عندما كان منتخبنا الوطني يتربع على عرش القارة الصفراء ويُشكل طرفا ثابتا في نهائي البطولة القارية على مدى عقدين ونيف لم يدخل في يوم ما في معمعة التصفيات المؤهلة للنهائيات سوى مرة واحدة، إذ كان تأهله يتم مباشرة للنسخة الجديدة باعتباره بطلا أو وصيفا للنسخة السابقة.. ولأن دوام الحال من المحال فإن الأخضر في الحقبة الزمنية الأخيرة بدأت أسهمه تتراجع بشكل مخيف حتى أضحى كالحمل الوديع الذي لا يملك القدرة الكافية للمقاومة والدفاع عن مكتسباته وكانت نتيجة ذلك الوهن والضعف مخيبة للآمال كونها أعادتنا للمربع الأول وجعلتنا نلهث بحثا عن التواجد في النهائيات.. ولكن الأخضر ومن خلال التصفيات الآسيوية الحالية بعث ببارقة أمل جديدة ومنحنا مساحة للتفاؤل لإعادة ماضيه الجميل خاصة في ظل النتائج التي حققها في مبارياته الثلاث السابقة والتي حصد من خلالها العلامة الكاملة واضعا إحدى قدميه في أستراليا وبات على بعد نقطة وحيدة لكي يحجز مقعده بصفة رسمية في النهائيات كأول منتخب يحقق ذلك .. وفي اعتقادي الشخصي ان الحصول على النقطة المتبقية سهل المنال، إذ يكفي الأخضر الخروج متعادلا في مباراته الأخيرة على أرضه أمام نظيره الإندونيسي الذي يُعتبر الحلقة الأضعف في المجموعة لضمان التأهل، ولكن هل تحقيق ذلك يمثل طموحنا ؟ وهل يُعد هذا انجازا مقارنة بالانجازات السابقة ؟ الأخضر ومن خلال التصفيات الآسيوية الحالية بعث ببارقة أمل جديدة ومنحنا مساحة للتفاؤل لإعادة ماضيه الجميل خاصة في ظل النتائج التي حققها في مبارياته الثلاث السابقة والتي حصد من خلالها العلامة الكاملة واضعا إحدى قدميه في أستراليا وبات على بعد نقطة وحيدة لكي يحجز مقعده بصفة رسمية في النهائيات كأول منتخب يحقق ذلك أتمنى أن لا ننام على وسادة التأهل المبكر الذي قد يتم إعلانه الليلة، ولا نتوقف عند هذا الحد الذي لا يمثل لنا إنجازا بل مرحلة تم تجاوزها بنجاح ويجب طيها والتفكير في القادم، فطموحاتنا كبيرة وأحلامنا لا حدود لها، فهمنا الأول والأخير هو أن يستعيد منتخب الوطن هيبته ويفرض على منافسيه شخصية ويقاتل من أجل استعادة أمجاده وينفض الغبار عن إنجازاته ويبحث عن منصات التتويج التي باتت تحن للونه الأخضر .. وبعيدا عن الانتماء لمنتخب هذا الوطن المعطاء فإن المنطق يفرض على الأخضر أن ينهي مشواره في التصفيات كما بدأه ليؤكد علو كعبه ويوجه رسالة مبكرة لمنافسيه أنه عائد لساحة المنافسة من أوسع الأبواب.. وبالتالي فإن المدرب لوبيز الذي أتحفظ في المجمل على إمكاناته واختياراته وطريقته وأسلوبه مطالب بقراءة منافسه الليلة بشكل دقيق واختيار التشكيلة المناسبة وتوظيف اللاعبين بشكل يتناسب مع أسلوبه الذي سيبدأ به المباراة.. أما اللاعبون فرسالتي لهم أنهم حاليا لا يمثلون أنفسهم ولا يمثلون أنديتهم بل يمثلون وطنا بأكمله، وبالتالي فإنهم مطالبون باللعب الرجولي والتحلي بالروح العالية واحترام المنافس وتنفيذ خطة المدرب والعمل قدر المستطاع على تفادي الأخطاء التي قد ندفع ثمنها باهظا واستثمار أنصاف الفرص لحسم المباراة بأكثر من هدف.. أما الجمهور الشرقاوي العزيز على قلبي فشهادتي فيه ستظل مجروحة ولن أفيه حقه مهما تحدثت عنه ولهذا فهو لا يحتاج إلى دعوة مني أو من غيري كونه يعرف دوره المنوط به تجاه منتخب وطنه ويدرك أهمية حضوره ودعمه ومؤازرته ولكن وجب عليّ تذكيره بأنه يعد رقما صعبا ويبقى اللاعب رقم واحد وأن الفرح بلا معازيم لا يسمى فرحا..