تستمر النتائج المتناقضة.. والمفاجآت الغامضة.. والمستويات المتقلبة.. التي خلطت الحابل بالنابل.. ووسعت الاحتمالات لمزيد من الحسابات المعقدة.. وأحدث تغييرات على خارطة التنافس وسلم الترتيب.. وأفرزت حقائق ومدلولات على اهتزاز وتعثر غالبية الفرق بعد ثماني جولات من دوري جميل لكرة القدم.. يعني جلياً سوء تجارب الأعداد.. وفشل المعسكرات الخارجية الترفيهية وتعرّت (بتشديد الراء) أكثرية الفرق لاسيما وأن الحصاد لم يأت متكافئاً مع الزرع.. ولم ينطبق حساب السوق مع الصندوق.. ولهذا أتوقع لدولاب الترتيب استمرار الدوران.. وللفرسان التأرجح حتى يوافق شنن طبقة كقول المطرب الراحل أحمد عدوية (حبة فوق..وحبة تحت) لأن جميع المكاييل والموازين مختلة.. والقوى متقاربة.. وهذا يؤكد ما قلته في مقال سابق (لا قمة دائمة.. ولا صدارة مطلقة لأي فريق) . تعالوا نلقِ نظرة سريعة على أهم ملامح مباريات الجولة الثامنة ونبدأ بهدفي محمد السهلاوي اللذين توجا النصر بفوز سهل.. وسهلا بقاءه في الصدارة ب (20نقطة) وأسقطا الفيصلي من التاسع الى الثاني عشر.. وقدم لاعبوه درساً في التصميم والثقة بالنفس.. والنصر عندما يبدع نستمتع بالفرجة.. وبالمقابل صدمنا بسوء أداء الفيصلي بعد فوزه الثمين على الاتحاد بثلاثية.. وهناك مشهدان لفتا نظري الأول اشراك الفيصلي للمحترف انريكا منتصف الشوط الثاني ثم دفع بالمحترف الألباني في المراحل الأخيرة والمفروض أن يكون دورهما اساسياً ومحورياً.. وليس مكانهما مقعد الاحتياط.. والقبض بالدولار ثمن الفرجة أو المشاركة فقط ربع ساعة.. والمشهد الثاني الظلم الذي لحق بفريق النصر من الحكم صالح الهذلول والشريط برسم لجنة الحكام الرئيسية... ورفع الشعلة (آخر الترتيب) عقيرته في وجه الفتح (حامل اللقب) وعراه وكاد يلحق به شر هزيمة.. ويحقق أول فوز له في الدوري.. لولا براعة البرازيلي ايلتون خوزيه الذي فرض حلاً فردياً بالتخصص وأنقذ الفتح بهدفين من كرتين ثابتتين (الثاني التعادل جاء في الرمق الأخير) والواقع إن الفتح كان سيئاً وخطوطه مفككة.. ولا يستحق حتى التعادل.. ولا ندري كيف تحول ربيعه الأخضر هذا الموسم الى خريف أصفر ..! الهلال قدم أقوى مبارياته حتى الآن وحافظ على وصافته ب (19 نقطة) بعد أن التهم الشباب بالأربعة.. وسطر صفحة ناصعة.. وقدم عرضاً خارقاً.. وأظهر لاعبوه تفوقاً بدنياً ونفسياً وتكتيكياً (وبرز البرازيلي نيفيز بشكل لافت)..وكانوا أشبه بمشط واحد لا شعرة تطول.. ولا شعرة تقصر.. وفجر المدرب سامي الجابر قدراته النوعية بادخال مفاهيم وفلسفات خططية متطورة.. بالمقابل لعب الشباب مباراة سيئة للغاية وظهر ضائعاً وأوهن من بيت العنكبوت في ظل انعدام روح حماس لاعبيه واستحق الخسارة القاسية وهبط للمركز الخامس.. وعلى الاتحاد الذي نال التعادل على أرضه أمام الاتفاق أن ينتبه لأوضاعه المقلقة.. لأن طريقه لن يكون مفروشاً بالورود في ظل تقارب القوى الطامحة واللاهثة وراء مراكز الصدارة.. والعلة ليست بالمدرب بينات.. كفوا بلاكم عن المدربين وفتشوا عن السبب الحقيقي.. فيما جواد الدهناء مازال مستوى أدائه أدنى من التطلعات.. وعشمنا بالمدرب الصربي جوران خلال فترة التوقف بعد الاسبوع التاسع.. عليكم الخروج من عنق الزجاجة التي حشرتم أنفسكم بداخلها، منذ بداية الدوري . نجران عاد بعد نكسة الاسبوع الماضي واسترد المركز الثالث بعد أن هزم العروبة وبات على سن ورمح.. وفرض نفسه بجانب الكبار.. أما العروبة فظهر محيراً وخيب الظنون بمساره الهابط.. ويبدو أنه كان يمر بفترة حمل كاذب وسقوطه للمركز الثاني عشر ينذر بالمخاطر.. ونأتي الى التعاون الذي ألحق الهزيمة السادسة بالنهضة.. وما يقدمه التعاون أفضل بكثير مما تقدمه الفرق الكبيرة لأنه يعرف من أين تؤكل الكتف.. والواقع أن خسارة النهضة السادسة فرضت حسابات حذرة.. ولا شك أن الرائد حقق مبتغاه بالتعادل السلبي مع الأهلي.. ورسخ حضوره.. وتخصص بعرقلة الكبار بتكتيك دفاعي منظم ومحكم.. حبس من خلاله أنفاس الأهلي الذي لم يقدم العرض المقنع.. والى اللقاء . [email protected]