتصاد عبد الله جول سوف تواجه تحديات تاريخية، مضيفا انه سيكون أمام أنقرة فرصة لاتخاذ قرارات شجاعة، على نحو خاص تجاه قبرص والسياسة الامنية والدفاعية الاوربية. ويأمل الاتحاد الاوروبي في أن يفوز بدعم تركيا في التوصل إلى تسوية سلمية دائمة لقبرص، المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الاوربي في عام 2004. وهذه الجزيرة مقسمة بين اليونان وتركيا منذ عام 1974. وأعربت بروكسل أيضا عن توقعها بأن تسمح تركيا وهي عضو بحلف شمال الاطلنطي (الناتو) بأن تتيح لقوة الرد السريع الاوربية المزمعة الاستعانة بما لديها من أركان حرب التخطيط التابعين للتحالف الغربي.