لا يستغنى عن (الحين) التي تخرج من الجيب بسلسلتها الفضية العتيقة لتغدو حلية تزين المعاصم احايين جميلة.. لا نستطيع اللحاق بالزمان وانما نماشيه.. نسير خطاه علنا نصل لاقصى الابارق البعيدة. ابتعدنا لم نعد نجتمع كيفما كنا صغارا.. نلهو ونلعب مرحا بعبقرية الطفولة سويا سويا.. نتماذج وننسج احلاما مخملية.. وتسافر الايام راحلة ابتعدنا مسافات. نلتقي ربما بعد البعاد، نتصافح فنبتسم لكننا لم نعد كما كنا.. صفحات بيضاء املاها حبر الايام بعذوبة مرة.. ربما ندركها ولكننا لانجيد قراءة المشاعر الا ان نحدق كما عيون اسماك ميتة. تتسارع الازمنة حقبة تلو اخرى.. الاسماء لم تتبدل رغم تحول القلوب اين الود والصفاء والمحبة، تلاشت في دروب دوامة المدينة فغدت احياء مدينة الهفوف العتيقة الكوت والنعاثل خرائب قديمة منسية تدفن فيها ذكريات الآباء والاجداد ركامات بالية متهدمة، اوقاف مهجورة لا تستغل او تستثمر. نستنكر ما آلت اليه الوشائج الاسرية وتخلي الابناء عن الآباء وراء الانشغالات التي احرقت روحنا وصورنا القديمة فتقطعت روابط الرحم واغلب الصلات الاخوية سوى من اسلاك واثير. انطفأ وهج عهد الفريج والتزاور بين الجيران والتسيورة.. تلاشت رائحة الريحان وعبق السمسق، الاحبة افترقوا ولم تبق سوى الاطلال ثم اين التواد في صحراء حياة الازواج القاحلة.. التهمته الازمنة، ابتعدوا، افترقوا. تنتظر الامهات والاباء قدوم ذاك المسافر بالغد القريب وتمر الايام وتليها السنون ربما يأتي او لا يأتي وتمضي لحظات العمر الجميلة في سجن الذات ومسافات الانتظار كذلك الطفل اليتيم حزين ينتظر مقدم اباه بدموع ساخنة ومهجة حزينة. اين نحن لماذا ابتعدنا.. ابعدتنا المسافات.. وزيف المظاهر والاقنعة والمنازل العالية الاسوار والسيارات الفاخرة والطائرات السريعة اين نحن؟ المسافة قبل الاخيرة: تغيب عنك الحكايات المعاني الابارق. تشكك الدار وتخلد لرده من الزمن متعدية حدود الذاكرة نتوقف امام حافلة الذكريات وبين ممرات المدن ودواعيس القرى تهدينا قلبا وحكاية ليلة مقمرة.