قرأت بتمعين ايضا ما كتبته الاخت مريم محمود السناني تعليقا على تحقيق شيخة الغشري حول الزوجة الثانية، واعترتني انا الاخرى الدهشة لانها لم تفقه الحكمة الاسلامية السمحة الخالصة والصالحة لكل زمان ومكان ولا اظن ان الامر قد تغير واقول لها: يا اخت مريم لا احد ضد ان يتزوج الرجل ثانية وثالثة ورابعة وفق ما اقتضت الشريعة السمحاء.. ولكنك مررت على شرط تحقق العدل في النفقه والمعاملة مرور الكرام فلم تتوقفي عنده كما توقفت عنده الشريعة الحقة اذ قطعت باستحالة العدالة (ولن تعدلوا) فالقلب دائما له اهواؤه فهو يميل الى واحدة دون اخرى حتى وان تحقق شرطي النفقة والمعاملة وان كنا نرى ان الشرط الثاني لن يتحقق بدقة تبعا لاهواء القلب. وما القطع الذي قال به الحق جل وعلا الا دليل واضح على انعدام القدرة على العدالة ولذا قال في الكتاب الكريم (وان خفتم الا تعدلوا فواحدة). ومن هنا يتبين لنا عدالة الخالق سبحانه وتعالى فلا (ضرر ولاضرار) وتتساءلين ياسيدتي عن لماذا الغيرة بين الزوجات في حالة التعدد؟ اعتقد ان هذا التساؤل ليس في محله فثمة تعامل مبشر لا مع حجر. بشر له قلب ومشاعر.. وانا ياسيدتي مع هذه الغيرة واحبذها لانها تدفع للتساؤل لماذا اختار زوجي هذه المرأة بالتحديد؟ وما الذي ينقصني حتى تكمله هي.. الاسئلة كثيرة ومؤلمة وقائمة خاصة اذا لم يكن هناك ما يبرر هذا الزواج.. مثل عدم الانجاب او المرض المزمن او ما شابه او حالة انسانية ملحة. تقولين: اما فيما يتعلق بسوء المعاملة بين الزوجات انفسهن داخل البيت الواحد فهي مسألة يتوجب على الزوج حسمها بشكل جذري وقاطع حتى يكون البيت سعيدا؟ واقول لك: كيف سيحسم اذا كانت العدالة لم تطبق وان ماحدث من سوء معاملة نتج عن سوء العدالة؟ وهل تعتقدين ان سوء المعاملة بين الزوجات ينشأ من فراغ؟ واصلا لماذا يبحث الزوج عن المتاعب والنكد ويتزوج باخرى دون عذر او مبرر؟ اما عن القول بان تعدد الزوجات يحل مشكلة العوانس فهذا قول غير صائب.. اذ انه يزيد عدد المطلقات (اشباه العوانس). اما مشكلة العنوسة فلها حلول اخرى تتصل بالاسرة والمجتمع والعادات وغيرها ويجب التوعية لتعير العديد من المفاهيم حول هذا الامر والا تفاقمت المشكلة ولن يحلها لا الزواج بثانية ولا بثالثة واخشى اننا بالتعدد لا نحل مشاكل, لا العنوسة ولا غيرها لان مشاكل كثيرة ستنجم منها الفقر والتسول والديون وغيرها خاصة ممن لايملكون القدرة او الاستطاعة ويتشبثون بظاهر النص ان القضية برمتها تحتاج الى بحث ودراسة متأنية وتوعية تشارك فيها جهات عدة. ان هناك شباب كثير لا يستطيع الزواج لامر ما فلماذا لا تحل مشاكلهم ومعها ستحل بعض مشاكل العنوسة وهل ثمة امر على العانس من ان تكون زوجة ثانية من اجل حل مشكلتها هل تعتقدين ان هذا هو الحل الامثل انني في النهاية اقول لك علينا ان نفهم جوهر الشريعة حتى لانزج بها في امور نفصلها على هوانا. وادعو الله ان يمنحني انا وانت ازواجا صالحين وبالمناسبة انا اكره هذه الصفة (عانس). خديجة عانس من الدمام