الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد فإنه بمناسبة شهر رمضان المبارك يسرني ان اهنئ جميع المسلمين وأسأل الله عز وجل ان يمن علينا بصيامه وقيامه وان يتقبله منا كما اذكر الجميع بقول الله جل وعلا (وتعاونوا على البر والتقوى) وقول رسوله صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) والتوجيهات الربانية والنبوية في هذا الباب كثيرة وهي المنطلق ولله الحمد للمجتمع السعودي المتميز عن غيره في الانفاق في سبيل الله والبذل والعطاء والتعاون على البر والاحسان بغية الاجر والثواب من الله عز وجل ومن خلال قنوات منظمة تقدم خدماتها للمواطنين والمقيمين الا وهي الجمعيات الخيرية التي انتشرت في ربوع بلادنا الغالية وقد بلغت حتى الان 243 جمعية رجالية ونسائية حسبما اعلنه معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية في الملتقى الاول للجمعيات الخيرية الذي عقد مؤخرا في الرياض تحت اشراف هذه الوزارة الموقرة وبرعاية تامة من مؤسسة الملك خالد الخيرية.. أسأل الله ان يجزي القائمين عليها خير الجزاء وان يجعل ما قاموا به من اعداد لهذا اللقاء الخيري الكبير وما بذلوه من اموال في سبيل انجاحه في ميزان حسنات والدهم الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وما شعارهم الذي اطلقوه عنوانا لهذه الحملة المباركة الا محقق للفائدة بإذن الله وهو عين الصواب فهو تجسيد لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). وهو التوجيه النبيل والسبيل السليم التي يتحتم سلوكه على الجميع بان يجعلوا ما عندهم من صدقات وزكوات في المحتاجين من اقاربهم ثم الذين يلونهم فالاقربون اولى بالمعروف والصدقة للقريب بر وصلة. والواقع ان الجمعيات الخيرية تعاني نقصا في مواردها المالية بسبب مزاحمة بعض الاخوة المجتهدين بجمع الزكوات وربما نقلوها الى اماكن بعيدة ويوجد نبي ظهرانينا من هم بحاجة اليها.. ولا يخفى على الكثير توجيه بين الرحمة والهدى محمد صلى الله عليه وسلم لمن بعثهم الى اليمن بان الزكوات تؤخذ من اغنيائهم وترد في فقرائهم فكيف تنقل الزكوات من مواطنها مع وجود الحاجة الماسة اليها. والجمعيات الخيرية التي اخذت على عاقتها كفالة الكثير من الايتام والارامل والاسر الفقيرة عموما واعانة الشباب على الزواج واجور المنازل للفقراء وغير ذلك تحاول جاهدة ان تقوم بهذا الواجب العظيم وهذا لن يتحقق بالشكل المطلوب الا بتكاتف اهل الخير وتعاونهم معها. واما عن فضل الانفاق خاصة في شهر رمضان الذي تضاعف فيه الحسنات فلا يخفى ما ذكره الله عز وجل في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى في الحياة الدنيا فالمنفق باخلاص لله عز وجل يحظى بالخلف العاجل من الله والحياة الطيبة من جميع جوانبها من الطمأنينة والسرور ولذة هذه العبادة العظيمة وحسن الخاتمة ودفع ميتة السوء.. وغير ذلك اما ما يقال عن الجمعيات من اهل الاهواء ونسمعه من حين لاخر فعلينا الا نلقي له بالا فان صفوة الخلق عليه الصلاة والسلام لم يسلم من الطعن في امانته فكيف تكون الحال ونحن في زمن قل فيه الورع والتثبت وكثر في التخليط والشائعات المغرضة وعلاج ذلك ممن يدخله الشك فيما يثار احيانا عليه ان يزور الجمعيات وسوف يرى بنفسه ما يقر عينه ويسر خاطره باذن الله ولا أحد معصوم من الخطأ. واختتم هذه الكلمة بالتنويه عن ظاهرة سيئة انتشرت في بلادنا وللاسف بسبب سوء التعامل معها من كثير من الناس الا وهي مسألة التسول الذي تفنن اصحابه في وسائل اقناع الناس للعطف عليهم وخداعهم للحصول على الاموال منهم وهذا رغم الجهود التي تبذل من قبل رجال مكافحة التسول للقضاء على هذه الظاهرة المشينة واقول ان في اعطائهم الاموال تشجيعا لهم على الاستمرار وكم سمعنا ممن افتتن بهذا العمل القبيح والتذلل لغير الله حتى مات ووجد وراءه المال الكثير وهذا ما يعرفه الكثير ممن لهم اهتمامات بهذا الامر. هذا وأسأل الله عز وجل ان يجعلنا من اهل الخير ومحبي فعله وان يقينا شح انفسنا لنكون من المفلحين (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وان يوفق ولاة امرنا على دعمهم للاعمال الخيرية وتنظيمهم لها ويجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم لقائه وان يحفظ لنا ديننا وبلادنا ومجتمعنا من كيد الكائدين ومكر الحاقدين وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. محمد بن ناصر العربي رئيس جمعية البدائع الخيرية