أكدت شركة IDC البحثية أن إمتلاك القدرات المناسبة لجمع ونقل البيانات وتحليل المعلومات في أسرع وقت ممكن هو أكبر التحديات أمام تحول أي مدينة إلى مدينة ذكية، وهي المدن التي تقدم الخدمات فيها إلى الجمهور معتمدة على الأجهزة الذكية التي تستخدم وصلات الإنترنت المتنقلة عالية السرعة. وأوضحت الشركة، في رؤيتها للخصائص المطلوبة للتحول إلى مدينة ذكية، إن أي مبادرة لمدينة ذكية يجب أن تتضمن تحولاً متعدد الجوانب للخدمات والبنية التحتية، وهذا المبادرات يجب أن تؤثر على مجالات عديدة تشمل توفير وسائل النقل والطاقة وخدمات الرعاية الصحية والخدمات الحكومية. وحددت IDC خصائص يجب تضمينها للوصول إلى حلول يمكن اعتبارها ذكية، فلجمع البيانات، يجب تشغيل شبكات نطاق عريض متكاملة لتتمكن من تجميع ونقل البيانات في الزمن الحقيقي أو ما يقرب من الزمن الحقيقي. ويمكن جمع البيانات من برامج وأجهزة متنوعة، مثل أجهزة الاستشعار وعدادات ركن المركبات وأجهزة قراءة التراخيص، أو مباشرة من المواطنين عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي. وأضافت الشركة أنه لكشف وتحليل المعلومات سوف تكون هناك ضرورة لأجهزة روبوتات لمعالجة وترشيح ودمج المعلومات التي يتم جمعها، ويجب دمج البيانات الجديدة مع مجموعات البيانات الموجودة بالفعل. هذا، ويجب اكتشاف التوجهات أو النواتج المتوقعة من استخدام برامج التحليل، بما فيها التحليلات التنبؤية وبرامج التحليل الاجتماعية، ويجب عندئذ عرض المعلومات النهائية بطريقة آلية باستخدام أجهزة القياس وأدوات إدارة الأنظمة أو التنبيهات المخصصة. وأضافت الشركة البحثية “يجب تشغيل آليات للاستجابة للمعلومات التي تم تحليلها، وبالنسبة لكل من الاستجابات الآلية والاستجابات التي تتطلب تدخلاً بشرياً يجب توفر عمليات تسهل تنفيذ الاستجابة بشكل مثالي وقياس نواتج تلك الاستجابة”. وتأتي دراسة IDC بعد أسابيع قليلة من إعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، عن إطلاق مبادرة تحويل دبي إلى مدينة ذكية، كأول مبادرة من نوعها لمدينة عربية. ويعلق موكيش شولاني، مدير الأبحاث بشركة IDC لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على مدى إمكانية نجاح دبي في هذا التحول، قائلا “تتمتع دبي بالفعل بالعديد من المكونات المطلوبة والتي يمكن الانطلاق منها لبناء مبادرة المدينة الذكية، حيث قامت بجهد كبير خلال الفترة الأخيرة لتطوير التقنيات المتنقلة من خلال إطلاق الخدمات عبر الهواتف الذكية”. ومن جانبه أوضح الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، إلى أن تطبيق مبادرة المدينة الذكية في دبي سيتضمن شراكة قوية بين القطاعين العام والخاص في الإمارة. وتقوم الشراكة، التي ألمح إليها ولي عهد دبي، على أن الخدمات التي تقدم للمواطنين والسكان والزوار لا تقتصر على الإدارات الحكومية، وإنما تشمل شركات الطيران ومراكز التسوق والمطاعم والفنادق والبنوك وغيرها من المنشآت الخدمية. يذكر أن الخطة الاستراتيجية التي تستند إليها اللجنة العليا لمبادرة تحويل دبي إلى مدينة ذكية تستند إلى ثلاثة محاور رئيسة لتحويل الإمارة إلى مدينة ذكية في غضون أسابيع قليلة، وهي تنفيذ مبادرات عالية التأثير تتضمن طرح باقة من أهم الخدمات التي يحتاجها الجمهور، ثم وضع خطة عمل طويلة الأجل لضمان تنفيذ واستمرار المشروع، وأخيراً تعزيز مكانة دبي عالمياً كجهة رائدة للإبداع والابتكار.