قيام الليل من افضل الطاعات، وهو سنة في جميع الاشهر، ويتأكد في شهر رمضان المبارك، وقد جاءت النصوص من الكتاب والسنة تحث على قيام الليل (والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما) 64 الفرقان. وفي الحديث (عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم وقربة لكم الى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الاثم) اخرجه الحاكم (من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) والحديث عام للرجال والنساء، ولكن من المؤسف اصطحاب النساء اطفالهن الى المساجد فيملأ الصغار منهم المسجد صراخا وبكاء، اما الكبار منهم فيتجولون في المسجد ذهابا وايابا وحيث توجد ثلاجات الماء يشربون، ويعبثون ويلقون بالمناديل الورقية هنا وهناك فتحدث الفوضى والضجيج الذي يعكر صفو المكان المعطر بالاجواء الروحانية، والمشاعر الوجدانية، والخشوع المفترض ان يكون، فتتشتت افكار المصلين وتنفصل جزئيا عن الحياة الروحية المنشودة الى الحياة الدنيوية وتأثم هذه الأم بسبب غير مقصود. ولعل حادثة الأم التي حضرت لصلاة التراويح مصطحبة رضيعها عبرة وعظة، ففي سكون المصلين وخشوعهم ارتفع صوت بكاء الرضيع واستمر دون توقف حتى نفد صبر الامام الذي تحدث بصبر نافد في الميكروفون وبصوت جهوري آمرا المرأة بمغادرة المسجد وعدم العودة مرة ثانية الا بمفردها.. وكان موقفا مؤلما ومؤسفا في نفس الوقت، فقد تحولت انظار جميع المصليات الى مكان وجود المرأة التي قامت في ارتباك وخجل تحمل طفلها الذي لا يكف عن البكاء في حال لا تحسد عليه، جريحة محرجة، تتحدث بكلام لم افهم منه سوى جملتين (هل تحرم من الصلاة من لديها اطفال؟ او تلقي باطفالها في الشارع حتى يسمح لها بالصلاة)؟ وجميع المصليات في صمت تام، تعبير وجوههن فقط يتحدث، بعضهن تأثرن بالموقف وحزن، والأخريات ايدن الامام وكنت من بين من ايد الامام بالرغم من تأثري وحزني على المرأة. نبي الهدى عليه افضل الصلاة والسلام امر بالسماح للمرأة بالصلاة في المسجد، كما انه فضل صلاتها في بيتها فليس من الضروري اذا حضور من لديهن اطفال (لا تمنعوا اماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن). لاشك ان حضور النساء للصلاة في المساجد فيه من الفوائد الجليلة الشيء الكثير.. اهمها الاستماع الى المواعظ والعبر والدروس الدينية التي تفيد النساء في معرفة الامور الفقهية التي تخصهن ومن خلال الخطب والمحاضرات الدينية، خاصة الامهات العاملات حيث ان وقتهن لا يسمح باكثر من القيام بالفرض والواجب، وساعة واحدة او ساعتين يقضينها في المسجد خير وبركة، ولكن مع حضور ا لاطفال لن يحقق الهدف المطلوب، بل يزيده تعقيدا، ويتسبب في تشويش افكار المصلين وتذهب روحانية الصلاة والخشوع والمناجاة، وتأثم الام بدلا من ان تؤجر، فلا يليق ان يكون المصلي حاضرا بجسده غائبا بفكره وقلبه كلنا يحب زيادة الاجر ولكن لابد ان نفكر كيف نجني ثماره دون ضرر او اضرار.