اكتسب سوق النساء الشعبي بمحافظة النعيرية شهرة واسعة بالمحافظة والمناطق القريبة منها حتى وصل صيته إلى مناطق خارج المنطقة الشرقية، حيث يقصده الكثير من الزوار لمشاهدة وشراء ما يعرض فيه من مصنوعات عملتها وأبدعت في صنعها يد المراة البدوية في النعيرية. (اليوم) توجهت إلى السوق وتجولت بين بسطاته ونقلت مايدور في ساحاته. الربيع مميز في صباح كل خميس يجد السوق إقبالاً منقطع النظير حيث يتوافد عليه الكثير من الزبائن الذين يأتونه من أماكن متفرقة قريبة وبعيدة، ويكون الإقبال على السوق أكثر وأكثر في فصل الربيع خاصة من الأخوة الأشقاء الذين يأتون من الكويت وقطر والإمارات لزيارة أقاربهم في النعيرية ويجدونها فرصة لا تفوت لزيارة السوق والاستمتاع بمشاهدة ما يعرض داخله وشراء ما يحتاجونه. كفاح نساء كبيرات في السن يأتين من محافظة النعيرية ومن المراكز والقرى القريبة منها، ويبدأن في البيع مع طلوع الفجر من كل يوم حتى قبل مغيب الشمس، ورغم قسوة الظروف وحرارة الشمس والإرهاق من طول الوقت حيث يمضين في البيع لأكثر من (12) ساعة يوميا إلا أن البدوية في محافظة النعيرية ضربت أروع الأمثلة في الكفاح الإنساني والصبر والتضحية من أجل كسب لقمة العيش لها ولافراد اسرتها خاصة وأن بين البائعات من يعول الأيتام ويتولى النفقة عليهم. بسطات السوق منظم على شكل بسطات من شباك حديدية وضعت فوقها أشرعة قامت البائعات بإصلاحها على حسابهن وتقدر عدد البسطات ب (100) بسطة تمتد بشكل طولي بحوالي (700) متر تقريباً متشابكة بعضها مع بعض كالسلسلة ولا يفصلها عن سوق الاغنام إلا طريق مسفلت بعرض (20) مترا. تراث يباع في السوق الأشياء التراثية التي أتقنت صناعتها يد المرأة البدوية بمحافظة النعيرية وخاصة ما يستخدم ل (الإبل) مثل (الشداد) المصنوع من ليف النخل والخشب والذي يضعه صاحب الإبل على ظهر الإبل قبل ركوبه (الخرج) المصنوع من صوف الأغنام ويوضع على ظهر وجانبي الإبل كوسيلة لحمل الأشياء وهو يشبه إلى حد ما الشنطة اليدوية. ويوجد أيضا (الشمايل، والمراير، والجنايب) وكلها تستخدم للإبل وتتوفر بشكل كبير داخل السوق وهناك أيضا(الصميل) هو ما يصنع من جلد الأغنان لحفظ اللبن والحليب ويتم خض الحليب بواسطته حيث يعطي اللبن طعماً مميزاً ولذيذاً، ويباع في السوق ايضا(السمن البري، والاقط). سمن بري وأثناء جولتنا داخل السوق سألت أحدى البائعات عن مدة الإقبال على السوق فقالت: الإقبال في الوقت الحالي (حليل) ومع دخول فصل الشتاء يزداد الإقبال ويكون أحسن إن شاء الله، وأن أكثر الأشياء المرغوبة والمطلوبة هي الاشياء التراثية التي تخص الإبل والتي نعملها بأيدينا، وعن سعر السمن داخل السوق قالت: السمن البري الطيب يصل سعره إلى (120) ريالا وإذا اردنا أن نكسب نبيعه بأقل من هذا السعر. وفي فصل الربيع يكون سعره أغلى، وعن كيفية وزن السمن وكيفية معرفة حجمة مع العلم أن البائعات لا يستخدمن الميزان في البيع قالت بائعة أخرى: نحن نشتري علب فارغة مخصصة للسمن بمقاسات مختلفة ونعرف كل علبة بحجمها من البائع. وعن طريقة تحضير السمن البري قالت: نأخذ الحليب ونقوم بخضه ب (الصميل) حتى تظهر زبدته ونجمعه في قدر ونضعه على النار حتى (يموع) ثم نضيف إليه البزار والملح والبصل والطحين والحجرة ونطبخه على النار لمدة ساعة ونصف ثم يكون صالحا للاستعمال. وعن معرفة السمن الأصلي من المغشوش قالت: السمن البري الطيب والأصلي يعرفه أصحاب الخبرة بالسمن من رائحته وطعمه. الأقط وأثناء جولتنا التي أستمرت ساعتين وجدنا إحدى البائعات وهي تبيع (الاقط) على أحد الأخوة الأشقاء الكويتيين وسألته عن سبب مجيئه للسوق: فقال: أحرص دائما إذ حضرت للنعيرية أن أزور السوق واشتري منه الاقط فما يباع فيه من الاقط من أطيبها وألذها مذاقا. وعن الاقط وأنواعه قالت إحدى البائعات: أولا الاقط عند البعض يسميه(مضير) ويسميه البعض (بقل) وبعض الاقط يأتيك لونه أبيض وهو ما يتم خضه بمكائن كهربائية وأما ما ياتي لونه احمر فهو الذي نقوم بخضه ب (الصميل) وعن طريقة تحضيره قالت: نروب الحليب في (الصميل) وإذا ظهر الزبد اخذناه وعرضناه على النار ثم نقوم بتجليفه باليدين ولذلك تظهر بصمات أيدينا عليها ومن ثم نضعه بالشمس لمدة ثلاثة ايام حتى يكون جاهزاً للأكل. ونفت أن يقوم البعض من النساء بتحضير الاقط بحليب (النيدو) وعن سعره قالت: الكيس الصغير ب (20) ريالا وفي الربيع يكون سعره أغلى لأن الإقبال عليه يكون أكثر ولأن طعمه يكون أفضل. وعن المطالب التي يريدون نقلها عبر (اليوم) للمسؤولين بمحافظة النعيرية قال بعضهن نحن نطالبهم بوضع مكان خاص بنا يكون على شكل مجمع شبيه بالقيصرية بدلا من وضعنا الحالي حيث لا يمكن للزبائن أن يتنلقوا بين البسطات بارجلهم لانه يصيبهم بالإرهاق فيضطرون للأنتقال بسياراتهم مما يثير الغبار علينا، ومن مطالبنا الأساسية أيضا والهامة جداً توفير دورات مياه خاصة بنا فنحن نقضي ساعات طويلة في البيع ونحتاج لدورات مياه بشكل مستمر ورغم ان هذه البسطات لها سنوات طويلة إلا أن هذه الخدمة غير متوفرة حتى الآن، ونتمنى أيضا أن يتم إيصال الكهرباء لنا فنحن بحاجة إليها وخاصة في فصل الصيف. مشاهدات من السوق @ زبائن السوق كانوا من جنسيات مختلفة فإضافة إلى السعوديين فهناك الكويتيون والقطريون والإماراتيون والمصريون والسودانيون وغيرهم. @ أحد الأخوة المصريين شاهدته بعد أن اشترى (الصميل) وعندما سألته عن السبب قال سآخذه معي إلى مصر عندما أنزل في رمضان لأقوم بخض الحليب وأذوق طعمه بها فقد ذقت طعمه بالنعيرية فوجدته لذيذاً فقررت ألا أذهب الى مصر إلا وهو معي @ بعض البائعات لهن اكثر من عشرين سنة وهن يبعن في السوق فهن يعتبرن من مؤسسات هذا السوق الشعبي.