صحيح ان الخطوة التي اقدمت عليها وزارة التجارة بالتشهير ببعض المخالفات التي يرتكبها بعض التجار تصب في روافدها الصحيحة والمطلوبة.. بل ان المستهلك كان يتمنى الوصول الى خطوة جريئة كهذه.. فهو تشهير يشكل في رأيي (عقابا رادعا) ان جاز القول لكثير من التجار حتى لا يقعوا فيما وقع فيه اصحابهم من مخالفات ادت الى التشهير بهم، وهو تشهير له تأثيره المباشر على مصالح بعض التجار.. وربما يكون رادعا كما اظن دون انغماسهم في تلك المخالفات مهما كان نوعها وحجمها وغرضها.. واظن ان على الوزارة ان تستمر على هذا المنوال الجيد.. وان لاتقدم على هذه الخطوة (على استحياء) ان جاز التعبير، فمن مصلحة المستهلك وهذا مايهم الوزارة بالدرجة الاولى ان تقوم بهذاالتشهير الصائب.. وهو امر طبيعي. اقول ان هذه الخطوة صحيحة ولكنني اشك في سريانها على كثير من التجار.. ولاتنطبق على جميع المخالفين.. ويبدو ان جهاز الرقابة لايصطاد بعض اولئك التجار الا (بالصدفة) ان جاز القول، فالمخالفات كما اظن منتشرة.. ولكن (الصيد قليل) وليس أدل على ذلك من سوء تخزين بعض التجار لبضائعهم.. ومن تزوير في وضح النهار لعلامات تجارية دولية شهيرة.. وكذلك عرض سلع غذائية وغير غذائية بعد انتهاء صلاحيتها.. وتلك اخطاء يبدو ان المراقبين بعيدين عنها (كبعد الأرض عن جو السماء) كما قال عنترة في بيت من ابياته الشهيرة.. والمطلوب الآن هو ان تشدد وزارة التجارة من حزمها فتلاحق اولئك التجار المخالفين وتقوم بالتشهير بهم اسوة بمن شهرت بهم.. والا فان خطوات الوزارة (الانتقائية) يصح عليها ان استمرت على هذا المنوال.. قول الهامسين بصوت مرتفع (ناس وناس) وهذا ما لا أرجوه ومالا يرجوه أي مستهلك.