التقى معالى وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ مساء امس الاول بالائمة والخطباء فى مدينة الرياض وذلك بمقر الوزارة بالرياض . وفى بداية اللقاء القى معالى الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ كلمة للائمة والخطباء عبر فى بدايتها عن سروره بهذا اللقاء الذى يأتى فى اطار التشاور والتفاهم وفى اطار البحث الشرعي العلمى الذى يحتاجه دائما الكبير والصغير مؤكدا أن أعظم ما يتنافس فيه المتنافسون هو العلم ومقتضيات ذلك ومن يريد الله به خيرا يفقهه فى الدين . وأوصى معاليه الائمة والخطباء بالازدياد من العلم مؤكدا أن العلم أفضله وأعظمه هو العلم بكتاب الله " جل وعلا " والعلم بسنة رسوله " صلى الله عليه وسلم " القولية والعملية والهدي النبوى والعلم بما كان عليه الخلفاء الراشدون وأئمة الاسلام من السلف الصالح من التابعين ومن بعدهم لافتا الى أن العلم منه ما هو مجمع عليه ومنه ما هو مختلف فيه وأن المجمع عليه ظاهر فى وجوب الالتزام به والمختلف فيه يجب تحري الحق فيه وأنه اذا أشتبه الحق فان المرء يأخذ فيه بالاحتياط لدينه والسلامة لنفسه ولمن حوله اذا لم يظهر له الصواب فى ذلك. وأبان معالى الوزير أن الهدى فى القران العظيم ولذلك سماه الله "جل وعلا " نورا وهدى وفرقانا لانه هدى من الضلالات ولانه نورا عند حلول الظلمات ولانه فرقان بين الحق والباطل بين أهل الاهواء وأهل الشهوات . ولفت معالى الشيخ صالح ال الشيخ النظر الى أن أهل السلف حذروا فى وقت الفتن ووقت تقلب الامور واختلاف الاحوال ووقت الاختلاف حذروا من الكلام الذى قد يفهم على غير وجهه مؤكدا أنه هنا يأتى دور تقليل الكلام لئلا تكون التبعة عليك .وأوضح أن القرآن الكريم هو كلام الله " جل وعلا " وهو الحجة الماضية معربا معاليه عن أسفه فى أن بعض الخطب أو بعض المحاضرات يقل فيها الاستدلال بكتاب الله " جل وعلا " وقال معاليه انه حضر عددا من الجمع فى مساجد مختلفة ولم تأت الى آية والنبى صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يقرأ فى خطبه القرآن . وشدد معاليه على أن وعظ الناس يجب أن يكون بالقرآن الكريم الذى هو الاساس ووعظ القرآن هو أعظم وعظ.. ولهذا نقول فى آخر الخطبة وأنفعنا بما فيه من ايات وذكر حكيم مبينا أن سبب الانحراف الذى جاء أمة الاسلام هو ضعف الاستدلال فى خطب الجمعة موصيا معاليه بأن يكون الخطيب والداعية مستوعبا لادلة المسالة أو الموضوع من القران وقال ان وعظ الناس بالقرآن هو الاساس ووعظ القران هو أعظم وعظ نقول فى آخر الخطبة وأنفعنا بما فيه من ايات وذكر حكيم لانه لا يمكن أن تعظ الناس بدون دليل لانه ان لم تغرس للناس فى خطب الجمعة وفى المحاضرات الالتزام والرجوع الى الكتاب والسنة فانه سينفد أهل الاهواء وربما ليس الآن فى المستقبل . وحذر معاليه الائمة والخطباء من تنامي التدين بالشك فى الناس مفيدا أن الله جل وعلا نهى عن هذا الامر ولان ذلك يسبب شرخ فى وحدة الناس وهو من أسباب بلبلة القلوب واذا وقعت فى القلوب البلبلة حصل الفساد فى الكلمة والله جل وعلا أمرنا بقوله : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأمرنا النبي " صلى الله عليه وسلم " بالجماعة وحضنا عليه ونهانا عن الفرقة بل قال عليه الصلاة والسلام الجماعة رحمة والفرقة عذاب والناس يحتاجون الى توجيهات كثيرة وموضوع الانترنت وما يجرى فيه يجب أن يعظ بعضنا بعضا فيه وأن نوجه الناس بحكمة والذى لديه قدرة يشارك فيه ويبين وينصح من تجاوز . ووجه معالى الوزير الائمة والخطباء بالاعتناء بالمشكلات الواقعة التهذيبية لان المحافظة على رأس المال أولى من الكلام على أمور أخرى وقال : فلنحافظ على رأس مالنا وهم هؤلاء الشباب وهؤلاء الملتزمون وهؤلاء أهل الدين والخير نحافظ عليهم بتربيتهم وبارشادهم وبالزامهم بالموعظة الحسنة وبين معاليه أن شهر رمضان مناسبة مهمة ينبغى الاستفادة منها فى هذا الجانب . وحث الشيخ صالح ال الشيخ طلبة العلم وخطباء وأئمة المساجد بالاكثار من التناصح فيما بينهم محذرا من انتشار ظاهرة النقد والغيبة بين الناس أكثر من التناصح وقال : ان هذا خلاف حقوق الايمان وحقوق الاخوة حيث أصبح مجال الحديث الغيبة أكثر من التناصح والاصل كما هو معلوم أن حق المسلم على المسلم النصيحة مستشهدا بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله باخلاص الدين لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم باتباعه والتزام نهجه بالمتابعة ولكتابه بالايمان به والعمل بمحكمه ولائمة المسلمين بطاعتهم بالمعروف وعدم الخروج عليهم أو الافتئات عليهم فيما هو حق لهم ولائمة المسلمين ولعامتهم بالنصيحة لكل مسلم له حق أن ينصح أخاه المسلم. وبين أن النصح لكل مسلم ولهذا فان من الظواهر السيئة تنامى الغيبة وقلة النصيحة والنصيحة قد تكون بالكلام او بالهاتف او بالمقابلة وقد تكون برسالة مؤكدا أن المهم فى كيف تنصح وكيف تكون شخصية الناصح وصبر الناصح على اللغو وعلى ما يرد له لافتا الى أنه ليس من المفترض أن كل من أراد أن ينصح يقال له جزاك الله خيرا وكلامك صحيح . وأوضح معالى الوزير أن واجب الامامة والخطابة واجب عظيم شرعى وان الخطيب والامام هما نواب فى أداء الصلاة عن الامام ولي الامر لان الاصل الشرعى أن الذى يؤم الناس ويصلى ويخطب بهم هو الوالى مشيرا فى هذا السياق الى أن النبى" صلى الله عليه وسلم " أم بصفته النبى الامام لان أفعال النبى " صلى الله عليه وسلم " كما هو مقرر فى الاصول تختلف جهاتها قد يقول قولا أو يفعل فعلا ويكون ذلك لاجل مقام النبوة أى نابع من مقام النبوة لانه رسول ونبي وقد يقول ويفعل فى مقام القضاء لانه قاض فى هذه المسألة وقد يقول ويفعل لانه فى مقام الافتاء وقد يقول ويفعل لانه فى مقام ولي الامر والامام وقد يقول ويفعل لانه زوج وقد يقول ويفعل على أنه ناصح ومرشد . وأوصى معالى وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الامام والخطيب بأن يتوجها الى نفسه بأمرهما بالتوبة مما يعلم من نفسه من الذنوب والعصيان وأن يلزما نفسه بأداء الامانة من حيث المحافظة على الوقت وتعاهد القرآن وتحسين التلاوة واصلاح المسجد والجماعة وتفقد المتخلف ونصح الغائب والرفق بالناس بالسعى فى حاجاتهم . وفى ختام كلمته التوجيهية جدد معالى الوزير الشيخ صالح ال الشيخ التأكيد على أن وظيفة الامام كبيرة ينبغى أن نحافظ على ذلك ونتواصى به .. سائلا الله سبحانه وتعالى للجميع التوفيق والسداد وأن يوفق ولاة أمورنا لما يحب ويرضى ويجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى وممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وكان اللقاء قد بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم بعد ذلك القى المدير العام لفرع الوزارة بالرياض الشيخ عبدالله بن مفلح الحامد كلمة رحب فيها بمعالى الشيخ صالح ال الشيخ وبأصحاب الفضيلة أئمة وخطباء مساجد الرياض مؤكدا انهم فى الفرع يتطلعون لهذا اللقاء كما يتطلع له منتسبو المساجد فى أمور كثيرة منها الحرص على تنفيذ تعليمات الوزارة وأنظمتها لان ذلك سيعود على الجميع بالفائدة العظيمة ويعين الجميع على تحقيق رسالة المسجد على الوجه المطلوب. وحث الشيخ الحامد بمناسبة شهر رمضان المبارك أصحاب الفضيلة الائمة والخطباء على مراعاة أمور كثيرة منها على وجه الخصوص عدم التغيب وعدم ترك المسجد أيام وليالى شهر رمضان المبارك مؤكدا على المؤذنين بأن لا يرفعوا أذان العشاء الا بعد ساعتين من غروب الشمس. ووجه الشيخ الحامد كلامه الى أصحاب الفضيلة الخطباء قائلا : اننا نتطلع منكم الحرص فى خطبكم على ما يجمع ولا يفرق وأنتم تعلمون مسؤولية المنبر وعظم رسالته فأنتم مسؤولون أمام الله عن كل كلمة تقولونها فالمتربصون بدينكم ودولتكم كثر فالتزموا نهج علمائكم الذى هو نهج السلف الصالح والحامي بعد الله من الزلل والانحراف .