الساعة الثانية بعد منتصف الحب.. وقلبي أملس مثل هذا الليل الذي ما اكتفى من حشد جنائز سواده.. وما توارى خلف شرفاته البعيدة.. وإنما راح يسجنني في نواصيه.. فلا استفيق على منجل يحصد نبضي كل ليلة ويرسل محصوله إليك كي تقتاتني صباحاتك ويشع صوتك مخمليا هادئا يسألني... أين كنت طوال المساء؟؟ وكيف استلفت هذه الحروف العطرية من أظافر الليل لتكتبي لي كل ليلة؟ لماذا لا تنامي؟؟.. فأرد: أخشى أن تصادر أحلامي مقاهيه أخاف من غدر عتمته.. فأنا البطلة الوحيدة في قصة معلقة بن أرغفة القمر إذا ما حل في يوم الرابع عشر.. قرنفلة بيضاء. وأنا الصبية التي تعاود الركض خلف كؤوس الليل حتى لا تندلق على ثوب صبحك فتعود وحيدة بلا فارس ولا حراس.. ولا خيول وأنا البطلة غير المتوقعة لقصة لا تحدث دائما.. قصة غوايتك وتقصيك واحتراقي بك وحكاياتي مع ترف انتظارك حتى تعود لتطفو صفحة الماء صورة تتشكل لوجهينا.. وكأننا لا نصدق حكاية التورط مع جيوش الليل ومعركة يخوضها أعزلان من جميع أسلحة الدفاع ضد أعداء مجهولين.. لحبيبين ما ادخرا لمفاجأته أكثر من الصمت.. والانتظار... والشرود. الثانية بعد منتصف الحب.. وعصافير المساء لم تكف عن نقر حبات قلبي ثم تعود في كل ليلة لتمارس اشتهاء التكرار. وأنت ضلعي المكسور في جنبي وخنجر ينغرز في القلب أنة لشراع توجعه لهفة الريح.. كانت حكاية... وصارت حكايات.. كلها أنت.. كلها عينيك.ومنابت للسنابل وغدران الحياة إذا ما أردت أن أمعن النظر في لوحة كلها مواسم. قلت لي.. نامي قليلا وسأحرسك طوال الليل... سأجلس القرفصاء على بوابات أحلامك حتى لا تنطفئ النجمات وحتى لا تعود جيوشنا مهزومة.. كفاك انتظارا. فحدوث العاصفة أهون من انتظارها... نامي على كتفي حتى لا يذبل العوسج المشرع بيننا وحتى لا يئن الليل منا.. ويهرب كطفل مذعور.. نامي لآخذك في نزهة لحمامتين متشردتين تحت أسياخ المطر.. كل ذكرياتنا مع هذا الاتشاح السمائي من بقايا الغيمات وأنت جلنارة الصبح إذا ما غادر الليل.. وبدوت لي.. فنارة تطل بعد العتم.. ليس هناك ما يوجع العاشقين أكبر من مفاجآت القدر.. يضع لهم مخدرا في شرايين الوقت... ثم يفاجئ القلوب بعد منتصف الحب.. حيث اللا عودة واللا أنين.. يفاجئ المسافات ومشاتل الانتظار فأغفي قليلا على كتفي لأقطف لك من هذا المطر غرفة شوق ترشفينها قبل أن تتسرب من يدي.. وتسقين بها طائرا جريحا اسمه قلبي.. بعد منتصف الحب.. تصبح المنعطفات إجبارية.. لا خيارات فيها.. كما هي المواسم تأتي رغم أنوف الشجر ورغم قسوة الأرصفة.. يصبح الحياد..حتميا كياسمين دمشقي يسكن المنعطفات... نامي... قبل أن يمر الدمع من هنا واتركي عيون قطارنا الحزينة تغادر كل المحطات.. تعالي لنتبادل هدايانا تحت زخات المطر ونحسب ارتعاشة النبض قطرة قطرة. لقد أغوتنا الغابات والأحراش بخضرتها.. كانت يدينا لا تفترقان.. كنا نسابق الفراشات الملونة إلى النهر.. والآن نرقب آلاف الطرق ولا طرق. نامي.. فلا أكثر نشوة.. من اشتهاءات المطر ولا أكثر غبطة من لهفة غريق إلى رشفة هواء.. دعيني أبكي بين يديك قليلا.. فأنا طفلك المدلل أعرف أني مستعص على نسيانك.... فلا تفوتي من الشمس ابتساماتها ولا من الليل انطفاؤه. نامي قليلا.. أما قلت لك أني سأحرس ما استطعت من عنفوان الحكاية.. أما النهايات البليدة المفتوحة.. فلا طريقة لاختيارات النهاية..