رفض البيت الابيض أمس التعليق على تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي طالب فيها بابعاد رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات. وقال سكوت ماكليلان مساعد الناطق باسم البيت الابيض ردا على سؤال في مؤتمر صحافي: اننا نعرف انه سيتم قريبا اجراء انتخابات في اسرائيل. والولايات المتحدة تتبع منذ زمن بعيد سياسة عدم التدخل في النقاشات الداخلية في اسرائيل. واضاف: لكن وجهات نظر الرئيس (جورج بوش) واضحة جدا. لقد طرحها في الخطاب الذي القاه في يونيو (24 يونيو في البيت الابيض) الذي حدد النهج الواجب اعتماده لبلوغ هدف تعايش دولتين جنبا الى جنب. ونحن نعمل مع جميع الاطراف في المنطقة لتحقيق هذا الهدف. وأقر رئيس الوزراء الصهيوني ارئيل شارون أمس بأن قيام دولة فلسطينية يشكل "امرا واقعا". وردا على سؤال للقناة الثانية الاسرائيلية الخاصة عما اذا كانت الدولة الفلسطينية امرا واقعا قال شارون: نعم، كل هيئات الدولة موجودة: هناك رئيس وحكومة ووزراء. وقال: سنتوصل في نهاية المطاف الى اتفاق والى السلام لان ذلك سيشكل الرد الحقيقي على وضع اسرائيل الاقتصادي. وانتقد عرفات تهديد نتنياهو بابعاده في حال تعيينه على رأس الحكومة الصهيونية المقبلة. وقال رئيس السلطة الفلسطينية للصحفيين في ختام لقاء مع الموفد الخاص الصيني الى الشرق الاوسط وانغ شيجي: يجب ان يعرف (نتنياهو) من هو ياسر عرفات. هذا بلدي، وبلد اجدادي. وجعل نتنياهو هذه المسألة الموضوع المحوري لحملته للانتخابات التمهيدية على زعامة الليكود المقرر اجراؤها في 28 نوفمبر والتي يتنافس فيها مع رئيس الوزراء الرئيس الحالي لليكود ارييل شارون، الذي استبعد في الوقت الحاضر طرد عرفات، نظرا لمعارضة واشنطن هذا الاجراء. وقد أعلنت اسرائيل أنها بدأت عملية حربية في نابلس شمال الضفة الغربية ردا على العملية الفدائية في مستوطنة ميتزر الزراعية والتي أسفرت عن خمسة قتلى اسرائيليين وفر منفذها مساء الأحد. وتوغلت حوالي 150 دبابة وآلية مدرعة مدعومة بمروحيات قتالية فجر أمس الأربعاء ووقعت المدينة بكاملها تحت سيطرة جيش الاحتلال الذي يقوم بمحاصرة القصبة وهي البلدة القديمة في قلب المدينة وهي جبل النار كما ترد في التاريخ الفلسطيني. ولدى جيش الاحتلال تفويض من الحكومة الاسرائيلية بشن حرب بلا هوادة ضد منظمات المقاومة الفلسطينية شبيهة بتلك التي جرت في مخيم جنين في شهر مايو الماضي، حسبما ذكرت المصادر الاسرائيلية نقلا عن وزير الحرب شاؤول موفاز المعين حديثا في منصبه. وقالت المصادر الفلسطينية والاسرائيلية وشهود العيان ان القصبة هي على ما يبدو الهدف الرئيسي للعملية الحربية. وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية إن القوات الاسرائيلية تشن حملة مطاردة واسعة بدأتها في منطقة طولكرم بحثا عن منفذ الهجوم في ميتزر وأعلنت أنه يدعى سرحان سرحان من مخيم طولكرم وهو ينشط في كتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة فتح. وينتمي هذا الناشط الفلسطيني الى نفس عائلة سرحان ب. سرحان الفلسطيني من القدسالشرقية الذي اغتال في عام 1968 السناتور الامريكي روبرت كنيدي حسبما أوردت الصحف الاسرائيلية ايضا. ونقلت صحيفة معاريف ان الجيش الاسرائيلي داهم الثلاثاء الماضي منزل سرحان سرحان في مخيم طولكرم في الضفة الغربية من دون ان يجده فيه. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول اسرائيلي امني طلب عدم الكشف عن اسمه قوله: نحن مصممون على العثور عليه مهما كان الثمن. وحسب (معاريف) فان الجيش الاسرائيلي اعتقل عم المتهم وفشل في القاء القبض على والده المسؤول المحلي لحركة فتح في هذه المدينة. وقالت هآرتس ان العمليات الحربية في نابلس تستهدف بشكل خاص ثلاثة زعماء محليين من حماس هم: محمد حنبلي وناصر عصيدة وعلي عليان. وأعلنت الاذاعة والتليفزيون الاسرائيليان أن قوات الاحتلال تمركزت في كامل نابلس وضواحيها وأن جنودا من سلاح المشاة مدعومين بآليات مدرعة دخلوا نابلس خصوصا حي القصبة اضافة الى مخيمي عسكر وبلاطة المجاورين. كما دخل الجيش الاسرائيلي في الوقت نفسه بلدة بيرزيت شمال رام الله في الضفة الغربية. واعلن الجيش الاسرائيلي في بيان ان القوات الاسرائيلية تدخلت ليلا في الضفة الغربية خصوصا في نابلس ومخيمات اللاجئين المجاورة للمدينة اضافة الى بيرزيت. وقد تعرضت القوات الاسرائيلية لاطلاق نار فردت على النار بالمثل واعتقلت نحو ثلاثين شخصا من المطلوبين معظمهم من ناشطي حماس. وأوضحت الاذاعة أن الجنود تلقوا اوامر بالمضي في عملياتهم طالما لزم الامر لتدمير البنى التحتية لمنظمات المقاومة الفلسطينية، اثر تكاثر المعلومات حول التخطيط للعديد من العمليات الفدائية. وفي قطاع غزة، لفظ طفل في الثالثة من العمر أنفاسه وأصيبت أمه بجراح خطيرة اثر اصابتهما بشظايا قذائف الدبابات الاسرائيلية تجاه مخيم رفح للاجئين جنوب القطاع. وأعلنت المصادر الطبية والامنية الفلسطينية أن الطفل حامد المصري (ثلاث سنوات) استشهد كما أصيبت أمه أسماء (31 عاما) بجراح وحالتها خطيرة.