الأمير سلمان يرعى الحفل السنوي لجمعية البر بالرياض

تبرع بمليون ريال للجمعية

رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس جمعية البر وفروعها بالرياض مساء أمس الاول الحفل السنوى للجمعية بمركز الأمير سلمان الاجتماعى فى الرياض .
وكان فى استقبال سموه لدى وصوله الى مقر الحفل وزير العمل والشئون الاجتماعية الدكتور على بن ابراهيم النملة والامين العام المكلف لجمعية البر وفروعها حمد بن محمد بن سعيدان ومدير عام مركز الامير سلمان الاجتماعى رشاد بن سعيد هارون وعدد من المسئولين بجمعية البر.
وفور وصول سموه قام بجولة على المعرض المعد بهذه المناسبة ثم بدئ الحفل بتلاوة آيات من القران الكريم. بعد ذلك القى الدكتور عبد الرحمن بن حمد الحميضى كلمة بالانابة عن امين عام جمعية البر وفروعها رحب فيها بصاحب السمو الملكى الامير سلمان بن عبد العزيز والحضور.
وقال : نحمد الله سبحانه وتعالى ان وفق هذه البلاد المباركة لاعمال البر والخير وجعل اهلها قادة وشعبا يبذلون جهودهم واموالهم بما يحقق افضل النماذج للتكافل والتراحم بين فئات المجتمع.
ونوه بالدعم والرعاية التى تحظى بها جمعيات البر من قبل ولاة الامر/ حفظهم الله / منذ عهد الملك عبد العزيز / طيب الله ثراه / وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز / ايده الله /.
واوضح ان جمعية البر تركزت اعمالها على مجموعة النشاطات الخيرية المباشرة لخدمة المحتاج ورعايته والمتمثلة فى استقبال الصدقات والتبرعات المالية والعينية من المحسنين وتوزيعها على المحتاجين.
واستعرض اعداد الفئات المحتاجة المسجلة لدى جمعية البر والمبالغ التى تصرف عليهم وطرق صرفها معربا فى ختام كلمته عن شكره وتقديره لسمو امير منطقة الرياض وسمو نائبه على رعايتهما ودعمهما المتواصل للجمعية ومشاريعها كما شكر جميع المحسنين الذين تبرعوا واسهموا فى دعم الجمعية واعمالها.
عقب ذلك شاهد سمو الامير سلمان بن عبد العزيز والحضور عرضا مصورا يتحدث عن اعمال جمعية البر.
اثر ذلك اعلن عن تبرع صاحب السمو الملكى الامير سلمان بن عبد العزيز بمبلغ قدره مليون ريال لصالح جمعية البر.
عقب ذلك القى سماحة مفتى عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وادارات البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ كلمة رحب فى مستهلها بصاحب السمو الملكى الامير سلمان بن عبدالعزيز والحضور سائلا الله للجميع التوفيق لما يحبه ويرضاه وقال سماحته : لفظ البر لفظ محبب للنفوس واذا تأمل المسلم كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يجد ان الله جل وعلا جعل البر شاملا لاصول الدين وفروعه .
واستشهد سماحته بقول الله تعالى فى محكم كتابه " ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس " .
وأضاف سماحته : لقد جعل البر شاملا لهذه الامور كلها أصول الدين وفروعه الواجب والفرض منه والتطوع .. كل ذلك شمله قسم البر.. والبر من صفات الله جل وعلا .. قال تعالى " انه هو البر الرحيم " .
واستطرد سماحته قائلا : وجاء البر بمعنى النفقة فى الخير .. قال تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وجاء البر فى عروض الاحسان .. قال تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين) .. وقال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم).. فذكر الاحسان الى اولئك وانه من عمل البر وجاء فى السنة ما يدل على ان البر خلق للانسان يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (البر حسن الخلق).
وأوضح سماحة المفتى أن الله تعالى بين ان البر من الاخلاق التى يتعاون المسلمون عليها .. قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان).
ونوه بما تقوم به جمعية البر فى هذا البلد وقال : كما سمعنا ان لها الآن نحو خمسين سنة وانها ولله الحمد تزداد بمرور الاعوام خيرا الى خيرها وكل عام ونحن نسمع عن منجزاتها وأهدافها وتطورها ما يثلج الصدر ويدخل السرور على المسلم وكذلك ما سمعنا من اعتنائهم بأهل الزكاة وتوزيعها على الفقراء فورا وأن بقية أمورها انما هى من التبرعات العامة ولا شك أن هذا توفيق من الله لهذه الجمعية .
وحث سماحته على دفع الزكاة قائلا : كلنا يا اخوان نعلم أن الزكاة جعلها الله ركنا من اركان هذا الدين جعلها الركن الثالث من اركان الاسلام وقرنها بالصلاة مستشهدا بقوله تعالى : (وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة) فذكر التوحيد والصلاة والزكاة وقال تعالى (فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) وقال عز وجل ( فان تابوا وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم فى الدين).
وبين سماحته أن الزكاة طهرة وزكاة وقال : هى طهر للغنى طهر لماله فان المال الذى باقية فيه الزكاة مشتمل على أوساخه وأدناسه فطهارة هذا المال أن تخرج منه زكاته والزكاة ايضا تطهرة لقلب المزكى من داء الشح والبخل وايضا هى زكاة لنفسه زكاة لاخلاقه ونمو لماله فان الله يقول (خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) فحقا انها طهرة للاموال وطهرة للقلوب انها تربط القلوب بعضها ببعض .. وتجعل بين طبقات المجتمع اواصر وروابط وثيقه فان هذه الزكاة اذا اخرجها الاغنياء من اموالهم وواسوا بها محتاجيهم فان هؤلاء المحتاجين يجدون فى نفوسهم مودة ومحبة لاخوانهم الاغنياء فتقوى اواصر المودة بين طبقات المجتمع فالتكافل الاجتماعى على الحقيقة وهى الوسيلة لتقريب القلوب وتالفها وتقليص الجرائم وتعاون المؤمنين بعضهم مع بعض قال تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض).
واستطرد سماحة المفتى قائلا : ثم الصدقات العامة غير الزكاة أيضا مما تعتبر سببا لبركة الرزق وطول العمر وحسن الحال والصدقة ظل ظليل تظل صاحبها يوم القيامة فالسبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لاظل الا ظله رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ما تنفق يمينه كل هذا دعوة للمسلمين للمساهمة فى الخير واعانتهم وما دامت هذه الجمعية بهذه الصفات فان اعطاءها الزكاة والصدقات العامة امر مطلوب وجائز وقد صدرت فتوى من دار الافتاء واظنها فى واحد وتسعين فتوى بجواز صرف الزكاة لهذه الجمعية وهى جمعية اعتبارية ينبغى على المسلمين دعمها واعانتها .
وأكد الشيخ عبد العزيز ال الشيخ أن فى بلادنا ولله الحمد الخير الكثير وتعاون المسلمين وبذلهم المعروف فى هذا البلد امر محسوس وقال : خذ مثلا فى شهر رمضان نرى تنافس المسلمين فى بذل الخير لا سيما فى تفطير الصائمين واعانتهم فى الحرمين الشريفين وفى سائر البلاد وفى هذا البلد شاهدنا منذ سنوات نشاطا قويا فى تفطير الصائمين بشىء ما كنا نعهده من قبل ولكن بفضل من الله تنافس فيه المحسنون وتسابق فيه المتسابقون وابتدأ فيه الرجال المخلصون فاقتدى بهم غيرهم فى هذا البلد بل تعدى هذا الخير الى أن أقتدى بها فى سائر انحاء البلاد وهذا من فضل الله ومن سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة لا ينقص ذلك من اجورهم شىء.
وبين فضيلته أن الصدقات والإعانات هى مساعدة للعاجز والمحتاج وقال : ان عندنا جمعية هذه الجمعية تقوم على احسان المحسنين.. وعندنا الضمان الاجتماعي الذى تتبناه الدولة والذي أسس منذ اكثر من أربعين سنة وله فروع فى عموم المملكة لكن ينبغى لنا أن نعلم أن هذه الصدقات واعانة الضمان الاجتماعى أنه ينبغى لنا أن نتصور انها ليست لدعم الكسل وتفعيل البطالة واعانة الكسالى والقادرين على العمل ليست اعانة لهم الى أن تحطم قواهم وتجعلهم يخلدون الى الراحة فلا يعملون وهى مساعدة للعاجز والمحتاج .. ومن كان قادرا على العمل مستطيعا أن يعمل ويكدح فذاك الميدان الفسيح له وهذا هو الخير الذى ينبغى أن يسعى فيه .
وأفاد سماحته أن جمعية البر والضمان الاجتماعى وضعت لعلاج الفقر ومساعدة غير القادرين على العمل ومساعدة من قد يقدرون ولكن لا يستطيعون توفير كل حاجاتهم حيث جاءت هذه الجمعيات الحكومية والاهلية لدعمهم ومساعدتهم .
ودعا الى عدم مساعدة من لا يستحق ممن يدعون الفقر والحاجة حيث قال : للاسف الشديد ان البعض من المسلمين أخطأوا فى التصور وساعدوا فى اعطاء من لا يستحق رحمة احيانا بهم واثقل عليهم وتفاديا لان يسخطوا ولا يرضوا فترى بعضهم ربما يرى الإنسان انه فقير وانه محتاج وقد يعلم انه غير ذلك فتكون تلك الشهادة شهادة زور وشهادة باطلة لا يجوز للمسلم ان يقرها .
واستطرد سماحته قائلا : يسأل او يتساءل بعض من يأخذون من الضمان الاجتماعى او من صندوق البر وتكون اسئلتهم هل يتصدق مما نأخذ هل نضحى مما نأخذ هل كذا الى آخره فاذا كان هذا معناه انه اخذ وهو غير مستحق لها فالذى يطلب من صندوق جمعية البر برئاسة الإدارة العامة لها او من الضمان الاجتماعى ووزارة العمل ان يتعاونوا جميعا على البر والتقوى وان يحرصوا على ايصال هذه الاموال للمستحقين بعد التحرى وبعد بذل الجهد واذا بذل الجهد فكل مسؤول عن نفسه اذا بذل المعنيون جهدهم فى ايصالها الى المستحقين وتحروا قدر الاستطاعة فمن تغلب على هذه الامور أو زور او كذب فان امره الى الله مستشهدا بقول النبى صلى الله عليه وسلم يقول : أنى لاعطى الرجل العطية يقفل بها يتأبطها جمرا " كما استشهد من سال الناس تكثرا فانما يسال جمرا فليستقل او ليستكثر.
واضاف سماحة المفتى العام للمملكة : فليتق المسلمون ربهم ولا يعينوا بعضهم بعضا على الخطأ ومن راه غنيا فلينصحه وليكن أنت أخذت وقت الحاجة واذا أغناك الله فدعها لغيرك ودعها لمستحقين غيرك ولا تزاحم الفقراء ولا تزاحم المحتاجين .
ودعا الضمان الاجتماعى وصندوق البر الى تجديد المعلومات وقال : ينبغى للضمان الاجتماعى وصندوق البر أيضا أن يجددوا المعلومات ما بين كل اونة وأخرى يجددوا المعلومات عن كل مستحق فتعرف كل انسان تغير حاله وازدانت أيضا وأغناه الله بعد فاقته ويسر الله له بعد عسر فلا يحل له أن يأخذ ولا يحل لمن يعلم أن يستمر فى عطائه فتسجيل المعلومات والبحث عنها والتحرى بقدر الدقة والامانة أمر مطلوب لاننا لسنا نسعى فى تكريس الكسالى واعانتهم وانما هى علاج ووقاية ومساهمة ومن أغناه الله عنها فليدعها الى غيره هذا هو المطلوب.
ودعا الله فى ختام كلمته أن يعين الجميع على الخير وأن يجعلهم أعوانا عليه وأن يوفق الله سمو أمير منطقة الرياض على جهوده وخدمته لهذا المرفق ولمن كان عونا له فيه .
بعد ذلك قدم عرض عن الوضع المالى للجمعية.
بعدها القى صاحب السمو الملكى الامير سلمان بن عبدالعزيز الكلمة التالية...
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الكريم .
أيها الاخوة ..
يسرنى أن أرحب بكم فى هذه الليلة المباركة من ليالى رمضان شهر الخير والبركة وشهر البر .. يعجز لسانى عن شكر من ساهم وساعد هذه الجمعية وفروعها فى عملها الخيرى وأسال الله له عز وجل أن يخلف عليه بالخير الكثير والعمل الصالح أن شاء الله .
أيها الاخوة ..
لقد تحدث الامين العام فى كلمته عن نشاطات الجمعية وفروعها والجمعيات الاخرى التى تستظل بهذه الجمعية .. والحمد لله أن هناك فى كل أحياء الرياض ونواحى الرياض كمدينة فرع للجمعية اضافة الى جمعية الشيخ عبدالعزيز بن باز / رحمه الله / لمساعدة المحتاجين للزواج والاسكان الخيرى وهناك جمعيات أخرى غير جمعية البر فى الرياض لاغراض عديدة ونشاطات عديدة .. وهى والحمد لله كلها تلقى الرعاية من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى عهده الامين وسمو النائب الثانى ومن الدولة ككل ومن وزارة الشئون الاجتماعية كراعية لهذه الجمعيات ومسئولة عنها .
وأنا والحمد لله مسرور جدا أن نرى هذا التجاوب من المواطنين نحو اخوانهم المحتاجين الذين أمرنا الرب عز وجل أن نحسن اليهم ونبرهم .. وكما قلت بين الامين العام نشاطات الجمعية وأهدافها وما عملت بشكل موجز وفى التقرير شىء مفصل .. وأحب ان أقول كذلك ان كل محافظات الرياض فيها جمعيات بر فى كل محافظة ..بل بعض المدن فى بعض المحافظات كل مدينة لها جمعية بر والحمد لله هذا خير كثير .. كما هناك فى كل أنحاء المملكة شيئ مشابه لما نحن فيه الان .... اذا سأكتفى من تعداد المشاريع أو تعداد النشاطات وأكتفى بكلمة الامين العام .. وهنا سأذكر كلمة سماحة الشيخ عبد العزيز وهى كالعادة كلمة ضافية كلمة والحمد لله تدخل القلب .. لكن الكلمة اليوم وأقولها بصدق والحمد لله أنها كلمة منهج منهج للبر لعمل البر لكيفية عمل البر لمردود عمل البر وكيفية الموازاة فى العمل ومن يستحق البر أعنى من يستحق أن يدفع تبرعات الزكوات أو التبرعات أو الصدقات لذلك أطلب من وسائل الاعلام أن تنشر وتذيع كلمة الشيخ عبد العزيز بحذافيرها كلها .. لانها الواقع منهج لهذه الجمعية ولكل الجمعيات فى هذا العمل الخيرى.
وأسال الله عز وجل أن يجمعنا دائما على البر وعلى الخير والتقوى .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اثر ذلك تسلم سمو أمير منطقة الرياض درعا تذكارية بهذه المناسبة من جمعية البر بالشمال.
حضر الحفل سماحة مفتى عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وادارات البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ ومعالى وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم ال الشيخ.