بالرغم من ان (ملتقى القافلة النسائي) كان جميلا وناجحا من جميع النواحي وبكافة فعالياته بشهادة جميع الزائرات الا ان اكثر ما اسعدني واثلج صدري هو اعلان اسلام ثلاث نساء (كافرات) من العاملات في المنازل بعد ان حضرن محاضرة الداعية السيرلانكية (ام معاذ) وقد كانت المحاضرة بعنوان (ميزة الاسلام بين الاديان الاخرى) تملكني شعور غريب لا استطيع وصفه وانا استمع اليهن وهن يرددن شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الواحدة تلو الاخرى بالعربية تارة وبلغتهن (التاميلية) تارة اخرى.. البهجة كانت تملأ المكان وتشيع جوا من الطمأنينة في ارجاء قسم الدراسات الاسلامية بكلية الاداب واعود فاقول مرة اخرى هو شعور لايمكن وصفه وكأنني انظر الى ميت قد عاد الى الحياة او غريق اشرف على الموت في بحار الشرك والظلمات ثم نجا الى شاطىء الخير والهدى. الاولى (جوارتي) التي اصبحت (مريم). عملت في المملكة لمدة ست سنوات لدى ام عبدالعزيز ووجدت لديها المعاملة الحسنة والحرص على حقوقها كعاملة في المنزل مما جعلها تفكر بان الاسلام شيء طيب والمسلمون طيبون وبعد ان حضرت المحاضرة وعرفت محاسن الاسلام واستشعرت فضله قررت الدخول فيه قالت مريم: الحمد لله اشعر الان بالعبودية الحقيقية وان شاء الله ساعبد الله بصدق وفرح لان الله سيستجيب دعائي فهي الان تعرف فضل التوكل على الله والدعاء وتفهم حقيقة العبادة. كما ذكرت مريم ان زوجها مسلم ويدعى محمد وسيفرح باسلامها كثيرا. واضافت مريم ان ولدها يدعى (نيسانكا) ومن اليوم ستحاول دعوته الى الاسلام. الكفيلة ام عبدالعزيز ذكرت انها لاول مرة تعلم بان خادمتها البوذية متزوجة بمسلم وهي خادمة جيدة وقد حاولت دعوتها باللين والرفق خلال السنوات الماضية كما انها كانت تحضر لها الكتب والاشرطة لدعوتها وحينما علمت بالمحاضرة المقامة في الملتقى للسيريلانكيات غير المسلمات احضرتها معها لعل وعسى والحمد لله هاهي اسلمت وانا اعدها ان كان اسلامها صحيحا وعن اقتناع ان اذهب بها لاداء مناسك العمرة حيث انها ستسافر بعد شهر في اجازة الى بلدها. @ الثانية (راني) وقد اختارت لنفسها اسم (عائشة). هندوسية عملت في الرياض لمدة عامين وهي الان في الدمام منذ عام ونصف تعمل لدى عائلة تحدثها عن الاسلام دائما وتشجعها على الدخول فيه ولكنها كانت تسمع فقط اما الان فقد اختارت الدخول في الاسلام بقناعة تامة بعد ان حضرت الدرس وفهمت قدرة الله وعزته بالايات الكونية التي ذكرتها (ام معاذ) وهي الان مطمئنة بان الله سيستجيب دعاءها لان له قدرة تقول عائشة: هي الان فرحانة وسعيدة لانها قررت ان تعبد الله حق عبادته وان تبلغ هذا الدين لزوجها واهلها. فقد علمت من خلال المحاضرة ان حصول الطمأنينة النفسية والاستقرار الذهني لمن قال لا اله الا الله وعمل بمقتضاها لانه يعبد ربا واحدا يعرف مراده وما يرضيه. @ اما الثالثة فهي (لينا) كما اطلقت عليها كفيلتها بعد اسلامها وقد كانت تحمل اسم (مالني) قبل الاسلام عندما كانت على الديانة النصرانية: وقد عملت اربع سنوات وثمانية اشهر في عمان بينما لم يمض على قدومها الى المملكة العربية السعودية سوى شهرين فقط ولديها معرفة جيدة بالانجيل وقد عرفت من خلال المحاضرة ان المسلمين يحترمون عيسى عليه السلام ويقدرونه اكثر من النصارى انفسهم لانهم لا يقولون بان عيسى مات ثلاثة ايام ثم قام بل يقولون بان الله رفعه اليه كما انهم يصدقون برسالته الانجيل ويؤمنون بانه عبدالله ورسوله وهناك سورة باسم (مريم) بينما لا توجد سورة واحدة في القرآن باسم احدى زوجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقد ذكر اسم الرسول محمد في القرآن الكريم اربع مرات بينما ذكر عيسى عليه السلام اكثر من 25 مرة وبذلك فهمت ان الاسلام شيء رائع. والعائلة التي تعمل لديها تعاملها معاملة حسنة بل ويدرسونها عن الاسلام وتعاليمه السمحة بعد هذه الكلمات توجهنا للاخت (ام معاذ) الداعية بالمكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات (جاليات السوق) التي ذكرت انها تلقي دروسا في المستشفيات والمستوصفات والمدارس حسب الطلب كما ان لها جدولا خاصا بالدورة الشرعية بمقر المركز كل يوم اربعاء من بعد صلاة العشاء وحتى العاشرة والنصف بالاضافة الى جدول خاص لدعوة غير المسلمات الى الاسلام مع توعية المسلمات في العقيدة الصحيحة والاخلاق الاسلامية. كما ذكرت ام معاذ: انه من الواجب على الجميع حمل هم الاسلام وخدمة الدين الاسلامي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وهو اكمل الاديان وافضلها وقد حوى من المحاسن والكمال والصلاح والرحمة مالا نستطيع حصره. وقال قال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في كتابه (الدرة المختصرة في محاسن الدين الاسلامي): "ان من اكبر الدعوة الى دين الاسلام شرح ما احتوى عليه من المحاسن التي يقبلها ويتقبلها كل صاحب عقل وفطرة سليمة فلو تصدى للدعوة الى هذا الدين رجال يشرحون حقائقه ويبينون للخلق مصالحه لكان ذلك كافيا كفاية تامة في جذب الخلق اليه لما يرون من موافقته المصالح الدينية والدنيوية ولصلاح الظاهر والباطن من غير حاجة الى التعرض لدفع شبه المعارضين والطعن في اديان المخالفين". واضافت ام معاذ: ان عقائد هذا الدين هي التي تزكو بها القلوب وتصلح الارواح وتتأصل بها مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال وشرائع الاسلام الكبار بعد الايمان كلها تحتوي المصالح الدنيوية والمصالح الدينية وتبعد الانسان عن سخط الله وعن سخط الناس وترشده الى حياة فيها الطمأنينة والراحة النفسية.