توقف قطار دوري جميل لكرة القدم (مرة اخرى) مؤقتاً لضرورة وطنية مرتبطة بلقائي الرد لمنتخب المملكة.. أمام المنتخب العراقي الشقيق في الدمام مساء الجمعة 15 نوفمبر الجاري.. والثاني أمام المنتخب الصيني ظهر الثلاثاء 19 منه في بكين ضمن التصفيات التأهيلية لنهائيات كأس امم آسيا المزمع إقامتها في استراليا 2015.. وكما قلنا سابقاً: المنتخب الوطني في جميع دول العالم على العين والراس.. واستحقاقاته من أولويات أي منظمة رياضية في المعمورة.. ولعل توقف الدوري لمدة 18 يوماً جاء بمثابة بارقة أمل لجميع الفرق لتدارك الأخطاء.. وإصلاح المسارات.. وفرصة ذهبية لفرق المقدمة والوسط لعل العطار يصلح ما افسدته حساباتهم الخاطئة.. بل هي حبل نجاة لفرق المؤخرة لتلافي اخفاقاتها. المتابعون والخبراء والنقاد والمراقبون خرجوا بحقيقة لا تقبل الجدل بعد انقضاء تسع جولات فيها (63 مباراة) حتى الآن وأجمعوا على عدم استقرار مستويات جميع الفرق.. وتباين دائم في النتائج والترتيب.. ولا ندري بعد مهلة التوقف من سيرتقي؟ ومن سيهوي؟ وهل ستبقى الزعامة على كرسي هزاز؟ تعالوا نتوقف وبسرعة عند المحطة التاسعة لنشير الى اشتعال وطيس المنافسات.. وارتفاع ملفت في تسجيل الأهداف التي بلغت (27هدفاً).. فيما شهد صراع الصدارة منعطفاً جديداً باسترجاع الهلال المركز الأول ونار حمى فارق النقطة فالزعيم حقق فوزاً بالغ الصعوبة.. وفك عقدة نجران بهدف قاتل قبل النهاية بدقيقة واحدة.. لينطلق نيفيز بنشوة غامرة ويصيح (وجدتها.. حسمتها) كما صاح قبله العالم ارشميدس عندما خرج يصيح (وجدتها وجدتها) بعد اكتشافه بالصدفة قانون الطفو.. لكن لو تحدثنا بواقعية بعيداً عن المدح الزائف.. والذرائع الواهية نقول بأمانة وصراحة ان الهلال لم يقدم العرض المقنع الذي يشفع له بالفوز.. لأن نجران كان نداً قوياً وخصماً عنيداً بنجاحه في نصب فخ تكتيكي دفاعي هجومي متوازن.. فيما النصر الوصيف نفذ من خسارة على أرضه أمام الاتفاق (المنتعش) وخرجا بالتعادل رغم تقدم الاتفاق عليه مرتين أثناء المباراة.. وبرع لاعبو الاتفاق في التعامل مع ظروف ومسارات ومتغيرات اللعب وتفوقوا في الحماس والروح.. ولعبوا أجمل مبارياتهم هذا الموسم واسقطوا النصر عن الصدارة.. وشدوا جماهيرهم باغنية المطرب حسين الجسمي (أنت أكثر شخص يفهم إني مالي مثل غيري.. لا تقارني بغيري).. ويقيني أن التعادل والوصافة للنصر لا يغطيان ارتباك الفريق وسوء مستوى الحارس العنزي الذي تسبب بالهدفين.. وننبه لضعف الظهير خالد الغامدي.. (جهد ضائع.. وتمريرات مقطوعة.. بطء وسوء تغطية).. ونأتي للأهلي الذي ضرب بقوة.. وخطف فوزاً ثميناً وساحقاً بثلاثة أهداف دون رد من الفتح بالإحساء.. جاء الشوط الاول متكافئاً وهادئاً.. والثاني مشتعلاً ومثيراً من طرف الاهلي الذي تفوق في الاداء الجماعي.. والتنظيم الهجومي.. وقفز بفوزه الى الثالث وجماهيره تصدح بأغنية فنان العرب محمد عبده (الأماكن كلها مشتاقة لك).. فيما واصل الفتح عروضه الهابطة التي هي انعكاس للتردي الحاصل داخل الفريق الذي يعاني من ثقوب واضحة في بنيته.. وانعدام الروح والحماس بين لاعبيه.. وما زالت جماهير (حامل اللقب) الصابرة.. تغني للمطرب حاتم العراقي (تاعبني ليه حارمني نومة عيني.. وهو بسابع نومة). ونأتي للشباب الذي تقدم بهدفين في الشوط الأول.. لكن صحوة التعاون أثمرت هدفين متتاليين مع بداية الشوط الثاني ورد هزازي بهدف ترجيحي ثالث ومع الدقيقة الأخيرة سجل مدافع الشباب وليد عبدربه (هدفه الثاني في الدوري بمرمى فريقه) ولا بد من الاشادة بعروض التعاون القوية التي فاقت الطموحات.. وبقدرة قادر نفذ الاتحاد من هزيمة مؤكدة رغم تقدمه بهدفين في الشوط الأول لكن النهضة المارد خرج من القمقم وقلب المباراة رأساً على عقب في الشوط الثاني ونسف التوقعات وخيب الظنون وجندل العميد.. وأحرجه بل وعراه وأوصله الى التعادل 3/3 لما قبل النهاية بعشر دقائق ليمنح الحكم العريني ركلة جزاء للنهضة (مشكوكا في صحتها) ليتقدم النهضة.. فأراد الحكم التعويض فمنح ركلة جزاء مماثلة للاتحاد في الدقيقة الأخيرة (غير صحيحة لا تنزل بميزان ولا بقبان) يعني الحكم (أجا ليكحلها عماها).. ليكون التعادل الذي لا يستحقه الاتحاد.. والواقع أن اخفاقات النهضة السابقة كانت دروساً مفيدة وتبقى قناعتي قوية بقدرة الفريق على العودة والنهوض والتعويض وسهرت جماهيره الوفية تردد اغنية راشد الماجد (صدقوني ماني هين.. وجهي الثاني ما شافو).. وخرج العروبة والشعلة حبايب وتقاسما النقطتين بهدفين لهدفين.. بعد شوط سلبي نتيجة واداءً.. وكان الثاني ساخناً.. وأحيا الرائد بالإصرار وفي الوقت بدل الضائع.. الأمل الضائع وهزم الفيصلي بهدف قاتل في الدقيقة 92 بعد شوط أول ضعيف.. وثان ملتهب تفوق فيه الرائد.. والى اللقاء. [email protected]