اعتبر مراقبون زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، الى القاهرة اليوم، صفحة جديدة لتوطيد العلاقات المصرية الروسية، ستؤثر على تشكيل خريطة الشرق الأوسط, كما انها خطوة في اعادة صياغة العلاقات، ولاسيما بعد تراجع نفوذ السيطرة الأمريكية فى مصر، وموقفها المتذبذب من ثورة 30 يونيو, وتهديدات واشنطن المتكررة بقطع المعونة العسكرية. واعتبر خبراء استراتيجيون الزيارة بمثابة البداية لتعاون عسكرى افتقدته مصر لنحو 40 عاماً. تعاون موسع وأكد وزير الخارجية نبيل فهمي، ان مصر ستتوسع في التعاون العسكري مع روسيا بعد تعليق واشنطن جزءًا من مساعداتها العسكرية لمصر، وأن توسيع التعاون العسكري مع موسكو لا يعني تراجع العلاقات المصرية الاميركية، وأوضح أن الاجتماع الرباعي بين وزراء خارجية ودفاع مصر وروسيا سيبحث قضايا ثنائية لتنمية العلاقات بين البلدين اقتصاديا وسياسيا وأمنيا وعسكرياً. وأضاف أن الاجتماع سيتناول عدداً من الملفات في المنطقة منها عملية السلام والأزمة السورية والحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل فى الشرق الاوسط. استعادة مكانتها وقال اللواء محمد علي بلال الخبير الإستراتيجي، إن زيارتي وزيري الدفاع والخارجية الروس، دليل على أن مصر تحاول استعادة مكانتها في العالم. وأضاف ل»اليوم» أن الزيارة أثارت قلقا أمريكيا بدليل، قيام أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي بزيارة مصر، وذلك لمعرفة التطور الذي لحق بالسياسة الخارجية لمصر، والإعلان عن تغير موقفهم تجاه الثورة. دعم عسكري وقبل يومين من زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين، وصلت سفينة العسكرية الروسية للإسكندرية والمعروفة ب»فارياغ» إلى ميناء الإسكندرية، صباح الاثنين، وسط استقبال رسمي من القوات البحرية المصرية، وتعتبر أحد أهم وحدات الأسطول الروسي وسوف تتولى مسؤولية التشكيل العملياتي الدائم لسلاح البحرية الروسية في البحر المتوسط وتحمل «فارياغ» على متنها وحدات لمشاة البحرية، ومروحيات قادرة على تدمير الغواصات وتنفيذ عمليات مكافحة القراصنة. يأتي ذلك في الوقت الذي أشارت فيه صحيفة «كوميرسانت» الروسية إلى أن توريد السلاح الروسي لمصر قد يكون الموضوع الرئيسي المدرج على جدول المباحثات الروسية المصرية المرتقبة بين وزراء خارجية ودفاع الدولتين. وصرح مسئول رفيع المستوى في شركة «روس أوبورون أكسبورت» المتخصصة في تصدير الأسلحة والمعدات الروسية إلى الخارج يوم الجمعة الماضي، بأن روسيا مستعدة لتزويد مصر بالسلاح. قلق أمريكي بدوره أكد المستشار أحمد الفضالى، رئيس وفد الدبلوماسية الشعبية، أن زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، سوف تُحدث قلقا في الجانب الأمريكي، مشيراً أن أمريكا تدفع ثمن أخطائها وأنها هي الخاسرة، لانها لم تقف مع مصر في ثورتها منذ البداية. وقال في تصريح ل»اليوم» ان من شأن الزيارة توطيد العلاقة بين البلدين في جميع المجالات, وفتح آفاق جديدة للتعاون وتبادل الزيارات، وتلك العلاقة قد تثير قلق أمريكا. مؤكدا، أن روسيا لن يكون لها قاعدة عسكرية أو أى شيء مقابل دعم الثورة المصرية، لأن الروس أعربوا عن دعمهم الكامل لخريطة الطريق المصرية، وقالوا: نحن ومصر فى خندق واحد. لا قاعدة عسكرية ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبدالعاطي، زيارة المسؤولين الروس إلى القاهرة بأنها زيارة مهمة وبالغة الدلالة في مثل هذا التوقيت، وأن هناك حرصا من الجانبين على تقوية العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وهذا الحرص ينطلق مع العلاقات التاريخية التي جمعت بين البلدين في فترة الخمسينيات، نافيا ان تكون روسيا طلبت اقامة قاعدة عسكرية لها في مصر، قائلا: هذا كلام لا يُعقل وغير منطقي ولا يليق بدولة إقليمية كبرى مثل مصر بعد ثورتين عظيمتين. بداية تاريخية وعن زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروس، قال مصطفى بكري، إنها بداية تاريخية هامة لإعادة صياغة العلاقات بين روسيا ومصر.