استغرب العديد من أهالي محافظة الأحساء من الحملة التي أقامها عدد من أئمة المساجد في المحافظة لمنع دخول الأطفال للمساجد أثناء صلاتي التراويح والقيام خلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك, مبينين أن هذا المنع لا يعد إجراءً تربوياً للأطفال والذين يتسابقون للحضور إلى المسجد في جميع الصلوات ويحافظون على أداء الصلاة جماعة، ولهم دور كبير في المساجد. إلا أن هؤلاء الأئمة يرون بأن منعهم بعدم دخول الأطفال دون العاشرة للمساجد في صلاتي التراويح والقيام يأتي من أجل الحرص على راحة المصلين وعدم اشغالهم بأصوات لعب وتحركات الأطفال في المسجد وخصوصاً في مصليات النساء والتي يكثر فيها الأطفال والذين يتسببون في التشويش على المصلين في المسجد. وكانت مساجد الأحساء شهدت منذ دخول شهر رمضان المبارك إقبالاً كبيراً من المصلين من النساء والرجال والذين كانوا يصطحبون معهم أطفالهم خلال الصلوات الخمس وصلاة التراويح، من أجل تربيتهم على الصلاة جماعة, وغرس حب المسجد في نفوسهم منذ الصغر، إلا أن الأطفال عندما يشاهدون بعضهم في المسجد يتحول الأمر لديهم إلى فرصة لممارسة اللعب والشجار والصراخ مما يتسبب في مضايقة المصلين وذهاب خشوعهم، هذا في مصليات الرجال, أما ما يحدث في مصليات النساء فهو اشد من ذلك والشكاوى منهن من هذه الظاهرة أشد. في البداية تحدث عدد من أئمة المساجد حول ظاهرة حضور الأطفال منهم دون العاشرة إلى المساجد فقالوا إن «الإسلام اعتنى بالأطفال، وأمر الآباء والأولياء بأن يأمروا أبناءهم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين, وأن المكان الصحيح لتعليمهم الصلاة وغيرها من أحكام الشرع هو المسجد, ولقد كان الأطفال يحضرون إلى المسجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم, وكان عليه الصلاة والسلام يخفف الصلاة ويقصرها عندما يسمع بكاء طفل في المسجد». «لا أعتقد بأن منع أو طرد الأطفال من المسجد جائز, لأننا نعتبر استغلالنا لهذا الشهر الفضيل جزءاً من تربيتنا، كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يسمح بدخول الحسن والحسين رضي الله عنهما المسجد وهما صبيان, والمسجد خير مكان لتعليم الصلاة والأحكام الشرعية الأخرى». وأضافوا «لا شك بأن هذا هو الحق وعلينا أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن نعّود أطفالنا على ارتياد المساجد من صغرهم حتى نربيهم على ذلك، ولكن مع ذلك لابد أن نبين أن المسجد ليس مكاناً للعب وتجمعات الأطفال وخاصة عندما يكون المصلين في صلاتهم، وموقف بعض الأئمة من ذلك حرصنا على استغلال هذه الأيام المباركة في التقرب إلى الله بالخشوع والصلاة والدعاء، وصراخ بعض الأطفال ولعبهم يشوش على المصلين ويذهب خشوعهم، فعلى أولياء الأمور تفهم هذا الأمر والتعاون من أجل مصلحة الجميع». مشيرين إلى أن هناك أطفالا فيهم من الأدب والسكينة عندما يتواجد في المسجد، وهذا يعود لتربية الأب للطفل وتوجيهه له عندما يأتي به إلى المسجد، واستدركوا قائلين «ولكن المشكلة التي نواجهها في مساجد هي في مصليات النساء والتي تنقلب إلى ساحات للعب والشجار والتشويش على المصليات». من جانبه, قال خالد الحبيل (أب لطفل عمره أربع سنوات) «حزنت كثيراً عندما سمعت بعض المصلين ينهرون الأطفال ويرفعون أصواتهم وهذا أمر مؤسف للغاية, وقد يؤثر كثيراً على نفسية هذا الطفل ويجعله يكره المسجد، فنحن نأخذ أطفالنا إلى للمسجد لتتعلق قلوبهم بها وتحبيبهم في الصلاة ودروس العلم، فتكون النتيجة كره الطفل للمسجد بدلاً من التعلق به, فيرفض الذهاب إليه متذكراً هذا الموقف ومتخوفاً من الآخرين». وأضاف «لا أعتقد بأن منع أو طرد الأطفال من المسجد جائز لأننا نعتبر استغلالنا لهذا الشهر جزءاً من تربيتنا، كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يسمح بدخول الحسن والحسين رضي الله عنهما المسجد وهم صبيان, والمسجد خير مكان لتعليم الصلاة والأحكام الشرعية الأخرى. في حين قالت سلوى المري إن «بعض المصليات يحتججن على وجود الأطفال حينما يثيرون الضجة ويلعبون في الجهة الخلفية للمصليات, واحتجاجهن بحد ذاته يثير ضجة أكبر من ضجة الأطفال, ويؤدي ذلك إلى انتقال صوتهن إلى جهة الرجال، ولكن ينبغي التحدث مع الأم في الوقت الذي يكون بين كل ركعتين». وأضافت إن «صلاة المرأة في بيتها أفضل ما دامت لا تستطيع أن تأتي إلى المسجد بسبب أطفالها، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها».